برعاية نائب أمير منطقة مكة المكرمة.. انطلاق مؤتمر طب العيون 2024    فان نيستلروي فخور بمسيرته كمدرب مؤقت مع يونايتد ويتمنى الاستمرار    النصر يتغلّب على الرياض بهدف في دوري روشن للمحترفين    القبض على شخص بمنطقة الجوف لترويجه مادة الحشيش المخدر    المملكة تختتم مشاركتها في المنتدى الحضري العالمي wuf12 بالقاهرة    الهلال: الأشعة أوضحت تعرض سالم الدوسري لإصابة في مفصل القدم    المملكة تؤكد التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي في الاجتماع الوزاري لدول مجموعة العشرين بالبرازيل    مدرب الأخضر يضم محمد القحطاني ويستبعد سالم الدوسري وعبدالإله المالكي    حائل: القبض على شخص لترويجه أقراصاً خاضعة لتنظيم التداول الطبي    ممثل رئيس إندونيسيا يصل الرياض    إطلاق النسخة التجريبية من "سارة" المرشدة الذكية للسياحة السعودية    انطلاق أعمال ملتقى الترجمة الدولي 2024 في الرياض    زلزال بقوة 6.2 درجات يضرب جنوبي تشيلي    جمعية الدعوة في العالية تنفذ برنامج العمرة    ترقية بدر آل سالم إلى المرتبة الثامنة بأمانة جازان    «سدايا» تفتح باب التسجيل في معسكر هندسة البيانات    الأسهم الاسيوية تتراجع مع تحول التركيز إلى التحفيز الصيني    انطلاق «ملتقى القلب» في الرياض.. والصحة: جودة خدمات المرضى عالية    تقرير أممي يفضح إسرائيل: ما يحدث في غزة حرب إبادة    فرع هيئة الهلال الأحمر بعسير في زيارة ل"بر أبها"    خطيب المسجد النبوي: الغيبة ذكُر أخاك بما يَشِينه وتَعِيبه بما فيه    رفع الإيقاف عن 50 مليون متر مربع من أراضي شمال الرياض ومشروع تطوير المربع الجديد    أمانة الطائف تجهز أكثر من 200 حديقة عامة لاستقبال الزوار في الإجازة    بطلة عام 2023 تودّع نهائيات رابطة محترفات التنس.. وقمة مرتقبة تجمع سابالينكا بكوكو جوف    المودة عضواً مراقباً في موتمر COP16 بالرياض    خطيب المسجد الحرام: من صفات أولي الألباب الحميدة صلة الأرحام والإحسان إليهم    في أول قرار لترمب.. المرأة الحديدية تقود موظفي البيت الأبيض    دراسة صينية: علاقة بين الارتجاع المريئي وضغط الدم    «مهاجمون حُراس»    حسم «الصراعات» وعقد «الصفقات»    محافظ محايل يبحث تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين    شرعيّة الأرض الفلسطينيّة    جديّة طرح أم كسب نقاط؟    الموسيقى.. عقيدة الشعر    في شعرية المقدمات الروائية    ما سطر في صفحات الكتمان    لصوص الثواني !    مهجورة سهواً.. أم حنين للماضي؟    لحظات ماتعة    متى تدخل الرقابة الذكية إلى مساجدنا؟    حديقة ثلجية    محمد آل صبيح ل«عكاظ»: جمعية الثقافة ذاكرة كبرى للإبداع السعودي    فراشة القص.. وأغاني المواويل الشجية لنبتة مريم    فصل الشتاء.. هل يؤثّر على الساعة البيولوجية وجودة النوم؟    منجم الفيتامينات    قوائم مخصصة في WhatsApp لتنظيم المحادثات    أُمّي لا تُشبه إلا نفسها    الحرّات البركانية في المدينة.. معالم جيولوجية ولوحات طبيعية    أنماط شراء وعادات تسوق تواكب الرقمنة    الناس يتحدثون عن الماضي أكثر من المستقبل    من توثيق الذكريات إلى القصص اليومية    الأزرق في حضن نيمار    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    التعاطي مع الواقع    ليل عروس الشمال    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أؤكد على وجود بحارمن المياه في أراضي المملكة
د. بكر عبد الله بن بكر.. رحلة الهندسة والإدارة والدبلوماسية!22
نشر في اليوم يوم 02 - 01 - 2003

كما ذكرنا في الجزء الأول من هذا الحوار في عدد الخميس الماضي فإن ضيفنا الدكتور بكر عبد الله بن بكر شخصية علمية إدارية متميزة على أكثر من صعيد. انه أول مهندس سعودي يعمل في " شركة الزيت العربية الأمريكية" كما هو اسمها في ذلك الحين.. ولم يكن وقتها طالب الوظيفة السعودي لدى هذه الشركة علم بأكثر من " شهادة" القراءة والكتابة ليدخل الشركة ومثلما كان البكر هو المهندس السعودي الأول الذي عرفته أرامكو فهو أيضاً أول موظف سعودي صاحب كفاءة علمية وعملية عرفته " كلية البترول والمعادن" بالظهران ليصبح بعد حين أول مدير لجامعة البترول ويحقق من الإنجازات التنظيمية للجامعة ما يشهد به القريب والبعيد.. وكان بكفاءته وإدارته قدوة طيبة لجميع العاملين. وهو إلى جانب ذلك شخصية تتحلى بالخلق الحميد .. همه أن يحقق الهدف بدون ضجيج.. وربما كان من أبعد المسئولين عن دائرة الضوء والأعلام. نعيد أيضاً ما قلناه من أن حوارنا مع الدكتور بكر عبد الله بن بكر يجمع بين الهندسة والإدارة والدبلوماسية ففي كل واحدة من هذه المحطات بصمات واضحة تركها الضيف خلال تجارية العلمية والعملية. ومثلماً كنا نقول في تقديم ضيوف "رجال تحت الشمس" فإن الغاية دائماً أن نكتشف عالم هؤلاء الرجال لنستفيد من تجاربهم بما يحفز طموحنا نحو الإنجاز في حقول العلم والعمل.. هؤلاء لم يعرفوا الخمول ولا الانشغال بتوافه الأمور بل كانوا يملكون العزيمة والإصرار على تحقيق الهدف.. وكانوا بطبعهم مؤهلين كأفراد وكطاقات ذهنية للعطاء المتميز في الحقول التي يطرقونها. كانت التجارب التي خاضها الضيف وتحدثنا عنها في الجزء الأول من هذا اللقاء تشمل سيرته الدراسية التي نال خلالها شهادة الثانوية عام 1960 في الطائف لينطلق في تحصيله العلمي المتواصل بدءاً من نيله بكالوريوس هندسة البترول عام 1963 من جامعة تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية.. هذه الشهادة التي دخل بها أرامكو كأول مهندس سعودي يدخل الشركة لم تكن نهاية طموحه العلمي بل أنجز الماجستير ثم الدكتوارة في إدارة الأعمال من الجامعات الأمريكية ليبدأ مرحلة العمل المتميز عبر " كلية البترول والمعادن" في الظهران كما أسلفنا. اليوم.. وعبر الجزء الثاني من هذا الحوار نستوقف الضيف عند محطات أخرى ونتعرف أيضاً على رأيه في مجالات تهمنا كمواطنين إلى جانب متعة اللقاء والحديث الشيق لضيفنا العزيز.
الحاجة لجامعات أهلية
@ الحديث معكم ذو شجون فاسمح لنا بالعودة إلى مدرجات الجامعة ألا ترون أن تزايد أعداد الطلاب يحتم علينا التفكير في إنشاء جامعة أو جامعات أهلية؟.
التفكير في الجامعات الأهلية ليس جديداً ويعرف الكثيرون أن معظم أبرز جامعات العالم أهلية مثل جامعة هارفاد الشهيرة بأمريكا ونحن في بلادنا بحاجة إلى جامعات أهلية كما أن المهتمين من القطاع الخاص قادرون على إنشائها ولكن يجب لفت النظر إلى أمر في غاية الأهمية وهو أن لا تكون أهداف هذه الجامعات الأولى هي الربح المادي أو المفاخرة بها بل لإرضاء متطلبات المواطنين الراغبين والمحتاجين للتعليم العالي بأفضل المستويات وبالتكاليف الممكنة والربح مطلوب والاستثمار في حقل التعليم استثمار طيب ولكن دون أن يكون الربح هو كل شيء وعلى القائمين بأمر الجامعات أن يريدوا بها وجه الله ثم مصلحة الوطن والمواطن ثم الربح والاستثمار فإذا غاب كل ذلك أو بعضه فلا حاجة بنا لجامعة لا تخدم إلا أصحابها كأي مركز تسويق ومن الأفضل أن تراقب الجودة في الجامعات الأهلية هيئة حكومية أو أهلية محايدة في غاية النزاهة ولا يهمها سوى الصالح العام ويكون لها الصلاحية لأن تتدخل وتوقف البرامج الضعيفة وتطبق معايير ومقاييس مقبولة لقياس المستويات لان في هذا ضمانا لحق من بنوها وضمانا لسمعة الجامعة وخريجيها أكاديميا وهذا هو المعمول به في كل الجامعات الأهلية في العالم .
@ أي نوع من التعليم تحتاج بلادنا الآن ؟
تحتاج المملكة إلى التعليم التقني عموما كما تحتاج إلى التعليم الإداري المبني على المعلومات وتكلفة هذا النوع عالية لأنه يحتاج إلى معامل ومختبرات وهيئة تدريس أكثر عدداً وتكلفة والجامعات التقنية ذات السمعة العالمية هي تلك التي تبذل الغالي والنفيس لاجتذاب وتطوير وإبقاء هيئة التدريس متميزة فيها كما تركز على تجهيز مختبراتها ومرافقها بأحدث وأدق الأجهزة الموجودة عالمياً وتعمل باستمرار على تحديثها وتطويرها فهل رجال الأعمال لدينا يفكرون بهذه العقلية أم يسيطر على تفكيرهم الربح والفخر بالمشاركة في ملكية الجامعات هذا هو السؤال فإن كانت الإجابة بالإيجاب والتفكير تقنيا فالحمد لله أما إذا كان غير ذلك فالمردود لن يتناسب مع حاجة البلاد الحقيقية.
ترشيد المكآفات
@ ينادي البعض بإلغاء مكافآت الطلاب .. ما رأيكم ؟
المكافآت للطلاب المحتاجين عرف معمول به في كل جامعات الدنيا ولا نعني بالاحتياج المعنى الحرفي المرادف للفقير والمسكين بل نقصد ما يعين الطالب على التفرغ للتحصيل دون أن يحمل هم السكن أو المرجع أو مستلزمات الدراسة والبحث وبمقارنة رسوم التعليم في دول العالم نجدها مرتفعة جداً حتى في أفقر الدول العربية بينما نحن نوفر لطلابنا كل شيء ثم نعطيهم مكافآت ثابتة هذا منتهى الكرم وأنا لا أنادي بإلغاء المكافآت بل اطلب ترشيدها حتى لا تفقد الهدف الذي من اجله وضعت وتصبح عبئا على ميزانيات الجامعة ويجب أن يكون هذا الترشيد كريما بل وسخيا لأن التعليم العالي لكل قادر وراغب هو من أهم مميزات بلادنا الحبيبة .
أنا كابتن الفريق
@ لقد تم تعينك عميداً ثم مديراً للجامعة لمدة طويلة جداً قاربت الثلاثين سنة وهو أمر غير مسبوق حسب معلوماتنا فما هو شعورك نحو ذلك؟
من حسن طالعي أن واتتني الفرصة للمساهمة في بناء أفضل جامعة في العالم العربي وكما أسلفت أولاني المغفور له الملك فيصل ثقته السامية ودعمه غير المحدود وكذلك الملك خالد رحمه الله وخادم الحرمين الشريفين أيده الله وأبقاه حتى أن البعض وأنت منهم يصفني بباني الجامعة رغم أن دوري كان أقرب لدور كابتن الفريق الذي هو جزء من الفريق وليس الفريق كله لا أقول هذا تواضعا مني بل هو الحق الذي ينبغي أن يقال فالكابتن لا يحرز بنفسه أفضل النتائج بل يتكاتف معه الفريق بأكمله وهذا ما حدث والفريق لا ينجز ولا يبني إن لم تتوفر له القيادة الرشيدة الداعمة بالتوجيه والمال وهذا ما حدث أيضا.
ارتباط ضعيف
@ يتهم أساتذة الجامعات ممن يحملون شهادة الدكتوراه بأن ارتباطهم بالجامعة ضعيف جداً فما ردكم ؟
لا أدري كيف يمكن تبرير مقولة ان أبناءنا وإخواننا من حملة شهادة الدكتوراه ضعيفو الارتباط بمجتمعهم، ربما الأصوب القول بأنهم مرتبطون بمهنهم ومراجعهم ومصادر معلوماتهم حتى لا يسبقهم الزمن ويصبحوا متخلفين عن أمثالهم في الدول المتقدمة ولهذا فإن الوقت الذي يقضونه في العلاقات الاجتماعية أقل من الوقت الذي يقضونه في الاطلاع والمتابعة.
اختار الكفاءة
@ هل صحيح أنك خلف الكثير ممن وصلوا إلى مراكز من الجامعة إلى خارجها ؟
لقد كنت أتلقى اتصالات من كبار المسئولين في القطاعين العام والخاص بطلب ترشيح من أرى قدرته وكفاءته للقيام بعمل معين وكنت أتجاوب مع هذه الطلبات بكل جدية ونزاهة وحياد ممكن ويعلم الله أني كنت أحرص على ترشيح من أقتنع بأنه أفضل من يستطيع أداء المطلوب بصرف النظر عمن هو أو من أين أتى أو صلتي الشخصية به وذلك قدر الإمكان ولا أزكي على الله أحداً .
لأنهم مؤهلون
@ تتميز الجامعة بان الكثير من منسوبيها يصلون من خلالها إلى مراكز قيادية منهم الوزير وكبار المسئولين في القطاعين الحكومي والخاص ما السبب في ذلك؟
أن السبب الرئيسي في نجاح خريجي الجامعة تسنّم مراكز قيادية يعود بشكل كبير الى ترتيبهم وتعليمهم وإعدادهم في الجامعة مما يؤيد تميز الجامعة ونجاحها في تحقيق أهدافها التعليمية والتربوية كما فصلنا سابقا.
@ قال رئيس أرامكو السعودية عبد الله صالح جمعة ان القياديين في ارامكو من خريجي الجامعة .. فما تعليقك على ذلك؟
ان ما قاله رئيس شركة أرامكو عن أن القياديين في ارامكو السعودية هم من خريجي الجامعة صحيح بصفة عامة وأن نسبة كبيرة من موظفيها منهم وأظن هذا التوجه في ازدياد وحسب علمي فان مستوى الشركة في مختلف المواقع يفضلون خريجي الجامعة على نظرائهم من خريجي الجامعات الأخرى لحسن إعدادهم وأدائهم المهني وهذا يؤيد صحة توجه ارامكو الأمريكية من جهة مصلحة الشركة الخاصة , في مقاومة إنشاء الكلية حتى لا يحدث ما حدث الآن وهو الحلول التدريجي للسعوديين المؤهلين والقادرين على الأداء بمستوى عالمي محل نظرائهم من الأمريكيين مما يعجل بنهاية الحاجة لبقاء الشركة الأمريكية لإدارة وتشغيل مرافق الشركة وبالتالي الى سعودتها وهو ما تم فعلا وارامكو الآن هي ارامكو السعودية وليست أرامكو الأمريكية ولله الحمد.
فرحة وحزن وتفاؤل
@ من الجامعة إلى الدبلوماسية كان الانتقال منعطفا في حياتكم كيف استقبلتم الخبر وكيف تركتم إنجازا صنعتموه وكيف تأقلمتم مع مهامكم الجديدة؟.
انتابتني مشاعر شتى متفاوتة التأثير أولها الفرحة بثقة ولاة الأمر في شخصي اذ شرفوني بهذا التكليف لأخدم وطني من موقع جديد وهام والثاني الحزن لفراق طلابي وزملائي الذين كنت أحس باني جزء منهم والثالث التفاؤل بان الغد يحمل لي كل خير لأني لو بقيت في الجامعة اكثر لكررت نفسي بينما تغيير الموقع الى موقع جديد لا يخلو من التجديد المحبوب والمطلوب في نفس الوقت وربما الإنجاز وخدمة الوطن من موقع جديد بعد العمل اكثر من ثلاثين سنة في موقع واحد بهذه المشاعر انتقلت للعمل سفيرا لخادم الحرمين الشريفين في تونس ثم في سورية الشقيقة أرجو أن أكون عند حسن الظن فيما أكلف به.
بين السفارات والإعلام
@ نحن موقنون بان بلادنا كما ذكرت إلا إنها تتعرض لهجمات مغرضة شرسة من الإعلام الغربي ماذا فعلت السفارات العربية لإقناع رجل الشارع في الغرب بمواقفنا وثوابتنا وسلامة رؤيتنا؟.
ان الإعلام الغربي الذي يهاجم بلادنا بشراسة لا يمثل حكوماته وقد لا يمثل شعوبه وإنما يمثل الفئة المغرضة المسيطرة على معظم الإعلام الأمريكي وأكثرهم من الصهاينة والمتطرفين الذين أعماهم حبهم وتحيزهم لإسرائيل وكرههم للإسلام والمسلمين عن مصالح البلاد التي يعيشون فيها.
المستقبل ليس قاتما
@ الإعلام ينقل يوميا عبر وسائطه المختلفة صورة قاتمة محبطة للأجيال القادمة وفي كل مكان من العالم العربي فالحروب قائمة والأزمات متلاحقة والكوارث بالمرصاد والأمراض تفتك ألا توجد بارقة أمل؟
أنا ضد هذا الإغراق في السوداوية وعلى العكس أرى المستقبل مشرقا واعدا في كل مجال من مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية .. الخ كل المطلوب إدارة ناجحة تعرف كيف توظف الموارد الطبيعية والبشرية المتاحة لإسعاد نفسها وغيرها ولنأخذ مثالا واحدا من عالمنا العربي. في السودان ارض صالحة ومياه جارية تكفي لتأمين الغذاء لأهله وللعرب جميعا في الحاضر ولأجيال قادمة وها هو البترول الذي تدفق واصبح العالم العربي أهم مصادره وكذلك المعادن في المملكة وغيرها والطاقات البشرية الكبيرة الآخذة في التعليم والتدريب والتطور ولكن يجب علينا التوظيف الأمثل لهذه الموارد والاستفادة من الطاقات البشرية وغير البشرية وهكذا في كل مكان خير فلماذا نصنع صورة قاتمة لحاضرنا ومستقبلنا أما المملكة فأراها بألف خير ماضيا ومستقبلا وهي ساعية سعيا حثيثا نحو ترقية الأداء واسعاد الإنسان في كل مكان داخل وخارج البلاد فلماذا التشاؤم إن بلادنا آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا وهي تفيض بالأمن والخير على من فيها وتتبع نهجا أساسه شرع الله القويم ولقد من الله تعالى على بلادنا بثروات وخيرات لا حصر لها فنحن بحمد الله في أمن وأمان وعيش رغيد كل هذه المقومات والثوابت تجعلنا اكثر صمودا ورسوخا في وجه العواصف الإقليمية والمتغيرات الدولية.
مياه حقل الساق
@ كتبتم وتحدثتم عن وفرة المياه الجوفية في المملكة خاصة في تبوك وأنها تكفي احتياجات المملكة وتجعلها بلدا آمنا فهل لازلت عند هذا الرأي؟.
ان ما قلته ليس رأيي الشخصي بل هو نتيجة دراسات دامت حوالي خمس عشرة سنة ودراستنا هذه شملت المياه الموجودة في حقل الساق وغيره من تبوك الى القصيم , ولكن مهما كانت كمية المياه كبيرة فلابد من ترشيد الاستهلاك بصرف النظر عن المخزون وانا مسرور بان وزارة المياه بدأت تنادي بالحد من الاستهلاك العشوائي للمياه لان وجود كميات كبيرة من المياه لا يعني إهدارها دون ضابط.
@ أهذا رسالة لمعالي الدكتور غازي القصيبي؟.
د. غازي أخ وزميل ولكن لا اعتقد أنى وصلت درجة إرسال رسالة لأحد ..أنا فقط عرضت رأيي الشخصي المبنى على نتائج دراسات وبحوث في مسألة المياه قام بها علماء إجلاء في الجامعة ولا اعتقد ان ضرورة الترشيد أمر خاف على المسئولين حتى ولو كان لدينا مخزون كبير جدا من المياه.
@ وعيون الأحساء؟
عيون الأحساء وكذلك التي في الخرج ووادي الدواسر وغيرها لا علاقة لها بالمياه التي تحدثنا عنها نحن تحدثنا فقط عن الكميات الهائلة الموجودة في حقل الساق وغيره من تبوك إلى القصيم.
الأمن المائي للمملكة
@ وكيف نستثمرها؟.
نستثمر مياهنا في تغطية احتياجاتنا الحياتية بما في ذلك الزراعة ولكن بترشيد ودون إهدار ومن الممكن النقل من مصادرها في تبوك مثلا إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرها بدلا من التحلية دون أن يعني هذا أنني ضد تحلية المياه التي أراها تقنية حديثة تناسب بلادنا. وكما يقول المحللون فإن أزمة طاحنة تنتظر العالم العربي وهي أزمة المياه. وبسبب هذه المياه الجوفية فإن المملكة أكثر أمنا مائيا حتى من مصر التي يجري فيها نهر النيل وقد انتقد البعض رأيي هذا ولكني بنيته على أن مياهنا الجوفية كثيرة وكبيرة وموجودة داخل أراضينا في جوف الأرض بعيدة عن أي تلوث كما أن أحدا لا يشاركنا فيها بعكس نهر النيل بالنسبة لمصر فهو ينبع من خارجها ولا تزيد مياهه في وقت يزداد فيه الاستهلاك.. أضف إلى ذلك أن دولا من خارج حوض النيل كإسرائيل - أصبحت لها أطماع في هذه المياه. ليس هذا فحسب بل ان حصة مصر من مياه النيل ستقل حتما لأن استهلاك بقية الدول جنوب السودان آخذ في الزيادة فماذا سيبقى لمصر؟ هذا يؤكد ما ذهبت إليه من أن هناك أمنا مائيا في المملكة أكثر أمنا حتى من دول حوض النيل.
وسيكون وضعنا المائي افضل مما نحن عليه الآن لو ركزت المؤسسة العامة لتحلية المياه على البحوث الحديثة لتكون أكثر اقتصادية مما هي عليه الآن وذلك بتقليل التكلفة وزيادة الإنتاج كما حدث منذ فترة قصيرة عندما تم تطبيق نظرية "التفوير" الصناعي وموجزها أن المياه المالحة في الماضي كانت تفور مرة واحدة ليستفاد من أكبر جزء منها وتكون النتيجة مزيدا من المياه المحلاة بجهد بسيط وتكلفة قليلة. مثل هذه الدراسات والبحوث هي التي نريدها في المستقبل.
وفي مجال التحلية فرص أمام الباحثين لإعداد البحوث والدراسات ليست في الماء كعنصر أساسي بل في أشياء أخرى كالطاقة مثلا إذ يمكن البحث في تقليل الطاقة المستخدمة في عمليات التحلية وذلك باعتماد تقنيات حديثة وكما تعلمون البحث العملي التطبيقي يأتي كل يوم بالجديد المبتكر ويقود إلى نتائج قد لا يحدث هذا خلال سنة أو سنتين ولكن التطلع إلى الأفضل مطلوب دائما ولو طال الانتظار.
"نجابة الأبناء نعمة"
@ كشخصية عامة بدأنا حوارنا وركزنا حديثنا على ما هو عام فاسمح لنا بالانتقال إلى عالمك الصغير وأعني الأسرة.. أين أبناؤك الآن وهل لديك أحفاد؟
منحني الله سبعة أولاد نجباء وقد تخرج منهم من الجامعات أربعة يحمل اثنان منهم درجة الدكتوراه وواحد منهم يدرس الآن في أمريكا للحصول على الدكتوراه والسادس يدرس في جامعة البترول والمعادن أما السابع فلا زال في بداية الدراسة الثانوية والحمد لله على نجابتهم ونجاحهم في الحياة كما أن الله من علي بثمانية أحفاد حتى الآن ويزيد عدد أحفادي بمعدل واحد سنويا والحمد لله وكما قال الشاعر:==1==
نعم الإله على العباد كثيرة==0==
==0==وأجلهن نجابة الأولاد==2==
ومن الجدير بالذكر أن كل أبنائي يعملون في القطاع الخاص ما عدا ابنتي الكبرى التي تقوم بوكالة كلية البنات في الدمام وهي الوحيدة التي تبعت خطا أبيها.
"مزرعة الورد الطائفي"
@ كانت الزراعة في الطائف مشهورة على مر التاريخ ومنها الورد الطائفي له شهرته الواسعة وأبناء الطائف لهم ولع بزراعته والزراعة بصفة عامة.. أين الدكتور بكر من هذا الموروث الجميل...؟
أنا معجون بحب الزراعة عامة وزراعة الورد ولدي اهتمامات بهذه الحرفة الجميلة حيث أملك الآن مزرعة كبيرة في الطائف فهي ثاني أكبر مزرعة ورد في العالم وأيضا عندي أول مزرعة بذور هجينة في المملكة وأكبرها في العالم العربي كله وتنتج بذورا هجينة بمواصفات عالية الجودة وقد بدأنا دخول السوق العربية في سورية ومصر وسندخل سوق المملكة قريبا لإحلال بذورنا الوطنية محل البذور الأردنية وقد تلقى المزارعون في مصر بذورنا بكل ترحاب وقالوا الحمد لله الذي أتتنا بذور من أرض الحرمين الشريفين لتحل محل البذور الإسرائيلية وتستخدم في هذه الزراعة تقنيات عالية جدا وعندي في الطائف معهد بحوث وتطوير مجهز تجهيزا متكاملا بأعلى المواصفات الفنية لتطوير الآباء الهجينة لزراعة البذور وغيرها وعندي أيضا أكبر مزرعة خضراوات أوروبية في المنطقة الغربية من المملكة ويتم التوزيع على مراكز التسويق والتوزيع ويقبل عليها الأمريكان والأوروبيون المقيمون في المملكة كما أني أقيم أكبر مزرعة مانغو في العالم في مصر وسيكون فيها أكثر من مئتي ألف شجرة في مصر إضافة إلى مزارع كبيرة للبرتقال والخضراوات بهدف التصدير لأوروبا وإنتاج الخضراوات الأوروبية في مزرعتي في الطائف أوصلني إلى حقيقة هامة وهي إمكانية إنتاج كثير من المحاصيل المتنوعة في كل بقعة من المملكة المعروفة بالتنوع المناخي. وأرى أن الفارق بين الدول الكبرى وما يسمونها بالنامية هو أن الأولى قادرة على الإنتاج وقادرة على تسويق هذا الإنتاج بعكس النامية التي غالبا ما تكون استهلاكية فقط حتى لو فكرت في الإنتاج تكتفي بتغذية السوق المحلية ولا تملك من الطموح ما يجعلها تفكر في الخروج من إطارها الضيق والوصول إلى الأسواق الخارجية فالوصول إلى الأسواق الخارجية يتطلب تحسين الإنتاجية حتى تكون قادرة على المنافسة وتحسين الإنتاجية بدوره يتطلب استعدادات من المنتج وهذا ما فعلت.
فقدت صديقي حمد المبارك
@ وما مدى علاقتك بالشيخ حمد المباك "رحمه الله"؟
علاقتي بالشيخ حمد المبارك "رحمه الله" تمتد لسنوات طويلة تحمل في مضمونها حياة حافلة بعطائه وما قدمه لوطنه والمنطقة الشرقية من خلال وظيفته الحكومية أو رئاسته مجلس ادارة "اليوم" الذي قدم فيها تجاربه وحبه ووفاءه حتى وصلت الى ماوصلت اليه.. رحم الله الفقيد حمد المبارك الصديق الوفي.
الشرقية والطائف
@ وأخيرا ماذا تعني الشرقية والطائف؟
الطائف عندي أرض الآباء والأجداد وهي أرض الريان الذي يعد من أشهر بساتين الطائف والذي نشأت فيه وفيها جبل الريان الذي ربما عناه الشاعر بقوله:==1==
جبل الريان حياك الحيا==0==
==0==وسقا الله صبانا ورعا
فيك ناغينا الهوى في مهده==0==
==0===ورضعناه فكنت المرضعا==2==
وأسرتي لديها حجة شرعية بتملك الريان منذ أكثر من ثلاثمائة سنة وهكذا فالطائف تمثل عندي الجذور والانتماء والجو الجميل والأرض الخصبة والإنتاج الوفير والخير العميم. أما المنطقة الشرقية فقد أمضيت فيها حوالي أربعين عاما من عمري وهي وأن لم تكن مسقط رأسي إلا أنها البقعة التي حققت فيها ذاتي وطموحاتي المهنية والوطنية وفي الإنجاز العلمي والبحث سواء في أرامكو أو جامعة البترول وهي مسقط رأس معظم أبنائي وبناتي نشأوا فيها وعندما قلت لهم ان الوالد رحمه الله بنى لنا حيا سكنيا في الطائف في جبل الريان وسأتقاعد هناك بإذن الله قالوا لي إذهب أنت إلى الطائف اما نحن فبلدنا الحقيقي هو الذي ولدنا ونشأنا فيه وهي المنطقة الشرقية ولن نغادرها وعليه فإني أقوم ببناء مجمع سكني دائم لي ولأسرتي في منطقة الدوحة قرب الظهران وسأستمر في البقاء في المنطقة الشرقية التي لا يقل حبها عن حب الطائف.
السيرة الذاتية
@ ولد في الطائف عام 1942م.
@ حصل على الشهادة الثانوية من مدرسة الطائف عام 1960م.
@ ابتعث الى أمريكا في نفس العام.
@ حصل على شهادة البكالوريس في هندسة البترول من جامعة تكساس في أمريكا نهاية عام 1963م.
@ عاد الى المملكة وعمل في وزارة البترول كمهندس بترول ثم انتقل للعمل في شركة أرامكو الأمريكية.
@ كان أول مهندس بترول سعودي في أرامكو الأمريكية حينذاك.
@ انتقل في عام 1964م من أرامكو ليصبح أول موظف سعودي في تأسيس كلية البترول والمعادن.
@ عين وكيلا للكلية بعد تأسيسها وبدء الدراسة فيها عام 1965م.
@ حصل على الماجستير في إداة الأعمال عام 1967م من جامعة ستانفورد الأمريكية.
@ حصل على الدكتوراه عام 1970م في إدارة الأعمال من جامعة كاليفورنيا كما درس فيها.
@ عين عميدا لكلية البترول والمعادن في نهاية 1970م.
@ عين مديرا لجامعة البترول والمعادن بعد تحويلها من كلية الى جامعة عام 1975م.
@ عين سفيرا للمملكة في تونس 1995م.
@ عين سفيرا في سوريا 1999م وما زال.
@ شغل عضوية العديد من الجامعات الأمريكية والعربية والسعودية ومنها جامعة جورجيا تك في أمريكا وجامعة الأمم المتحدة في طوكيو باليابان وجامعة قطر وجامعة البحرين والجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وغيرها.
@ نشر العديد من البحوث والمقالات العلمية وآخر ما نشر له كتاب باللغة الانجليزية عن (تطوير وإدارة التعليم العالي في العالم العربي).
@ عضو في العديد من الجامعات العلمية خاصة في أمريكا.
الضيف أثناء الحوار مع الزميل فالح الصغير
يستقبل بعض ضيوف الجامعة العرب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.