اللاعب الأجنبي دائماً في قفص الاتهام بتهمة الاستيلاء على حق اللاعب المواطن في الفريق، وهذا الاتهام يسوقه الكثير من النقاد والمراقبين، وقد يكون هذا الاتهام فيه جانب من الصحة، وسأتحدث اليوم عما يحدث في الإمارات، وبالتأكيد عندما أتحدث عن مثال الإمارات، نستطيع أن نمثله في دول غرب آسيا مع تغيير الأسماء. منذ عودة اللاعب الأجنبي للملاعب الإماراتية في موسم 98/99، والأندية تبحث عن مصالحها محلياً وخارجياً، والتركيز الدائم على خطي الهجوم والوسط، وكل هذا يكون على حساب المواطن المسكين، وعلى رغم هذا فإن الأندية ترفض هذا الاتهام بأنها منحازة للأجنبي، وتؤكد أنه عنصر يستعان به من أجل رفع مستوى الفريق والمسابقة وفي النهاية المستفيد المواطن. الحقيقة هي أن الأندية لا تعير للمواطن المهاجم اهتماماً بالغاً بقدر ما تمنحه للأجنبي المهاجم، بعيداً عن التعاقدات والمبالغ والتركيز الإعلامي، بل إنها لا تمنح المهاجم المواطن الجرعة التدريبية والفرصة الكافية، حتى يستفيد من وجود المهاجم الأجنبي. ومن لا يصدق يذهب لتدريبات الأندية، ويلاحظ أن التدريبات الخاصة بالمهاجمين تتمركز على الأجنبي، وان انتهت التدريبات ينادي المدرب مهاجميه الأجانب لتدريبات خاصة بالتهديف... تدريبات خاصة للأجانب! ناهيك عن حرمان المواطن من اكتساب الخبرة والاحتكاك خلال المنافسات المحلية، وأصبحت فرصته مقتصرة على المشاركة في المسابقات التنشيطية. المهاجمون الأجانب كالمستعمرين، فرضوا وجودهم على مساحات خط الهجوم بقوة، ولم تستطع الأندية إيقاف هذا الاستعمار الأجنبي، لدرجة أنه منذ عودتهم للملاعب الإماراتية والأجانب يتصدرون قوائم هدافي الدوري وبفارق شاسع، إن كان المواطنون محظوظين فسيجدون مهاجماً واحداً منهم ضمن القائمة، لكن بعدد أهداف لا يعبر عن قيمته كمهاجم! ولو قمنا بإحصاء أهداف الأجانب والمواطنين في ال 13 عاماً الماضية، لن استغرب أن تكون نسبة أهدافهم تصل الى 75 في المئة، إذ لا يكفي أن يستولي الأجنبي على مكان المواطن في التشكيلة، بل إنه يستولي على مهنته كهداف، فأصبح المواطن يبحث عن مركز آخر، حتى لا يفقد مكانه في التشكيلة! هذا مثال بسيط ستجده متوافراً في الأندية الإماراتية، لذلك من الصعب جداً أن تجد مهاجماً مواطناً مناسباً للمشاركة مع المنتخب الوطني في البطولات الخارجية، والسبب أن المواطن غير جاهز لتسجيل الأهداف! هذا ما يريد السلوفيني ستريشكو كاتانيتش مدرب منتخب الإمارات أن يقوله للأندية، أو قد يكون قاله لمندوبي الأندية خلال الاجتماع بين الاتحاد الإماراتي والأندية الأسبوع الماضي، لكن لا أعتقد أن الأندية تدرك مخاطر هذه الحالة، أو أنها لا ترغب في معرفة ذلك! [email protected]