بدأ الصراع منذ الان على اقتسام غنائم الحرب الانجلو امريكية على العراق متمثلا في محاولة كل فريق الفوز بنصيب كبير من عقود اعمار العراق بعدالحرب ومع ان الاوروبيين اختلفوا في مسألة شرعية هذه الحرب فان ذلك لم يمنعهم من المطالبة بجزء من (الكيكة) العراقية التي سيتأثر بها الامريكان والبريطانيون وهذا امر اثار حفيظة الاوروبيين الذين يرفضون حرمانهم من غنائم مايسمى بحرب الخليج والخليج منها بريء وهذا الصراع الشبيه بصراع الديكة بما فيه من عنف لم يأخذ في الحسبان اي رأي للعراقيين بعد الحرب فالتحكم في مصير الشعب العراقي كما بدأ قبل الحرب بالحصار الاقتصادي واستمر اثناء الحرب بالحصار العسكري سوف يستمر بعد الحرب بالحصار الاقتصادي والعسكري معا وهذا وجه من اوجه الديمقراطية التي تبشر بها امريكا وتطبل لها بريطانيا لكن العراقيين يعرفون ان نار الاستعمار اقسى من رمضاء النظام الحاكم فان كانو يكرهون صدام مرة واحدة فانهم يكرهون امريكا عشرات المرات وهذا امر قد غاب كما يبدو عن اذهان المتنفذين في واشنطن ولندن. لقد ابتلي الشعب العراقي بنظام فاش وللخلاص من هذا النظام وجد نفسه امام قوة عسكرية غاشمة تريد تمرير المشروع الاسرائيلي لتصبح المنطقة لقمة سائغة لحكام تل ابيب وتضخ في شرايين الاقتصاد الاسرائيلي المتهالك مايضمن له الانتعاش ولكن من ثروات الوطن العربي وليس من خزينة الاموال الامريكية ليطمئن دافعوا الضرائب الامريكيون ان اموالهم لم تعد مستباحة لاسرائيل وهو أمر مشكوك فيه على كل حال. اقتسام الغنائم بين امريكاوبريطانيا وان نالت منه الدول الاوروبية شيئا فان اسرائيل لن تحرم من هذه الغنائم ليس بشكل مباشر ولكن عن طريق الشركات الامريكية التي تشكل فيها اموال اليهود نسبة عالية من رأس المال والمحصلة النهائية هي كسب اسرائيل الاقتصادي الذي يضاف الى مكاسبها العسكرية على ارض الواقع حيث مئات بل آلاف الضحايا من الفلسطينيين واذا اضيف اليهم مئات بل الاف الضحايا من العراقيين فليس لاسرائيل الا ان تنتشي بهاذ الوضع العربي المتخاذل امام جبروت التحالف الانجلو امريكي ولن يستمر صراع الديكة طويلا مادامت الغنائم العربية وليست العراقية فقط.. متاحة للجميع في اكثر من موقع عربي وعاشت الشعارات العربية.