اعلن امس الاول عن ان تكلفة اعادة اعمار العراق بعد ان يدمر تتراوح مابين ثلاثين الى مائة مليار دولار، انها فعلا حرب ثرية لكن السؤال الذي يطرح نفسه من ذا الذي سيستفيد من تلك المبالغ الكبيرة التي ستدفع لاصلاح ماستدمره الحرب بالطبع فان المستفيد الاول من ذلك الشركات الامريكية التي ترتبط بمصالح مع الرئيس بوش واعضاء في ادارته. الاسبوع الماضي تم الاعلان عن منح احدى الشركات الامريكية عقدا لاصلاح ميناء ام قصر واخرى نالت عقدا من البنتاجون لاطفاء حرائق النفط في المنطقة وشركات نالت عقودا متعددة داخل كل مدينة تجتاحها القوات الامريكية هناك. وتنتظر شركتي (هاليبورتن) و(بكتل) الفوز بحصة الاسد في مشروعات اعادة الاعمار وبناء المرافق والطرق والجسور والمباني العامة في العراق. لقد قسم الامريكان الغنائم قبل اعلان الحرب وكل دولار سيدفعونه في ارض المعركة سينالونه اضعافا مضاعفة من بترول العراق كما ان شركاتهم التي دعمت الموقف الرسمي للحكومة الامريكية ستنال حصتها كذلك. الاهداف الامريكية واضحة جدا وقد وصفتها ادارة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي بالخرقاء الا انهم لايكترثون لاحد طالما ان اسهم شركة بووتس اند كووتس المنهارة قبل اسبوعين ارتفعت بنسبة ثلاثة وسبعين في المائة الاسبوع الماضي بعد ترسية عقد مباشر من وكالة التنمية الامريكية في العراق أسوق ذلك كمثال لما ستجنيه الشركات الامريكية جراء حربها غير الشرعية وكذلك لايضاح مدى الاستفادة من قبل الاقتصاد الامريكي الذي لن يتعافى من آثار الحادي عشر من سبتمبر الا بمعجزة او حرب، ونظرا لانتهاء زمن المعجزات فقد تمسك بوش ورفاقه بالامل الثاني واعلنت الحرب على العراق.. واعتقد هنا وفي هذا التوقيت الصعب اهمية الاستعداد لمرحلة مابعد الحرب وتأثيرها على اقتصادياتنا فنحن مجاورون للعراق ولا نعلم مايخطط هناك فالشركات الامريكية لايؤتمن جانبها والخوف كل الخوف ان يكون لاعمالها تأثير سلبي على اعمال الشركات السعودية فحتى تابعوهم من الشركات البريطانية لم تتضح الصورة بالنسبة لهم ولايعرفون ماسينالونه من الغنائم اعتقد ان الامريكيين سيرمون اليهم بالفتات فقط لاسكاتهم. الا ان الاحلام قد لاتتحقق كاملة في العادة واحيانا يصبح من الصعب اصلاح واعمار مايفسده الدهر او القهر.