إن قرار السلام أخطر من قرار الحرب لأن البناء أصعب من الهدم ونحن الفلسطينيين تعودنا على النغمات الانتخابية الإسرائيلية إن ما تناقلته وسائل الإعلام من أحاديث مختلفة ومتناقضة لمرشح رئاسة الوزراء الإسرائيلي عمرام ميتسناع على أنه مرة حمامة سلام قادمة ومرة بأنه سوف يكبح جماح الفلسطينيين تارة أخرى وكأن الأمر سهلا وممهدا لذلك. السيد عمرام ميتسناع إن قرار السلام أخطر من قرار الحرب لأن البناء أصعب من الهدم ونحن الفلسطينيين تعودنا على النغمات الانتخابية الإسرائيلية التي تارة ما نسمع عن تحول استراتيجي لتهدئة المنطقة للوصول إلى طريق السلام، ولكن الواقع المرير الذي نصطدم به أن الوقائع على الأرض مغايرة لذلك من حيث الجوهر، ولكن قد تحلو للبعض من حيث الشكل كما حصل في عهد رئيس الوزراء الأسبق باراك حيث توصل بنا الوضع إلى عدم الثقة بشيء ولا نثق إلا بالواقع على الأرض هو خير حكم على صحة النوايا الحقيقية أو عدمه . إن تعهدكم بالانسحاب مباشرة من قطاع غزة كاملا قد يكون بادرة حسن نية، ولكن ما بعد ذلك - وهو الأهم - هل ستظل الضفة الغربية محتلة ؟ - هل ستظل القدس غير قابلة للطرح على الطاولة ؟ - هل موضوع اللاجئين غير قابل للطرح على الطاولة. - إن الشعب الفلسطيني شعب مسالم ولا يطلب أكثر من حقوقه الشرعية وذلك كما ورد على لسان الأخ الرئيس ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين أنه يمد يده للسلام الحقيقي الشجاع وليس سلام الجبناء الهش الذي يضيع الحقوق وسرعان ما ينهار . نعرف جيدا وعلى يقين بحجم الألم والدمار الذي يحصل كل يوم وكل ساعة وعلى وعي كامل بالألم والدمار الذي أنتم به في كل يوم وساعة ونحن على يقين بأن الحل الوحيد لوقف هذا الدمار عند كلا الطرفين هو السلام العادل بعودة حقوقنا وكرامتنا . نحن نرى أن التزامكم بالحل اليوم أفضل من الغد وإن الذي عنده بعد نظر لا بد وأن يعتبر أن السلام هو الضمانة الوحيدة لبقاء وازدهار الشعوب فإن بقاءكم واستمراريتكم فقط بالسلام فاليوم تجدون من يمد يده للسلام معكم ووضع ركائز ودعائم له والمحافظة عليه وفرض الثقة بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني والفائدة تعم على الجميع ولكن إذا ما تم ذلك اليوم فلا أعتقد أنكم تجدون غدا من يتفاهم معكم من الأجيال القادمة آلتي لا بد وان أصارحكم بأن الجيل القادم الذي أنشئ في الانتفاضة الذي تعود أن يحمل روحه على كفه ولا يحسب أي حساب للموت ولا يخافه سوف يكون من الصعب إيجاد آلية تفاهم معه للسلام . هل عندكم الجاهزية للسير قدما في عملية السلام والمحافظة عليه لصالح الشعبين أم أنكم سوف تتعاملون بنفس النهج السابق وهو المهادنة وتهدئة الأوضاع مؤقتا التي سرعان ما يتم تدمير الإنجاز الذي تم تحقيقه ثم العودة الى الصفر واللعب على المتناقضات الدولية والذي لم يعد أن يسمح به الشعب الفلسطيني ولا الشعب الإسرائيلي . لا يمكن على الإطلاق أن يتم السلام من خلال الطرح الإسرائيلي منفردا ولكن لابد من إيجاد آلية واتفاق على طرح فلسطيني إسرائيلي مشترك ولا يمكن تجاهل الطرح الفلسطيني للوصول الى صيغة مشتركة مقبولة للطرفين . إن السلام، كما ذكرنا سابقا، عملية شائكة ومعقدة ولا بد من وجود قادة من كلا الطرفين يتحملون المسئولية وعندهم بعد نظر لخطورة المرحلة والمراحل المقبلة فلا سلام في الهواء ولكن السلام لا بد وأن يترجم على أرض الواقع كما نضع تصورا له : 1- الانسحاب الكامل من قطاع غزة . 2- تسليم معبر رفح للسيادة الفلسطينية برقابة دولية عربية بما فيها ج.م.ع. 3- الانسحاب الإسرائيلي إلى حدود ما قبل 28|9| 2000 كمرحلة أولى على وجه السرعة والتعهد بعدم العودة إليها واحتلالها . 4- مراقبة دولية عربية بما فيها ج.م.ع. والأردن لهذا الانسحاب وحدوده . 5- تسليم معبر جسر الأردن للسيادة الفلسطينية برقابة دولية عربية بما فيها الأردن و- ج.م.ع. 6- التعهد الإسرائيلي بالانسحاب من باقي الضفة الغربيةوالقدسالشرقية الى ما بعد حدود 1967 . 7- حل مشكلة المستوطنات في الضفة الغربية بشكل عاجل أو اعتبار المستوطنين مواطنين يقيمون في دولة فلسطين ويخضعون للقانون الفلسطيني ويلتزمون بتطبيقه كما هو حال المواطنين الفلسطينيين داخل حدود 1948 حيث ان القانون الدولي لا يجيز للمحتل ان يستوطن ولا بد من الاخلاء. 8- إيجاد آليات حل مقبولة للاجئين الفلسطينيين حسب قرارات الاممالمتحدة . 9- وضع اتفاقيات اقتصادية تحكم التجارة بين الطرفين بحيث لا يتعارض ومصالحها الاقتصادية . 10- وضع اتفاقيات أمنية تحفظ الأمن للطرفين وعدم التدخل في الشئون الداخلية لكل منهما . 11- التسديد الفوري للأموال الفلسطينية المحجوزة عند الإسرائيليين . 12- عقد مؤتمر دولي للدول المانحة لدعم الاقتصاد الفلسطيني واعادة بناء البنية التحتية له . 13- حل مشكلة المياه بأنواعها بين الطرفين . 14- إعطاء السيادة الكاملة للدولة الفلسطينية على المعابر والمياه والهواء مع الحفاظ على الالتزام بالقوانين البيئية الدولية والإقليمية ووجود مراقبة دولية وعربية بما فيها ج.م.ع. والأردن . 15- إيقاف جميع أنواع التحريض من كلا الطرفين . 16- الاتفاق على عقد مؤتمر دولي للسلام لترسيخ ما تم الاتفاق عليه ومراقبته دوليا وعربيا لترسيخه على الأرض والأعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية وإعطاء حرية العبادة لكل الأديان السماوية في القدس . 17- إطلاق سراح جميع المعتقلين في السجون الإسرائيلية بشكل شامل وسريع . 18- تأخذ السلطة الفلسطينية على عاتقها إقناع والتزام التنظيمات بهدنة لمدة سنة قابلة للتجديد ومرتبطة بألتزام اسرائيل بتنفيذ الأتفاقات الموقعة . 19- أن تمتنع إسرائيل من ملاحقة الفلسطينيين من أي من التنظيمات وعدم مضايقتهم على المعابر والسماح لهم بالسفر بحرية كاملة . 20- نبذ الإرهاب وإرهاب الدولة . * مدير عام فلسطيني لشركة من غزة.