@ عدا عن كون الاغراق في التشبث باللاعبين الاجانب استنزاف مالي لايستهان به في وقت تشتكي فيه انديتنا الرياضية من الضوائق المالية وتعثرها في مسئولياتها تجاه العديد من انشطة النادي وتجاه الوفاء بالتزامات مالية واسعة في ذمتها, الى جانب بعض الآثار السلبية الاخرى للعنصر الاجنبي.. فانه كثيرا ما يأتي على حساب فرص التطور الطبيعي للعناصر المحلية التي قد لايتجاوزها البديل الخارجي في امكاناته الفنية, وقدراته على احراز اضافات ايجابية للفريق.. والشواهد امامنا ماثلة لكل عين حتى تلك الاعين التي تصاب بالتراخوما وهي تنظر للعناصر المحلية!.. الاعتماد على الكفاءة غير المحلية.. سلاح ذو حدين, وهو في وقت ما, ولفرق ما, وبضوابط معينة.. يظل مقبولا ومثمرا ومفيدا سواء على مستوى نتائج فريق النادي او لاعبيه الذين يوفر لهم وجود كفاءة في صفوفهم من اكتساب مهارات فنية جيدة في مرحلة من مراحل حياتهم المبكرة في الملاعب.. غير ان ما تعايشه انديتنا في معظم احوالها على النقيض!.. فهناك نسبة كبيرة من العناصر غير السعودية لم تقدم ما يشفع لها او يقابل تنازلات الاندية لصالح ما تتيحه لها من فرص!.. مع ان الطبيعي ان لايكون نجاح اي عنصر غير محلي مضمونا مع اي فريق.. حيث يبقى مشروع توظيف هذا اللاعب بعقد عمل محدد المدة عرضة لعدم التوفيق كما هو قبل لان يوفق.. بسبب مؤثرات نفسية, وعائلية, واجتماعية, وادارية, واخرى فنية قد تتدخل في ذلك.. كما حدث لاسم شهير مثل بيبيتو البرازيلي مع فريق نادي الاتحاد حيث لم تشفع له شهرته ولا خبرته المميزة لينجح!.. من بين مسببات اخفاقه كما ابداها هو في نهاية مطاف تجربته العملية القصيرة جدا مع الاتحاد مما وضع حدا سريعا لخيالات واسعة بشأن امكانات نجاحه.. هو تردي علاقته مع مواطنه مدرب الفريق اوسكار البرازيلي الجنسية!.. وايا كانت الاسباب اذ من المؤكد لم يكن بيبيتو مهيأ اطلاقا لان يفيد الاتحاد في ظروف عمله التي جاء فيها.. فان امكانات العلاقة مع المدرب قد تحد كذلك من نجاح العنصر غير المحلي في فترة عمله, وكذلك علاقته مع بقية العناصر المحلية وغير المحلية والادارة ايضا.. وكل الاندية تواجه مثل تلك المشكلات سواء بشكل جزئي او بشكل صارخ وعميق مما يعجل بنهاية العلاقة كما يحدث بنسبة مؤذية في كل موسم في مجمل البيعة لكل الاندية!.. فكم من لاعب اجنبي تم تسريحه في هذا الموسم (فقط) بعد فترة قصيرة جدا من قدومه؟!.. كل ذلك نزف مالي لايستهان به.. فضلا عما يخلفه من آثار تظل معلقة وتراكمات ليست كل الاندية قادرة على تخفيفها فضلا عن معالجتها معالجة سريعة وشافية!!.. ولو قدر ان تبذل الاندية جزءا من هذا القدر المستنزف من المخصصات والآثار الضاغطة في الصبر على الجيد من المواهب المحلية من داخل النادي او اندية الارياف وغيرها لانتهت الى معادلة اقتصادية مثمرة ومقنعة!.. فكثير ممن يتم اختيارهم من غير المحليين يحتجزون فرصا مهدرة في مراكز لايستحقونها بامكاناتهم المتواضعة, والمستفز في الامر استمراره وضعف الارادة الادارية لمجابهته بحكمة وحزم!.. والمأزق يتفاقهم ما بقيت هذه السياسة غير الموفقة!.. ومن الآثار المترتبة على وضع كهذا.. ليس ارتهان مستقبل فريق النادي لصالح العقود الخارجية في مراكز مهمة في الفريق (كالهجوم تحديدا).. ولكن ايضا تورط الاندية في دورها الوطني.. حيث لن تكون مؤهلة في المستقبل للوفاء بحاجة المنتخب من المهاجمين الذين لايمكن لاي فريق ناد من تأدية دوره على النحو المطلوب بدونهم او بدون الجيدين منهم فكيف بالمنتخب الذي يقع عليه عبء كبير للغاية, ويمثل صفوة عطاءات الاندية وكفاءاتها, وانتاج واقع ميدانها التنافسي المتمثل في الدوري وبقية المنافسات المحلية؟! اللاعب السعودي والمهاجم (على سبيل المثال) لا يأخذ فرصته الكاملة مع فريق ناديه, وبشكل تلقائي لا يتحصل على فرص التطور الطبيعي التي تشترط الثقة في النفس وتكثيف الممارسة وتنوع التجارب واستمرارها وهو ما كان متاحا في وقت سابق مما قدم اسماء محلية لامعة على صعيد المنافسات الخارجية ايضا!.. وليس غريبا ان تعج انديتنا باسماء مميزة في مراكز دفاعية وفي الوسط وحراسة المرمى مقابل معاناة تحت خط الفقر في مراكز الهجوم بعد نهاية جيل من المهاجمين الهدافين برحيل ماجد عبدالله الذي كان ركنا من اركان المنتخب وكل النصر!. الان لو نظرت الى قائمة هدافي الدوري السعودي.. لوجدت اربعة من الخمسة الاوائل غير سعوديين!, ولوجدت النسبة التي تعتمد عليها فرق بعض اندية المقدمة فيما تحقق لها من نقاط بسبب احراز الاهداف.. نسبة هائلة!.. فمن بين اهداف الخمسة الاوائل في قائمة هدافي الدوري المحلي لكرة القدم.. نجد ان الهدافين الاجانب سيطروا على نسبة 83.5% منها.. باحرازهم 56 من اصل 67 هدفا, وهو رقم سلبي في الوقت الذي يعبر في حسابات بعض الاندية عن ايجابيته!!.. لانه بالمختصر المفيد.. اسنان فرقها اصطناعية!.. فمن الطبعي ان يشتكي مدربو منتخب المملكة في كثير من المناسبات من ندرة الهدافين في ملاعب كرة القدم السعودية حين يتفحصون الاسماء المحلية التي تقدمها لهم الاندية في مسابقاتها.. وهو ينعكس فيما بعد على سمعة الكرة السعودية وفرصها للمحافظة على مكاسبها ومنافساتها الدولية المختلفة!! قسم كبير من الاندية المحلية بحاجة الى فطنة ادارية لتتنبه الى معنى هذا المأزق على المدى البعيد.. فتتجه الى تهيئة الاسباب المناسبة لتصحيح الخطى باتجاه المستقبل بالتعب بحثا عن المواهب الواعدة في الخطوط الامامية والتعب على تحصيلها وتمكينها, وحماية حقوق هؤلاء الشباب وحاجاتهم من الرعاية والدعم والثقة من اجل المستقبل اللائق انديتهم ومنتخبات بلادهم على حد سواء.