عندما قال حكماء هذا الوطن للحرب لا وانها لاتورث الا القتل.. والموت.. والدمار.. والخراب.. والبؤس والجوع والفقر والمرض واشاعة الخوف.. والهلع والقلق وتبديد الاستقرار والامان لم يستمع اليهم الامريكيون ومن شايعهم.. وعندما خرجت شعوب العالم في فرنسا والمانيا وروسيا.. وبلجيكا معلنة رفضها للحرب ومعها العديد من شعوب اسيا وافريقيا.. وامريكا الجنوبية لم تكف تلك الاصوات الرافضة للحرب.. ان توقف زحف جيوش امريكا وبريطانيا وطائراتها وعتادها.. واختاروا الحرب بدلا من السلام والموت لشعب محاصر.. ومكبل.. وجائع وحصدت قنابلهم وصواريخهم ارواح الابرياء.. كل هذا حدث في العراق في مشهد مثير امام العالم اجمع ولم تستطع الاممالمتحدة بكل دولها.. رفضها وشجبها ان توقف عدوان امريكا على العراق. والان وقد احتلت العراق واغتصبت ارض دجلة والفرات ومنابع البترول في البصرة وكركوك.. ودمر تاريخ امة بكاملها في متاحفها ومكتباتها وجامعاتها ومؤسساتها وعاث اللصوص فسادا في نهب خيراتها وسرقة آثارها.. واباحة دماء الاطفال والنساء والشيوخ.. كل هذا الذي حدث.. الا يرى الصقور المتوحشة في امريكا.. انهم قد الحقوا عارا تاريخيا بسيدة الحرية والديمقراطية في العالم.. واي حرية هذه التي صنعتها امريكا في العراق.. أليست هي حرية النهب والسلب والموت والخراب.. وهل يعتقد قادة امريكا وصانعو حريات الشعوب بالقنابل والطائرات ان العالم بمعزل عن جرائمهم التي ارتكبوها في العراق.. ومن سوف يصدق انهم جاءوا لتخليص العراق من طاغيته وحكامه الظالمين.. وهم انفسهم لم يرحموا الاطفال ولا النساء ولا العجزة والآمنين في منازلهم.. من القتل والدمار.. وكيف ان تهب الحرية لمقتول وحتى بعد ان دمرت كل مقدرات شعب العراق.. وعدته وعتاده واسلحته... الم يستبح جنودها وعصابات اللصوص مؤسسات العراق بكاملها ولم يحددا مايحرسونه سوى وزارة البترول الوحيدة التي لم يقترب منها اللصوص.. الذين نهبوا المتاحف والجامعات والحوانيت والبيوت.. ومؤسسات الدولة.. لقد فعل الامريكيون مالم يفعله احد من قبلهم.. فبرغم كل الحروب التي مرت على العراق.. بقى تاريخها واثارها.. شامخا يشهد على حضارة هذا البلد العريق... ولكن الامريكان ارادوا طمس هويته واستغلال خيراته ونهب مقدراته.. وسوف تستمر عملية نهب اموال العراق من خلال العقود.. التي ابرمت الآن مع الشركات الامريكية الكبرى ذات الحظوة لدى حكام البيت الأبيض في امريكا.. وسوف تصبح تكلفة المشاريع التي قدرت بمليارات الدولارات حكاية نهب تروى على السنة الناس ووسائل الاعلام.. في كل انحاء الدنيا امريكا تبيع العراق وبتروله قبل ان تجف دماء ابنائه... فالذين خربوا البلد هم انفسهم الذين يوكل اليهم التحكم في امواله.. وعائداته.. و من ثم بناء بنيته الاساسية من جديد بفلوس العراق وبتروله.. بعد ان يتم اقتطاع الجزء الاكبر من دخل بترول العراق للمعتدين والآثمين والغزاة الامريكيين.. هذا الحال العجيب الذي لايرضي عدوا ولاصديقا كيف ارتضته امريكا وفرضته بجبروتها وبطشها وعدوانها؟ هذا هو العار بعينه ولا ازيد.