اثبت الجيل السعودي الرابع نفسه من خلال حصوله على لقب بطل مسابقة كأس العرب الثامنة لكرة القدم التي اختتمت في الكويت بعد فوزه على البحرين 1- صفر بالهدف الذهبي في المباراة النهائية. وكانت السعودية قد استهلت حملة الدفاع عن اللقب بفوز على البحرين بالذات 2-1 ضمن المجموعة الاولى في الدور الاول. واحسن المدرب الهولندي جيرارد فاندرليم في زمن قياسي توليف تشكيلة حديثة العهد ونجح في زرع الانسجام بين افرادها الذين يدافع معظمهم لاول مرة عن الوان المنتخب على غرار الحارس مبروك زايد وياسر القحطاني وحمد العيسى وبندر تميم الدوسري وعلي سعود كريري ومحمد الفيفي وحمد المنتشري وفيصل العبيلي. وتخلى فاندرليم الذي تم التعاقد معه قبل نحو شهرين عن الاسماء الطنانة، وقرر الاستعانة بخبرة بعض الذين مثلوا بلادهم مرات قليلة في العامين الماضيين ومنهم رضا تكر وطلال المشعل ومحمد نور وعبدالله الواكد وعمر الغامدي وصالح الصقري وعبد العزيز الجنوبي. ورغم ان الهدف المعلن للمسؤولين في الاتحاد السعودي لم يركز على احراز اللقب في البطولة العربية وانما اعتبرها محطة اعداد للتشكيلة الجديدة تحسبا لتصفيات اسيا المؤهلة الى مونديال 2006 في المانيا، نجح الجيل الرابع في الحفاظ على موقع الكرة السعودية في الصدارة العربية من خلال الدفاع بنجاح عن لقب بطل العرب الذي حققه الجيل الثالث قبل 4 سنوات في الدوحة بقيادة المدرب الالماني اوتو بفيستر. ويأمل الاتحاد السعودي في ان يكون هذا الجيل نواة جديدة للمنتخب بعد نكسة مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان (3 هزائم).ولم يكن اشد المتفائلين يتوقع ان يقدم الاخضر" ما قدمه في المسابقة العربية من اداء ونتائج ستساهم بلا شك في المرحلة المقبلة في تقنين" الانتقادات الاعلامية التي تستهدف فاندرليم اذا استعاد صحته وقرر الاستمرار في عمله بعد الازمة القلبية التي تعرض لها قبل الدور نصف النهائي ولا يزال في العناية المركزة في احد المستشفيات الكويتية. واستطاع المنتخب الحالي الذي لا يضم اي لاعب ممن توجوا قبل 4 سنوات في الدوحة واحرز مهاجمه عبيد الدوسري لقب هداف المسابقة، تحقيق اكثر من لقب، ففضلا عن الكأس حصل محمد نور على لقب افضل لاعب، ومبروك زايد على لقب افضل حارس. وستجعل هذه النتائج بالتأكيد الاجواء مهيأة امام الجهاز الفني الجديد لتطبيق برامج الاعداد التي يراها مناسبة حتى تصفيات كأس العالم المقبلة. وكان الامير سلطان بن فهد، رئيس الاتحاد السعودي للعبة، قد ركز خلال معسكر المنتخب الذي سبق البطولة العربية، على ضرورة تجنب المطالبة بالالقاب في المرحلة الراهنة، مؤكدا ان الهدف في هذه المرحلة هو اعادة بناء الاخضر" على اسس جديدة عقب المشاركة غير الناجحة في المونديال الاخير، في توجيه غير مباشر لتخفيف الضغط الاعلامي على فاندرليم ومعاونيه. واختلفت الاراء في وسائل الاعلام السعودية بعد الاعلان عن التعاقد مع المدرب الهولندي، فارتفعت اصوات البعض واعتبرته مدربا مغمورا ولا يصلح للمرحلة الحالية، لكن كأس العرب ستسكت هذه الاصوات وتجعلها اكثر اقتناعا بعمل فاندرليم ونجاح التعاقد معه. وشهدت الكرة السعودية ثلاثة اجيال حققت انجازات مهمة ودونت اسمها في السجلات المحلية والقارية، الاول مثله ماجد عبدالله وصالح النعيمة وصالح خليفة واحرز كأس اسيا مرتين (84 و88) وتأهل الى اولمبياد لوس انجليس (84)، وكان في عداد الثاني الذي عرف بجيل المونديال" سعيد العويران وفؤاد انور ويوسف الثنيان وسامي الجابر فتأهل الى نهائيات كأس العالم مرتين (94 و98) واحرز كأس اسيا 96 و"خليجي 12 . اما الثالث بقيادة الثنيان والجابر ونواف التمياط وخالد التيماوي، فاحرز لقب وصيف اسيا عام 2000، وكأس العرب السابعة 98، وتأهل الى نهائيات مونديال 2002. وكان المدرب الوطني في كل مرة صاحب البصمة الاولى والدور الابرز في الانجازات، فرافق خليل الزياني الجيل الاول، ومحمد الخراشي الثاني، وناصر الجوهر الثالث.