اختار قائد القوات الامريكية في الحرب على العراق الجنرال تومي فرانكس تجاوز بعض القوات العراقية وعدم احتلال مدن رئيسية مع اسراع قواته نحو بغداد مثيرا اسئلة بخصوص ترك المقاتلين العراقيين وراءه يشكلون خطرا على مؤخرة قواته وفي المناطق الحضرية في اعقاب تقدم تلك القوات. وقال محللون عسكريون ان فرانكس قائد القيادة المركزية الامريكية ربما يكون قد اقدم على مجازفات لا ضرورة لها في الاستراتيجية التي يستخدمها بما في ذلك اطالة خطوط الامداد والسماح بوجود تجمعات لقوات المقاومة العراقية في مؤخرة قواته المتقدمة واستخدام قوة غزو اصغر كثيرا مما يجب مقارنة مع المهمة المنوطة بها. وقال لورين طومسون المحلل العسكري في معهد ليكسنجتون للبحوث في فيرجينيا القوة صغيرة الى حد انها قد تكون اصغر قوة من حيث النسبة الى قوات العدو في جميع الحملات البرية الرئيسية التي قمنا بها في القرن الاخير. واضاف ان المسألة من حيث الجوهر هي ان الولاياتالمتحدة تهاجم 12 فرقة عراقية بفرقتين امريكيتين. وتضم الفرقة الواحدة عموما حوالي 15 الف جندي. وتابع طومسون الذي يتوقع على الرغم من ذلك انتصارا حاسما وسريعا للقوات التي تقودها الولاياتالمتحدة عادة عندما تواجه قوة برية بهذا الحجم قوة برية بحجم الجيش العراقي لا يتغلب المرء بسرعة. هل يمكن ان تعوض القوة الجوية ذلك.. هذا ما سنراقبه. وكان فرانكس قال خلال لقاء صحفي في قطر يوم الاثنين ان القوات الامريكية الغازية تتحرك بسرعة نحو العاصمة العراقية وتتجاوز عمدا تشكيلات العدو بما في ذلك القوات شبه العسكرية في جنوبالعراق. وقد انزلت القوات العراقية في مؤخرة القوات الامريكية المتقدمة خسائر في الارواح في صفوف هذه القوات بالفعل. فعلى سبيل المثال وقعت قافلة امداد للجيش الامريكي دخلت فيما يبدو منعطفا غير الذي كانت تقصده في كمين لقوات عراقية غير نظامية قرب مدينة الناصرية في جنوبالعراق يوم الاحد مما ادى الى فقد 12 جنديا. وعرض التلفزيون العراقي فيلما يصور خمسة منهم وهم يستجوبون وكذلك صور ما يبدو انه جثث بقية الامريكيين المفقودين. وقال فرانكس يمكن توقع ان تستمر عمليات التطهير التي سنقوم بها في الايام القادمة مشيرا الى ان من المتوقع ان تسعى القوات العراقية في المناطق الواقعة خلف القوات المتقدمة لخلق صعوبات. واضاف فرانكس سنتصدى لهذا بالشكل الذي يناسبنا. وقال محللون ان الاستراتيجية الامريكية تتطلب من القوات الغازية التي ستصل الى بغداد ان تكون في نهاية خط امداد طوله 480 كيلومترا. وقال الاميرال المتقاعد ستيفن بيكر الخبير بمركز معلومات الدفاع في واشنطن والذي قام بدور مهم في المجموعة القتالية لاحدى حاملات الطائرات في حرب الخليج عام 1991 نحن نشاهد جانبي القوات المتقدمة مدركين تماما ان خطوطنا طالت على نحو ما. وينظر الى تعرض خطوط الامداد للخطر بقلق بالغ. وفي لندن قال تشارلز هيمان رئيس تحرير الدورية العسكرية جينز وورلد ارميزهذه الخطوط هي شرايين الحرب. اذا قطعت فسينفد الوقود والذخيرة من القوات الامامية بسرعة كبيرة. واضاف لا يوجد امن لحماية طرق الامداد. بدأ الامر يبدو كما لو كانوا بحاجة الى مزيد من الجنود لحماية القوة. انا على يقين من ان الجنرالات يتصدون لهذه المشكلة. الا ان وزراء وقادة عسكريين بريطانيين اصروا على ان التوازن قائم واستبعدوا الحاجة الى جلب مزيد من القوات. وقال الكابتن ال لوكود المتحدث العسكري البريطاني الرئيسي في مقر القيادة المركزية الامريكية في قطر لرويترز من القواعد الاساسية التي يتعلمها العسكريون عدم اطالة خطوط الامداد. واضاف هذه خطة معدة بعناية فائقة. ونحن متمسكون بها. وقد وضعنا الحدود الزمنية ونحن متمسكون بها ايضا. خطوط امدادنا ليست اطول مما ينبغي. وسلم وزير الدفاع جيف هون بان بعض المشاكل في الحملة ادت الى احتمال اطالة خطوط الامداد. وقال في مؤتمر صحفي في لندن شهدنا اندفاعا كبيرا الى الامام... لكن يجب الا نهون من شأن الجهد الضخم في مجال الامداد والتموين المطلوب لدعم هذا. ورأى وزير الدولة بوزارة الدفاع لويس موني انه لا حاجة الى تعزيزات. وقال لا يعتقد في الوقت الراهن انها ضرورية. دور قواتنا كان دائما الاندفاع الى الامام نحو بغداد بأسرع ما يمكن. ومن العواقب الاخرى لعدم احتلال المدن والبلدات التي تركت في مؤخرة القوات المتقدمة احتمال اندلاع اضطرابات مدنية واعمال نهب ونزاعات في تلك المناطق. وقال مسؤول دفاعي امريكي طلب عدم الافصاح عن اسمه ان القوات الامريكية يمكنها ان تسيطر على بعض تلك المناطق بشكل كاف دون احتلالها فعليا. وتابع قد تكون هناك بعض المناطق المأهولة التي لا نحرص على دخولها من شارع الى شارع ومن مبنى الى مبنى مضيفا ان قوات متابعة يمكن ان تكلف في وقت لاحق بمهمة حفظ الامن في تلك المناطق. واعرب الجنرال المتقاعد وليام ناش الذي قاد لواء مدرعا في حرب الخليج عن امله في اتاحة مزيد من القوات على وجه السرعة لحفظ الاستقرار في المناطق الواقعة في مؤخرة القوات المتقدمة. وقال مايكل كودنر من المعهد الملكي للخدمات المتحدة في بريطانيا المدن ليست مهمة في المدى القصير لكن سيأتي وقت تنهار فيه الحكومة العراقية ويصبح من الضروري احتلال تلك المدن. وقد ينتهي الامر عندئذ بالتعرض للكثير من انشطة حرب العصابات.