الوفاء، والصفاء، والإخلاص والسماحة، والود، والكرم المادي والمعنوي سمات إلهية ربانية يهبها الله لمن يشاء من عباده، أبو عبدالعزيز عبدالرحمن الفهد السعيد من أولئك الذين وهبهم الله ذلك، ما لقيته يوماً إلا متهللاً يملأ البشر محياه هاشاً باشاً، كثير الصلة بأهله ومحبيه، متمثلاً قول الإمام الشافعي -رحمه الله- قالوا يزورك أحمد وتزوره قلت المفاخر لا تفارق منزله إن زارني فبفضله أو زرته فلفضله فالفضل في كلا الحالين له، وكان -رحمه الله- يرى زيارة صديقه فضلاً، وزيارته لصديقه واجبا، فما أكرمه وما أنبله، متواضع سمح المحيا، وهاتان الصفتان خصلتان من خصاله العديدة عرف بهما بين زملائه وأصدقائه ومعارفه، وهما تحتاجان إلى كسر النفس عن هواها، وهذا في الحقيقة عسير المنال إلا على من وفقه الله لذلك، حتى إنه ينسى نفسه ويضحي براحته من أجل إخوانه وأصدقائه، وكان غفر الله له قد طبخ الغداء بنفسه لضيوفه يوم وفاته وقدمه لهم بكل أريحية ووعدهم بطبخ العشاء لكن قدر الله أمضى وأسرع، وكانت شركتهم تقسط المنازل على الراغبين فجاءه ذات يوم رجل يرغب إرجاع فلته واسترجاع ما دفعه لهم رغم سكناه فيها مدة طويلة فأمر بتحقيق رغبته وهذا ديدنه -رحمه الله-. والمرحوم إن شاء الله من أولئك الذين كسروا أنفسهم نرجو الله أن يرفع مقامه فمن تواضع لله رفعه الله، والفقيد مخلص لمسقط رأسه محافظة عنيزة خدمها بما أفاء الله عليه وعلى إخوانه وأبنائهم محب لوطنه وولاة أمره، دافئ الكلمة لم يكن سخاطاً ولا لعاناً، يحب اللين من الكلام، إن استشرته أشار عليك وأمحضك النصيحة، وهو -رحمه الله- صاحب فكر ثاقب ومبادرات متميزة تدل على صفاته وعقليته الفذة وحبه للخير وكان يقول لي -رحمه الله- إذا عرفت مريضاً يحتاج لزراعة كلى فنحن مستعدون لإرساله على حسابنا وعلاجه وفعلاً كان يفعل ذلك، ولم يسبق أن عرضت عليه أمراً من أمور الخير إلا بادر بفعله -رحمه الله- وجعله في موازين حسناته. عزاؤنا بإخوته الكرام البررة فهد ومحمد وخالد وأبنائه وبناته وأهله ومحبيه و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.