مع دخول الحرب أسبوعها الرابع، بوسعنا أن نقول إن شعار "الصدمة والرعب" فقد معناه وتم تجاوزه. ولابد أنكم لاحظتم أن الذين حدثونا عن أنها ستكون حرب "نظيفة وخاطفة" قد ابتلعوا كلماتهم وكفوا عن ترديدها. أما حكاية أنها استهدفت "تحرير العراق" فقد أصبحت نكتة سمجة، لا تبعث حتى على الضحك. أهم من هذا وذاك انه صار بمقدورنا أن نقول ونحن مطمئنون أن العراق لم ينكسر، كما أن الولاياتالمتحدة لم تنتصر. (1) لا نعرف إلى متى ستستمر الحرب. غير انه اذا لم يكن بمقدورنا أن نخوض فيما سيحدث في تلك الحرب الحافلة بالمفاجآت، فإننا نستطيع بغير شك أن نلفت الانتباه إلى ما لم يحدث. فقد كانت المراهنة مستقرة في البداية على أن النصر مضمون بلا حرب حقيقية، ان شئت الدقة فقل انه نصر بالضربة "القاضية" بعد دقائق قليلة من إطلاق إشارة الجولة الأولى. وهذه هي الفكرة الأساسية الكامنة في عنوان "الصدمة والرعب" الذي جرى تسويقه قبل بدء الحرب. وهو في الأصل - والعهدة على مجلة "نيوزويك" عنوان كتاب ألفه ضابط سابق في البحرية الأمريكية اسمه هارلان اولمان، أجاب فيه عن السؤال التالي "كيف يمكن إعادة خوض معركة عاصفة الصحراء (المقصود حملة تحرير الكويت في عام 1991) وكسبها، ليس فقط في ستة اشهر، بل في يوم او أسبوع او شهر، وباستخدام عناصر بشرية اقل. ونصح وهو يجيب عن السؤال بأن تحقيق ذلك الهدف يقتضي وضع كل الطاقة التدميرية الأمريكية في المعركة دفعة واحدة، وتوجيهها إلى قلب النظام في العاصمة مباشرة، بهدف شله، على نحو يؤدي إلى قصم ظهره ومن ثم دفعه إلى الانهيار والاستسلام السريع. حين لم يحدث ذلك، كما لم تحدث توقعات أخرى من قبيل ترحيب الناس بالمعتدين وانتفاضهم على نظامهم وتمرد الجيش، بل وحين حدث العكس، خصوصاً وقوع بعض عمليات المقاومة، فان الصدمة الحقيقية كانت من نصيب واشنطون وليس بغداد، كما ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت (عدد 30/3). ذلك أن القيادة العسكرية الأمريكية أعدت عدتها ودربت رجالها طيلة الأشهر العشرة السابقة على أساس تلاحق تلك المراهنات، وهو ما عبر عنه أحد القادة العسكريين بقوله اننا لم نتدرب على تلك الحرب التي أصبحنا نخوضها. حسب الصحيفة الإسرائيلية فان الأمريكيين أدركوا فشل خطتهم بعد يومين من بدء الغزو، لذلك فانهم سارعوا بعد ذلك إلى اعتماد خطة بديلة، استبعدت أولوية ضرب القلب. وانطلقت مما سمته "ثني الخصم من الغلاف"، بمعنى اجتياح الأطراف للوصول إلى القلب في النهاية، بدلاً من العكس. وهو ما ساهم في إطالة أمد الحرب، فلم تعد خاطفة ولا نظيفة، واقتضى الموقف الاستعانة بقوات إضافية. كما انه فجر بعض الخلاف بين العسكريين والسياسيين في واشنطون على النحو الذي اصبح يعرفه الجميع، بعدما تواترت في صدده التقارير الصحفية. لم يتنبه المعتدون الذين خططوا للحرب إلى أن كثافة الضربة الأولى أيقظت الحس الوطني لدى الجماهير، التي أدركت أن الوطن في خطر. وليس النظام القائم وحده. وهو ما أدى على الفور إلى تراجع أحزان الداخل وعذاباته خطوة إلى الوراء، بحيث احتلت المقدمة فكرة الاحتشاد والاستنفار لصد خط الاعتداء القادم من الخارج. وفي اللحظة التي استنفر الضمير الوطني خسر المعتدون رهانهم على انهيار الداخل، ودخلت الحرب منعطفاً اخر لم يكن في الحسبان. (2) لقد أفاضت الصحف في نشر أصداء "الصدمة" الأولى في القيادة العسكرية الأمريكية وفي وزارة الدفاع والبيت الأبيض. ولكن ما استوقفني في الأصداء هو طبيعتها ومداها في اسرائيل. فهناك من شبه عملية احتلال العراق باحتلال اسرائيل للضفة الغربية وجنوب لبنان، واعتبر أن الزعم بأن تحرير العراق هدف الحملة، هو من قبيل الكذب والتزييف الذي تورطت فيه اسرائيل من قبل، ودفعت الكثير بعد ذلك جراء تورطها. (جدعون ليفي - هاآرتس 30/3). آخرون عبروا عن خشيتهم من استمرار المقاومة العراقية، الأمر الذي من شأنه تأجيج المقاومة الفلسطينية وتصعيد الانتفاضة. في هذا الصدد قال اليكس فيشماذ في يديعوت احرونوت (30/3) ان الأمريكيين يسيرون نحو تذوق طعم "الانتحاريين"، ولمواجهة هذا الموقف فيتعين عليهم أن يتعلموا من خبرة "الحلفاء" الإسرائيليين في الموضوع. وكشف الكاتب عن أن الأمريكيين كانوا قد مهدوا لذلك حين جاء نفر منهم إلى اسرائيل وذهبوا إلى "جنين" لكي يروا كيف يعملون بالجرافات في المدينة (الولاياتالمتحدة استأجرت سبع جرافات من اسرائيل وضمتها إلى معدات حملتها لتحرير العراق(!)) - أضاف الكاتب في هذا الصدد أن خبراء إسرائيليين سافروا إلى الولاياتالمتحدة "لكي ينقلوا إلى الأمريكيين بعضاً من الخبرة التي تم تحصيلها في كل ما يتعلق بالانتحاريين والإحباط المركز". تحدث حيمي شليف في النقطة نفسها (معاريف 2/4) قائلاً: ان انتفاضة عراقية ضد الأمريكيين ستبعث الهياج في العالم العربي والشارع الفلسطيني، ومن شأنها استقرار الأنظمة التي ترغب اسرائيل في مصالحتها. ثم ختم قائلاً: إن على الجميع أن يصلوا من اجل تخليص العراقيين من كابوس النظام الجاثم على أنفاسهم عن طريق تصفية قيادته او خروجهم من العراق، كما خرج الفلسطينيون من بيروت عام 1982. أما اذا لجأ العراقيون إلى المقاومة، وقرروا محاكاة الفلسطينيين (في الضفة والقطاع)، "فالويل لنا وللأمريكيين أنفسهم". من ناحية أخرى فان صور ممارسات القتل والإذلال الأمريكية والبريطانية ضد المدنيين العراقيين أشاعت ارتياحاً غير عادي في اسرائيل. حيث اعتبرت قيادة جيش الاحتلال أن تلك الصور بمثابة "صك براءة" لهم، باعتبار أن ما فعله الأمريكيون والبريطانيون لا يختلف كثيراً عما يفعله الإسرائيليون بحق الفلسطينيين. بل ان القناة الأولى الإسرائيلية بثت في 2/4 برنامجاً حاولت فيه إثبات أن الممارسات الإسرائيلية ارحم بكثير من نظيرتها الأمريكية، خصوصاً بعد قيام الأمريكيين بقصف السيارة التي ضمت 12 مدنياً عراقياً قرب مدينة النجف. ورأى مسئولون سياسيون إسرائيليون أن ممارسات الأمريكيين والبريطانيين في العراق هي افضل رد على تقرير الخارجية الأمريكية السنوي، الذي انتقد الإسرائيليين بسبب ممارساتهم ضد الفلسطينيين. الصحف حفلت بالتعليقات حول الموضوع. فقد نقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" (في 3/4) على لسان جندي إسرائيلي عند حاجز عسكري قرب قلقيلية الفلسطينية قوله: "حان الوقت لكي يفهم الأمريكيون الواقع الذي نعيشه نحن هنا، فهناك لحظات لا يكون فيها مجال أن تمتنع عن إطلاق الرصاص وإصابة المدنيين". وبرز استثمار الممارسات الأمريكية في العراق بشكل خاص لدى نواب اليمين في الكنيست الإسرائيلي، الذين خرجوا كجوقة واحد ة في معايرة الأمريكيين. ولم يتمكنوا من إخفاء الفرحة إزاء ما يصيب العراق والقوات الأمريكية. وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن، يوفال شتاينس (الليكود): "ما يحدث هناك يدل على التلون السائد في هذا العالم. فما اسهل أن تنتقد اسرائيل من لندن. ولكن، عندما تواجه بنفسك الإرهاب، يتغير الوضع. عندها فقط يمكنك أن تفهم"(!) غير أن بعض المعلقين انبروا يحذرون من الحماس للقمع في العراق. وكما قال حيمي شليق، أحد ابرز الكتاب الإسرائيليين، فان هذه الفرحة غبية للغاية: "فهذه الممارسات الأمريكية من شأنها أن تؤدي إلى انتفاضة شعبية في العراق. وهذه ستثير الانتفاضة من جديد في المناطق الفلسطينية. وقد يلتهب الوضع في العالم العربي كله. وعندها، سنصيح جميعاً، نحن والأمريكيون، في مواجهة موقف متفجر جديد، يضربنا جميعاً. (3) الصمود والمقاومة العراقيان أديا إلى تغيير الأساليب وليس الأهداف. وكما لاحظنا جميعاً فان مسيرة المعتدين تأخرت وتعثرت فقط ولم تتوقف. ولم يعد هناك خلاف الآن على أن ما حدث على الأرض اختلف جذرياً عن حسابات وتقديرات ما قبل إطلاق الصاروخ الأول من قاعدة أمريكية بحرية في إحدى الدول العربية. وهو ما دفع الرئيس الأمريكي الذي كان يتحدث باستخفاف شديد عن المعركة "الخاطفة والنظيفة" إلى تغيير نبرة حديثه، والإشارة إلى معركة صعبة وتكلفة عالية ومخاطر محتمله، الأمر الذي فهم منه انه يهيئ الرأي العام لوقوع أسوأ الفروض المتمثلة سواء في إطالة زمن الحرب او وقوع عدد اكبر من الضحايا. وقد يكون الرئيس بوش نفسه وفريقه في المقدمة منهم، في نهاية المطاف. حين لم يتحقق النصر الخاطف في الأيام الأولى تحدث عدد من كبار الصحفيين الغربيين بصوت عال عن فشل خطة الولاياتالمتحدة. ومن هؤلاء روبرت فيسك. وباتريك سيل، وبيتر ارنيت مبعوث محطة أن. بي. سي، الذي أزعجت تقاريره وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، وسارعت المحطة إلى فصله من العمل، فعينته صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية مراسلاً لها في اليوم التالي مباشرة، وكتبت على صدر صفحتها الأولى عنواناً يقول: فصلوه لأنه قال الحقيقة ونحن اخترناه لكي يقول الحقيقة. ما جرى لم يكن مفاجئاً لهم فحسب، ولكنه كان مفاجئاً لنا أيضاً. نحن الذين توقعنا الأسوأ، جراء التعبئة الإعلامية المكثفة التي هيأتنا لاستقبال الانهيار العراقي السريع. ولذلك اعتبرنا عدم الانهيار انتصاراً أنعش معنويات الجماهير في العالمين العربي والإسلامي على الأقل. وكان ذلك تقييماً صحيحاً لا ريب، لا يختلف كثيراً عن موقف المحللين الغربيين الواقفين على الضفة الأخرى، الذين اعتبروا عدم الانهيار فشلاً وهزيمة للأمريكيين. وهو ما يدعونا إلى إعادة النظر في مفهوم الانتصار والهزيمة في هذه الحرب الدائرة بين قوى عظمى مدججة بأكثر الأسلحة تقدماً وفتكاً، وبين بلد عربي منهك من حروب سابقة، ومحاصر منذ أثنى عشر عاماً، وتم تجريده بصورة تدريجية من أسلحة الدفاع عن النفس. ولم يتبق له سوى سلاح محدود وإرادة غير محدودة. لذلك فإنني اذهب - معتمداً على دروس التاريخ وخبراته - إلى أن هزيمة العراق ستتحقق فعلاً اذا انكسرت إرادة مقاومة الاحتلال، وليس اذا ما انكسر السلاح او حتى اذا سقط النظام. بكلام اخر فان مختلف الشواهد تدل على انه ما لم تحدث معجزة من السماء، فنهاية النظام العراقي قد حانت. وفي ظل العقلية الحاكمة في البيت الأبيض فان الولاياتالمتحدة ستذهب في القتال إلى ابعد مدى، وسوف تستخدم كل الوسائل، وستضحي بأي شيء (عراقي بطبيعة الحال) لكي تسقط نظام الرئيس صدام حسين. ولكي تبلغ مرادها فإنها مستعدة لان تدك بغداد كلها، ولن تتردد في إغراق عاصمة الرشيد في دماء الاف العراقيين. وهو ما أدركته العواصم الأوروبية المعارضة للحرب، التي بدأت مؤخراً في "تليين" خطابها إلى "الثور الهائج" في واشنطون. وقد ذهبت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إلى ما هو أبعد، فلم تستبعد في افتتاحية عددها الصادر في أول أبريل أن تلجأ واشنطن إلى استخدام القنابل النووية في العراق، ووصفت الحرب بأنها ستكون حرباً باترة ومدمرة ومريرة وساحقة، وقد تتحول في مراحلها إلى حرب إبادة. (4) لم نبالغ إذن اذا قلنا اعتماداً على ما سبق ان صمود العراق حتى الآن يعني أن العراق لم ينهزم او ينكسر، وان استمرار مقاومة الشعب والجيش العراقي سيعني على الفور أن الأمريكيين لم ينتصروا. نعم لا يزال المستقبل مفتوحاً، ومعركة بغداد لم تحسم بعد، لكن ذلك ينبغي ألا يغيب عن إدراكنا حقيقة أنها سوف تحسم يوماً ما، خصوصاً أن المعتدين لا تهمهم مسألة التكلفة في البشر والعمران، وذلك عنصر في المشهد لن يمر بسهولة من المنظورين السياسي والتاريخي. وأرجو ألا أكون مغرقاً في التشاؤم اذا قلت إنني استبعد احتمال أن تنزل القوات العراقية نصراً عسكرياً على القوات المعتدية، حيث ازعم أن ذلك ضد حسابات العقل والمنطق، واقرب إلى الأمنيات منه إلى الواقع. لكن الذي يلوح في الأفق هو هزيمة مشرفة، يهزم فيها العراق وهو واقف وليس راكعاً. وسوف تنتصب قامة العراق اكثر واكثر اذا استمرت مقاومة القوات المعتدية، على نحو يؤرق المعتدين، ويجعل من بقائهم في العراق مغامرة باهظة التكلفة. ورغم أننا لا نستطيع أن نتحدث في الوقت الراهن عن مرحلة ما بعد سقوط النظام، لان ذلك مرتبط بعوامل كثيرة وثيقة الصلة بتطورات مسرح العمليات العسكرية، إلا أن هذا الملف مفتوح على الجانب الآخر، ومثار حوله جدل ولغط وصلت أصداؤه إلى وسائل الإعلام. لقد تحدثت التقارير الصحفية عن إدارة أمريكية للعراق، تحت إمرة الجنرال المتقاعد جاي غارنر وثيق الصلة بالأوساط المتشددة في اسرائيل (في أكتوبر عام 2000 أعلن في رسالة مفتوحة وقع عليها 46 جنرالاً أمريكيا متقاعداً عن مساندتهم اسرائيل في كفاحها ضد الفلسطينيين - هاآرتس 31/3) - وقيل إن الرجل بدأ العمل في الكويت، التي شكل فيها فريقه، وسينتقل خلال أيام قليلة إلى "البصرة"، في تمهيده للقيام بمهمته. غير ان هذا الموضوع محل خلاف حاد بين واشنطون ولندن. إذ في حين تتحدث الأولى عن "سيطرة أمريكية طاغية"، فان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يتحدث بقوة عن مؤتمر برعاية الأممالمتحدة تشارك فيه القوى السياسية العراقية لتقرير شكل النظام الجديد، على غرار "اللويا جيركا" التي عقدت في أفغانستان ومثلت فيها مختلف الفئات الأفغانية، وهي التي أنتجت حامد كرازاي رئيساً للدولة. ورغم تمسك بلير بموقفه والضغوط القوية التي يمارسها لإشراك الأممالمتحدة في الوضع المستجد، إلا أن الولاياتالمتحدة ماضية في مخططاتها، الأمر الذي يشكل إحراجاً شديداً له، اقرب إلى الإهانة السياسية. وكما أن الخلاف مستحكم بين لندن وواشنطون حول من يدير البلد، فانه مستمر أيضاً حول من يعمره، خصوصاً أن التقديرات الأولية تشير إلى أن تكلفة الإعمار ستصل إلى 180 مليار دولار. ولان البريطانيين لم ينسوا للأمريكيين استئثارهم بمعظم عقود الإعمار في الكويت بعد تحريرها عام 91، فان خشيتهم شديدة من أن يكرر الأمريكيون نفس المشهد في إعمار العراق. ويبدو أن ذلك هو الحاصل الآن، لان الأمريكيين بدأوا بالفعل في توزيع العطاءات على شركاتهم. ويجرى إرساء ثمانية عطاءات منها تخص البنية التحتية للعراق على شركات أمريكية. وهناك كلام عن أن شركة "هاليبرتون" التي كان يديرها نائب الرئيس ديك تشيني، ستحصل على أول تلك العطاءات وقيمته 800 مليون دولار. وذلك او الغيث، لان الحديث دائر حول خصخصة النفط العراقي، وقيام الشركات الأمريكية بإدارة قطاعه. لقد ذكرت صحيفة "كريستيان سيانس مونيتور" أن هناك مشكلة بين الإنجليز والأمريكيين بخصوص عقود الإعمار ورغبة الأمريكيين في الفوز بأكبر حصة منها. وقالت: ان تليين الخطاب الألماني والفرنسي الموجه إلى واشنطون مؤخراً وثيق الصلة برغبة الدولتين في اخذ نصيبها من "كعكة" الإعمار وبعض عقوده. الملاحظة الأهم في هذا وذاك أن المعارضة العراقية تبدو مهمشة بشكل مهين أيضاً في مداولات إدارة بلدهم، حيث يبدو أن السياسة الأمريكية اختارت لعناصرها دور المنفذ والتابع وليس الشريك. أما ترتيبات الإعمار فقد استبعدت منها المؤسسات العراقية والجهات المعنية في الدول "الحليفة"، عرباً كانوا أو أتراكاً. وهكذا يكون "التحرير" الأمريكي وإلا فلا!