ليس اليوم كالامس فقد شعرت بحزن عميق وصدمة قوية عندما قرأت في صحيفة (اليوم) الغراء نبأ خطف يد المنون والقدر الذي لامفر منه الشيخ حمد بن علي المبارك بعد صراع مرير مع المرض العضال رحمه الله رحمة واسعة وفي آخر زيارة دنوت منه بطلب الموافقة على زيارة طبيب متخصص في مستشفى الجامعة الامريكية ببيروت وأومأ بيده الطاهرة بعد ان توقف عن الكلام لبرهة بمعنى انه لايستطيع السفر, أومأ بيده اليمنى الطاهرة ناصعة البياض من كل شائبة اليد التي تمد المساعدة لكل محتاج والعون والنصحية الابوية لكل من قصده في داره او مكتبه كان الشيخ حمد يتصف بالنبل ودماثه الخلق والكرم السخي والنبل في ملاطفة حديثه لاصدقائه وزواره في مجلسه العامر بكل تقدير واحترام وتواضع جم, كان رجلا عصاميا قوي الارادة بعيد النظر في قراراته الادارية والحياتية ويسدي النصيحة وجزالة الرأي لمن يقصده باستفسار او سؤال, رحيم في أهله واقاربه ويسأل على الدوام عن الصغير قبل الكبير ويحترم الناس جميعا ولم اعرف عنه انه اساء الى فرد او شخص ما وكان يبذل بسخاء على الفقراء وبعض الجمعيات الخيرية في عدة مدن وهذا ديدنه طوال حياته ولابد من الاشارة الى انه بصير في علم الأنساب وتاريخ الجزيرة العربية, إنه رجل بمعنى الكلمة الحقة ومن رجالات الوطن المخلصين في عملهم واداء واجباتهم بامانة واتقان وتفان, صقلته تجارب السنين وصروف الزمن, كان كالطرد الشامخ في انجاز العمل المنوط به ومايصبو اليه من تحقيق مبتغاه بكل فخر واعتزاز, وقد تقلد الفقيد عدة مناصب في حياته ومعظم تلك المناصب كانت قيادية وكانت جميعها محل ثقة ولاة الامر وتقدير الملك فيصل طيب الله ثراه بان عمل المرحوم في وزارة المالية بالمنطقة الشرقية وبعد ذلك أسس وزملاؤه المخلصون صحيفة (اليوم) وبحكم حسن إدارته ولاشك انه كان إداريا ناجحا من الطراز الفريد بحنكة ودراية سديدة, كان من جرائه ان صنع وأنجز مطبوعة يفخر بها الوطن وسكان المنطقة الشرقية قاطبة وبكل عزيمة وإصرار ورغبة صادقة بان تكون صحيفة (اليوم) في مصاف شقيقاتها صحف المملكة الاخرى المرموقة بالمصداقية ونشر المواضيع الثقافية والاقتصادية التي يستفيد منها القارئ في كل الأوقات وكان له ما اراد وزاد من اصراره يرحمه الله بان طالب المسئولين بإلحاح أن يكون لدار اليوم مقر يليق باسمها وبعد تلبيه طلبه كانت سعادته غامرة عند تلبية طلبه بموافقة المقام السامي على تخصيص أرض لتشييد مقرها وبالفعل حقق الله أمنيته في بناء مقر دائم لدار اليوم على طريق الدمامالخبر أصبح معلما حضاريا يشار اليه بالبنان في ربوع المنطقة الشرقية. وكما ان الشيء بالشيء يذكر كان يتميز بصفات حميدة منها حبه للناس والوفاء معهم وزيارة المريض والسؤال عن اصحابه في كل الاوقات وكان يحترم مواعيده ومشاركة اصدقائه واحبائه واهله افراحهم واتراحهم بمعنى انه مدرسة تربوية راقية في حسن التعامل ومحاولته ارضاء الجميع بما يسر الخاطر وكانت الابتسامة على محياه متهللة البشر والتفاؤل على الدوام ومن محاسن صفاته عبادة الله على أكمل وجه متدينا يخاف الله في كل الامور صادقا صدوقا في اقواله ومواعيده وأفعاله الكريمة. ما أصعب فراقك وجلل فقدانك بعد طول عشرة مع أحبائك الكثر وهذا قدر الله في خلقه وستظل في الذاكرة ما حيينا ولانملك سوى الصبر والاحتساب والدعاء لشخصك الفاضل وسيظل أبناؤك وانا واحد منهم اوفياء لذكراك الخالدة وسنسير على نهجك القويم واننا جميعا على فراقك يا حمد بن علي المبارك لمحزونون وفي جبة الخلد باذنه تعالى لمجتمعون وعزاؤنا الخالص لابنه خالد واخوانه واهله و(إنا لله وإنا إليه راجعون). *وزارة الخارجية