أفردت الصحف البريطانية امس مقالات تحليلية لاقتراح بريطانى يقضى بعقد مؤتمر دولي تحت رعاية الاممالمتحدة يحدد الخطوات التي تلي ازاحة الرئيس العراقي صدام حسين من الحكم. وقالت "صحيفة الجارديان" تحت عنوان ( معركة السيطرة على بغداد تلوح فى الافق ) ان الرئيس الامريكى أعطى الضوء الاخضر لقائد العمليات العسكرية الجنرال تومى فرانكس لشن معركة السيطرة على بغداد. وأضافت أن وزارة الدفاع الامريكية كشفت عن النبأ فى محاولة لتبديد المخاوف من أن الحملة العسكرية تواجه صعوبات كبرى بسبب مشاكل الامداد والمقاومة العراقية الشرسة التى لم تكن متوقعة. ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكرى فى مقر القيادة المركزية فى قطر قوله: ان الحرب البرية للسيطرة على بغداد وشيكة وأن الايام الاربعة القادمة ستكون حاسمة. كما نشرت على صفحتها الاولى صورة لعراقى ينتحب بجانب جثة والدته التى قتلت و15 فردا آخرين من عائلته بينهم ستة أطفال فى غارة على بلدة الحلة أمس. وتناولت الصحيفة بالتحليل المعارك المتوقعة فى بغداد مشيرة الى ان خطوط المواجهة توضع الى الجنوب من العاصمة استعدادا للمنازلة الاخيرة. ونقل مراسل الصحيفة بمقر القيادة العسكرية الامريكية فى قطر عن قادة عسكريين كبار اعترافهم بأن فهم الامريكيين للعالم العربي محدود وأنه لا يزال يتعين عليهم اقناعالعراقيين بأن القوات الامريكية والبريطانية قوات تحرير لا احتلال. واشارت الى ان الخلافات بين وزارتي الخارجية والدفاع الامريكيتين والمعارضة العراقية تلقى بظلال قاتمة على خطة حكم العراق بعد الحرب ، وان تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى يقول ان من اللازم أن تحدد محادثات برعاية الاممالمتحدة مستقبل العراق. وأولت "فاينانشيال تايمز" اهتماما باحتمالات المعركة الوشيكة فى بغداد وكتب مراسلها فى بغداد: انه لا يبدو أن العاصمة مستعدة تمام الاستعداد لزحف القوات المتحالفة لكن اذا قاتل العراقيون فى بغداد بالقوة نفسها التى قاتل بها زملاؤهم فى الجنوب مثل أم قصر والناصرية فان البريطانيين والامريكيين سيجازفون بقتل أعداد كبيرة من المدنيين وتكبد خسائر فادحة فى صفوفهم. كذلك نشرت الصحيفة فى عناوين اخرى ان القوات المتحالفة تواجه كابوس حرب شوارع شرسة. من جانبها تناولت صحيفة التايمز موضوع الخلافات القائمة بين الولاياتالمتحدة وبريطانيا بشأن مجريات الحرب. وفى مقال بعنوان ( ضغوط الحرب تضع علاقة امريكا وبريطانيا تحت المحك) تحدثت عن استياء العسكريين البريطانيين المتزايد من تهور الجنود الامريكيين وارتكابهم سلسلة اخطاء ذهب ضحيتها مدنيون عراقيون وجنود بريطانيون. وركزت "التايمز" أيضا على الهجوم الامريكى البريطانى الوشيك على بغداد . وقالت ان حوالى 60 الف جندى أمريكى جاهزون لبدء الهجوم البرى على مواقع وحدات الحرس الجمهورى التى تحيط ببغداد. وتوقعت أن ينطلق الهجوم من شمال كربلاء فى اتجاه جنوب غرب العاصمة، وأن الهجوم يرمي الى الحد من الانتقادات التى يتعرض لها سير العمليات الحربية بعد مقتل سبعة مدنيين من النساء والاطفال عند نقطة تفتيش عسكرية أمريكية أول أمس بالقرب من النجف. وتصدر موضوع تقدم القوات الامريكية فى معاركها الصفحة الاولى من صحيفة الدايلى تلغراف ، واشارت من ناحية اخرى الى اقتراح لندن بعقد مؤتمر دولى تحت اشراف الاممالمتحدة لبحث مستقبل العراق بعد الحرب.