رصدت الصحف الاسرائيلية امس بدايات قلق اسرائيلي حيال النتائج التي اسفر عنها الاسبوع الاول لاندلاع المعارك في العراق. فاشار حامي شاليف في معاريف الى ان القدس ما زالت تؤمن بانتصار امريكي أكيد، لكن مصاعب الاسبوع الاول بدأت تثير القلق. فاسرائيل لا تقل عن الامريكيين حاجة الى حسم سريع، قبل ان تثور المشاعر ويتحول صدام صلاح الدين عصره، وقبل ان تدخل الافكار المنحرفة رأس الجهات المختلفة المعادية لنا. ومن الناحية السياسية، كلما غرق الامريكيون في المستنقع العراقي، سيعتمدون اكثر على خطة الطريق لانقاذهم من ورطتهم. وفي معاريف رأى عمير رفغورت ان سير الحرب لم يكن مطابقا لتوقعات وزارة الدفاع الاسرائيلية وقال: كان تقدير الجيش الاسرائيلي ان الولاياتالمتحدة ستمطر العراق بوابل من الفي قذيفة وصاروخ خلال الايام الاولى للحرب، بهدف تدمير النظام ووحدات الحرس الجمهوري. وفي الواقع اسقط الامريكيون نصف كمية القذائف المشار اليها ولم تحدث صدمة ولا رعبا، وحاولوا هذا الاسبوع تجاهل كل عائق محتمل وتجنبوا مواجهته، محاولين الوصول بأقصى سرعة الى العاصمة لضرب العراق في مركز قوته. والحقيقة ان الولاياتالمتحدة لا تشرك فعلا اسرائيل في خططها الحربية رغم ان نجاح العملية العسكرية على العراق مصيري جدا لاسرائيل، لان فشلها من شأنه ان يزعزع الاستقرار في كل الشرق الاوسط (...). المفاجأة الاكبر للاميركيين كانت القدرة على الصمود للشعب العراقي. فقد اعتقدوا بسذاجة غير مفهومة ان الشعب العراقي سينظر اليهم كقوة تحرير من ظلم صدام حسين. ولكن عمليا يظهر العراقيون قدرة على الصمود مثيرة للاهتمام وحتى صدام بحسب التقديرات الاستخباراتية ما زال يسيطر سيطرة كاملة على ما يحدث ويرى انه يخوض حربا عن الوطن. ومن ناحية اخرى فان كل ما يحدث هو مطابق للخطط بالنسبة الى صدام. فالاستراتيجية التي اختارها والقائمة على عدم الاحتكاك مباشرة بالجيش الامريكي في اثناء احتلاله جنوبالعراق، وارسال قوات متفوقة للقيام بهجمات على قوات الامداد، تشبه تماما حرب العصابات التي سبق ان اثبتت فاعليتها. في اي حال فان الولاياتالمتحدة ستحقق هدفها باسقاطه من الحكم. فمع تفوق عسكري واضح، الى هذا الحد لا يمكن ان يحدث شيء آخر. ولكن ذلك سيكون صعبا جدا وطويلا وملطخا بالدم. عن النهار اللبنانية