يبثون هذه الايام في محطات التلفزيون الفضائيات صورة هتلر والى جانبه صورة بوش رئيس الولاياتالمتحدةالامريكية وكلاهما قد تملكته شهوة العدوان على الغير واحتلال البلدان المغلوبة على امرها والاقل قوة ولكن ربما هناك فرق كبيرة بين نزعة هتلر التي وقفت ضدها معظم شعوب العالم وبين سطوة امريكا وجبروتها في هذا العصر كأكبر قوة في العالم غير اني اعتقد ان الجنون بين كلا الزعيمين واحد فالاول كان يغزو من اجل السيطرة والهيمنة والثاني هو يفعل هذا من اجل الهيمنة ايضا واحتلال منابع البترول وما يحدث في العراق اليوم من نهب وسلب وانعدام الامان والاستقرار والفوضى العارمة يؤكد بالفعل جنون الرئيس بوش وعشقه المفرط لاشاعة الدمار والقتل في بلد صغير مثل العراق محدود الامكانيات التسليحية ولكن ارضه تمتلئ بخيرات لاحصر لها وتختفي تحت هذه الارض انهار من البترول تختزن ثاني اكبر احتياطي في العالم بل يذهب بعض العلماء والباحثين في شؤون البترول الى الاعتقاد بان المخزون الاحتياطي في العراق يعتبر الاول على مستوى العالم اجمع مع المملكة العربية السعودية اي بمعنى انه (الاول مكرر) هذه الثروة الهائلة هي التي دفعت رئيس الولاياتالمتحدة وزمرة المحافظين الجدد لنهب ثروات العراق بحجة البحث عن اسلحة الدمار الشامل التي لم يعثروا عليها حتى الآن ولا يملكون دليلا على تواجدها. والحق ان غزو العراق الذي عارضته المملكة والعديد من شعوب العالم لم يكن هناك مايبرره اصلا فان عثروا او لم يعثروا على اسلحة كيماوية او غيرها فالهدف منذ البدء واضح وجلي وهو احتلال العراق بثرواته وخيراته والا ماذا تعني اشاعة الرعب وقتل الاطفال والنساء وهدم البيوت الآمنة على رؤوس اصحابها من ابناء العراق ولا اعتقد ان عاقلا يرضى ماحل بالعراق واهله حتى وان كان السبب طاغية افرط في طغيانه واستبداده. الآن وبعد ان دمرت امريكا كل مقدرات وثروات هذا البلد العريق.. كم عدد السنوات القادمة التي سيستغرقها بناء عراق جديد حتى وان كان خاضعا لسلطة المستعمر الامريكي وبطشه وجبروته لقد خربت امريكا ودمرت بلدا عربيا شقيقا وهي تعلن انها ستقبض ثمن الحرب من ثروات العراق عبر بتروله بمعنى ان تكلفة الحرب سيدفعها العراق من بتروله الى جانب دماء أبنائه هذا التعسف الواضح والصريح ان قبلت به دول العالم وخاصة دول الشرق الاوسط فسيكون ذلك بوابة كبرى لكي يستمرئ هذا العدو الغاشم في عدوانه والدلائل كلها تشير الى ذلك وتصريحات رئيس الولاياتالمتحدة ووزير دفاعه تؤكد ان يدهم سوف تمتد الى بلدان عربية اخرى وقد بدأوا الآن بتهديد سوريا وايران وليبيا ولم يسلم حتى هذا البلد من تلميحاتهم وتصريحاتهم وتهديداتهم لذا ينبغي على العرب ان يتحدوا في مواجهة هذا الوحش الكاسر المدجج بأسلحة الدمار والفتك فخطره يهدد جميع بلدان العرب والمسلمين.. ولا أزيد.