الحرب لاتبقي ولا تذر.. وخير لك ان تصنع السلام قبل الحرب.. وان تصنع الفرح قبل الحزن.. وان تصنع العدل قبل الظلم.. وما يحدث في العراق اليوم امر بشع لا يقبله العقل ولا المنطق.. فما ذنب الاطفال الذين يموتون.. والثكالى اللاتي يرملن.. والشيوخ الذين يشردون؟.. ما ذنب هؤلاء العراقيين الذين تحصدهم صباح مساء قنابل الاعداء وتحوم فوق رؤوسهم الطائرات والصواريخ في السماء.. ولا يعرفون نهارهم من ليلهم.. ولا يومهم من غدهم.. كل هذا من اجل ماذا؟ هل هو من اجل رفع الظلم عن المظلومين؟ وهل هناك ظلم اشد فتكا مما يفعلونه اليوم في العراق؟. وهل هم باحثون كما يدعون عن اسلحة الدمار الشامل؟.. وأي دمار شامل اعنف واعتى واشد مما يحدث هذه الايام في العراق؟. ان امريكا الظالمة لايهمها الطغيان في الارض.. ولا اقامة العدل والسلام.. ولكن يهمها اولا السيطرة على منابع البترول في الشرق العربي.. وتجار البترول في العالم هم الذين يشنون الحرب اليوم.. فالإدارة الأمريكية بكاملها ابتداء من الرئيس بوش إلى رئيسة الامن القومي ونائب الرئيس تشيني.. كل هؤلاء هم اصحاب شركات البترول ورؤساء مجلس إداراتها.. والرئيس بوش كان هو مدير احدى شركات البترول هذه اما نائبه فهو احد السماسرة الكبار للبترول في العالم.. وكذلك كبار اعضاء الكونجرس الأمريكي, واشعال هذه الحرب لا يخلو من مصالح واغراض ذاتية خاصة إلى جانب اهدافها الكبرى في السيطرة على ثروات العالم العربي التي تمكنهم من التحكم في العالم اجمع, وسيطرتها واحتلالها العراق ليس الا مقدمة ونافذة كبرى للهيمنة على العالم اجمع. أمريكا لايهمها حليف أو صديق.. ولكن الذي يهمها هو مصالحها اولا, وفرض نفوذها على الصديق والعدو معا.. أمريكا كلنا نعلم انه لا امن ولا امان لها.. ومحاولة احتلالها جزءا هاما من العالم العربي سيكون الطريق إلى احتلال العالم العربي بأكمله.. هذا ما يقوله كل المحللين السياسيين والعارفون بالسياسة الأمريكية واهدافها البعيدة والقريبة.. ولكن لابد من الاشارة هنا إلى ذلك الصمود الرائع والعظيم لشعب العراق الاصيل والابي والشجاع الذي يدافع الآن عن أرضه وعرضه وترابه وتاريخه.. وهو ما اذهل الأمريكان والانجليز واوقف تقدمهم رغم اساطيلهم وطائراتهم وصواريخهم.. ونحن هنا في هذا الوطن الذي شع منه نور الحق والعدل إلى كل انحاء الأرض نطالب كل المنصفين في العالم أجمع بإيقاف هذه الحرب المدمرة التي لا مبرر لها.. سائلين الله جل وعلا ان ينصر اخوتنا في العراق ويشد من ازرهم ونحن لا نملك الا ان نرفع ايدينا للسماء داعين الله بان يحق الحق ويزهق الباطل.