يوجد في محافظة الاحساء حوالي 50 بلدة (قرية)، يمكن وصف بعضها بالمدن، لما يتوفر فيها من خصائص المدينة ومظاهرها، ووجود كافة النواحي الخدمية، وهي متفاوته المساحات تتناثر في شرق الواحة وشمالها وسط غابة كبيرة من اشجار النخيل الوارفة الظلال، وتتقاسم هذه القرى بساتين الواحة، فيما بينها بحيث يتبع كل قرية مجموعة من البساتين. تعرف باسم طرف، ولكل طرف اسم خاص به هو اسم القرية ذاتها، فيقال طرف المنيزلة وطرف الفضول وغير ذلك، ومن بينها: الجبيل، التهيمية، بني معن، التويثير، الجفر، الطرف، الجشة، الدالوة، الحليلة، الشهارين، الطريبيل، المزاوي، العمران، الرميلة، السيايرة، ابو ثور، العرامية، غمس، العقار، الفضول، القارة، المقدام، الكلابية، المنصورة وغيرها. حظيت التنمية القروية بنصيب وافر منها فهي قرية من مدينة الهفوف، اذ ان ابعدها لا يتعدى 20 كيلومترا، كما ان هذه القرى حضرية، بالمعنى التخطيطي، حيث كانت مجتمعات مبنية ومسورة، ولها بوابات، ولكل قرية حاكم(عمدة)، وعندما هبت رياح التغيير على بلادنا انعكس على سكانها، فتقبلوا سريعا هذا التغير الذي حصل في النواحي الفكرية بدخول التعليم، او الناحية الفيزيائية الذي تمثل في ايجاد مبان عصرية، ولا تغفل ترك المزارعين للزراعة، بحثا عن اعمال مريحة، تدر دخلا افضل كشركة ارامكو السعودية. القضاء على الرقعة الزراعية يقول المهندس عبدالله عبدالمحسن الشايب مدير فرع الجمعية السعودية لعلوم العمران بمحافظة الاحساء ان اهالي القرى الشرقية يشاركون في التعمير، حرصا منهم على التمدن، واللحاق بركب الحضارة اسوة بغيرهم وعملت حكومتنا على تحقيق مطلبهم، لذا اخذ التخطيط الحضري لهذه المواقع نفس اشكال ومعايير تخطيط مدينة الهفوف، واقيمت كثيرا من المدارس والدوائر الحكومية، وامتدت اليها الخدمات الحكومية كالكهرباء، والماء والهاتف وتعبيد ورصف الطرقات، مما شجع الكثيرين على البقاء، او بمعنى آخر حد من الهجرة، ولكن نتج عن ذلك شيء آخر عكسي وهو تقلص الرقعة الزراعية، لذا تم اعداد المخططات اللازمة لتحديد نطاق التوسع العمراني، الذي من شأنه ان يضمن الحد الادنى من التدمير، وهو ما حصل فعلا لهذه القرى، للوصول الى مناطق مجاورة وغير زراعية، ولعل هذه الاجراءات وغيرها زادت من سعر الاراضي بالمقارنة بمدينة الهفوف. ثلث الاحساء في القرى ويضيف بقوله: ان هذه القرى توسعت وانتشر التعليم فيها، حتى لنجد المدارس من الابتدائية الى الثانوية (بنين وبنات) في كل قرية، اضافة الى المراكز الصحية، الاندية، مراكز التنمية الاجتماعية، مستشفى الجفر، جمعيات خيرية، وخزانات مياه، محطة ضخ. صرف صحي، اسواق، فروع للبنوك، مركز شرطة، كتابة عدل الجفر. وليس هدفنا هنا ان نبين مدى كفاية الخدمات بل ان نبين ان تمدين هذه المجتمعات اصبح بما لايدع مجالا للشك في اعتبارها حضرية، سواء بالنظر الى تعداد السكان، حيث يبلغ سكان القرى الشرقيةبالاحساء حوالي 310.845 نسمة، يمثلون حوالي ثلث سكان الاحساء الذي يبلغ تعدادهم 1138075 نسمة، موزعون حسب ما يلي: العمران وقراها بما فيها الحوطة والرميلة 48386 نسمة الجفر 12145 نسمة، الطرف 26649 نسمة، الساباط 244175 الكلابية 11288 الحليلة 20695، المقدام 23056 القارة 12658 التويثير 28779 البطالية 19775 الجشة 28315، المركز 28448 المزاوي والعقار 22523، المنيزلة 16660، المنصورة 9595، الفضول 8.486، الشهارين 4427، التهيمية والدالوة 6338، الطريبيل 1933 الجبيل 9794، وبني معن 6720. اضافة الى النظر الى طبيعة المهن التي يزاولونها خلاف الزراعة، يشكلون اكثر من 70% في المهن غير الزراعية، وانتشار التعليم وتوفر البنية التحتية، ولعل هذا فعلا يبين الضغط الحاصل على مدينة الهفوف ومدينة المبرز، سواء في التسوق او الاعمال، اذا ما ادركنا ان السكان يمثلون 60% خارج الهفوفوالمبرز، وهذا ايضا يبين مدى الحاجة الى طرق موصلة، حيث ان القائم الآن عبارة عن طرق زراعية في الاصل، ومع الزيادة المطردة في تعداد السكان يجعل الامر اكثر حساسية. ويضيف المهندس الشايب قوله: من المعلوم ان بلدية الاحساء تميز 5 مواقع حضرية على انها مدنا، وهي الهفوف، المبرز، العيون، العمران، والجفر، والتساؤل المطروح ماذا عن باقي التجمعات الحضرية، الا يمكن اعتبارها مدنا، فتستفيد من ذلك من صندوق التنمية العقارية، الذي يعطي فقط الف ريال، بينما يقدم للمدن 300 الف ريال، كما ان هناك غياب خدمات اخرى، مثل الشرطة، المرور، مندوبيات التعليم للبنات، مراكز الاشراف التربوي لتعليم البنين ويضيف محمد العواد وسمير العباد وصادق علي الجعفر ان النقص في المياه بل وانقطاعها باستمرار. نقص حاد في الخدمات التعليمية اعتبار القرى مدنا يساعد على تنامي الحركة العمرانية