حتى الان العمل العسكرى قد يبدو ناجحاً في تحقيق اهداف الامريكان والانجليز يتصورون ان هذه العملية سهلة لظنهم انه بمجرد سقوط النظام سيجدون العراق مفتوحا على مصراعيه لدخول القوات الامريكية ولكن الحقيقة غير ذلك لان العراق ليس افغانستان رغم ان الذين ساعدوا التحالف الدولي في افغانستان واسقاط طالبان هم اهل الشمال وحتى الان لا يوجد تحالف على قوة داخلية تؤيد الامريكان هذه مسألة في منتهى الصعوبة وبوش يدرك ذلك وقد كان الامريكيون قد حذروا من العراق وابدوا تخوفا من ضرب العراق وقال احد الصقور اليمينيين ان الحرب ليست نزهة إلا ان الامريكان يتحركون داخل ارض العراق ونسمع حجما من التضليل الإعلامي والمعلوماتي سنسمع ام قصر سقطت او الفاو او يقال ان صدام حسين ليس هو الذي يرى على الشاشات وكل هذا من الحرب النفسية وقدر من التضليل الاعلامي الذي عشنا فيه لمدة عام سابق وان الحرب سوف تبدأ او العلميات العسكرية ستكون من الجانب الامريكي وان تركيا وافقت مقابل مبلغ معين وان السعودية موافقة وان الاردن موافقة وغير هذا حتى ان نيويورك تايم نشرت خطة عسكرية كاملة للغزو في يوليو الماضي وثبت ان كل هذه الامور خاطئة وقد ضللنا في مجلس الامن وانه سوف يوافق على قرار جديد يتيح استخدام القوة العسكرية وفي النهاية كان هذا غير صحيح ولم يستطع ان يجمع سوى بريطانيا وبلغاريا واسبانيا ثم خرج عن الشرعية ويتعلل بأن لديه المبررات لضرب العراق. وهي غير صحيحة لأنه سيريد احتلال العراق ويريد ان يأخذ العراق حتى يكمل الدائرة التي توصل بين تركيا والخليج العربي وتعزل ايران في الشرق وتعزل سوريا ولبنان في الغرب ومنها يستطيع ان يصل إلى وسط اسيا من خلال تركيا. هذا المخطط الذي يريد به اعادة رسم الخريطة السياسية في المنطقة هو مخطط امريكي ولكن هل سيتحقق ام لا؟ وعندما تكون الخسائر فادحة في القوات الامريكية سوف يثور الرأي العام الامريكي وهنا سوف تكون نهاية الادارة الامريكية الحالية. ولكن السؤال الآن هل العمليات الجوية الصاروخية تستطيع ان تزيل صدام ام لا؟. بالطبع لا إلا إذا استطاعت ان تلحق القوات الامريكية اصابة مباشرة بصدام وقصى وعدي وكل القيادة الموجودة حاليا وفي هذه الحالة سوف تضعف المقاومة العراقية ولكن الامر مختلف لان هذه القيادة عبارة عن سلسلة قيادات وحزب له فروعه وله تنوعات. وداخل العراق سوف تقل المقاومة ربما او تتراجع إلى حد ما ولكن سيجد الامريكان مقاومة شديدة من الشعب العراقي لان الدولة لها جهاز مؤسسي للدولة الامريكيون كانوا يتصورون ان العمل العسكري حينما يبدأ فالجميع سوف يستقبلهم بالورود ولكن حقيقة الامر غير ذلك. * خبير استراتيجي وعضو المركز القومي لدراسات الشرق الاوسط المصري