اتهم صحافي في القناة الاولى للتليفزيون الاسرائيلي العام دان سكيماما جنودا امريكيين بانهم عاملوا مجموعة من اربعة صحافيين اسرائيليين وبرتغاليين اسوأ معاملة تعرضوا لها في حياتهم. وكان دان سكيماما دخل العراق برفقة صحافي اسرائيلي آخر هو بواز بيزموث من صحيفة يديعوت احرونوت، ولويس كاسترو من التليفزيون البرتغالي والمصور فيدو سيلفا. وفيما كانوا يتنقلون بسيارة، اوقفتهم وحدة امريكية الاربعاء الماضي داخل الاراضي العراقية. وقال سكيماما: لقد امضينا 48 ساعة من اسوأ الاوقات في حياتنا بعد ان اعتقد الجنود الامريكيون اننا ارهابيون وجواسيس وعاملونا على هذا الاساس (..) رغم الشروحات الوافية التي قدمناها لهم، الا انهم استمروا بتهديدنا بأسلحتهم ورفضوا ان يقدموا لنا الطعام وبقينا جالسين داخل سيارة عسكرية مدة 36 ساعة متتالية قبل ان يتم نقلنا الى الكويت بمروحية. واضاف الصحافي الاسرائيلي: وفي الكويت استمر العسكريون يعاملوننا كمشتبه بهم ومنعونا من الكلام مع بعضنا البعض وضربوا الصحافي البرتغالي. واكد ان الامريكيين يتخذون شتى الوسائل كي لا يتمكن اي صحافي من التنقل باستقلالية في العراق. فهم يريدون ان يرافقهم ضابط ارتباط امريكي لمراقبة الصور التي يتم التقاطها وربما لذلك عاملونا اقسى المعاملة. ويقوم عدة صحافيين اسرائيليين بينهم من يحمل جواز سفر اجنبيا، بتغطية الحرب من العراق لحساب الصحف والتليفزيون العام الاسرائيلي. ومن ناحية ثانية اعلن ممثل القيادة المركزية الامريكية ان بعض وحدات التحالف منعت الصحافيين (المرافقين لقوات التحالف) من استخدام الهواتف عبر الاقمار الصناعية من طراز (الثريا) لاسباب تتعلق بأمن العمليات الحربية. وقال الجنرال فيكتور رينوارت في الايجاز الصحافي في قاعدة السيلية في قطر عند سؤاله عن هذا الموضوع: في ساحة المعركة يتوجب في بعض الاحيان التاكد من عدم وجود اي اتصالات لحماية تحركاتكم وهجماتكم. واعتبر ان الامر لا يتعلق هنا بطريقة للحد من قدرة وسائل الاعلام على تغطية الاحداث . وقال: اعتقد انه من المهم لضمان امن قواتنا عدم خروج شيء يمكن ان يعطي ارشادات للعراقيين. ورفض الجنرال الدخول في التفاصيل الفنية حول المخاطر الخاصة التي يسببها استخدام هذه الهواتف ، مشيرا فقط الى (الامن العملاني). وحول ما اذا كان هذا المنع يمكن ان يعكس مخاوف الامريكيين من قدرات التنصت والرصد العراقية، اكد الجنرال رينوارت انه لم يقل شيئا عن قدرة العراقيين على استخدام (الثريا) في عمليات الرصد. وردا على صحافي ابدى ملاحظات حول ما اذا كانت هذه الهواتف تبث مواقعها عندما تبدأ عملية الارسال ، قال: اذا انت اجبت عن سؤالك. واضاف ان الامن العملاني هو مجال واسع ونحن نقوم باتخاذ الاجراءات اللازمة بشأن اي نظام خاص. والثريا كونسورتيوم دولي يتخذ من الشارقة في دولة الامارات العربية المتحدة مقرا له. وقد اطلق خدماته التجارية في عام 2001 ونظام اتصالاته عبر الاقمار الصناعية يغطي 100 دولة في اوروبا والشرق الاوسط ووسط افريقيا وشمالها ودول الاتحاد السوفيتي السابق وجنوب آسيا. كما وصل الصحافيون الايطاليون السبعة الذين اعلنوا في عداد المفقودين مساء الجمعة الماضي الى بغداد، بعدما اوقفتهم السلطات العراقية في مدينة البصرة (جنوب). وامضى الصحافيون السبعة ليلتهم في فندق شيراتون في البصرة، ثم رافقهم مسؤولون عراقيون حتى بغداد. ويقول ايزيو بازيرو الصحافي في صحيفة ايل ميساجيرو ان مسلحين في حزب البعث اوقفوا الصحافيين فيما كان هؤلاء يسألونهم عن الطريق المؤدي الى البصرة. وكان الصحافيون يستخدمون سيارات مستأجرة تحمل لوحات كويتية عملوا على اخفائها. وقال بازيرو ان العراقيين اخذوا عليهم دخولهم العراق من دون تأشيرات دخول، الا انهم عاملوهم جيدا. واضاف ان الهدوء كان يخيم على البصرة وان السلطات العراقية تسيطر عليها كما يبدو. واشار الصحافي الايطالي الى انه وزملاءه سلكوا طريق البصرة العادية عبر مدينة الكوت شرق البلاد، من دون ان يواجهوا اية صعوبات. وذكر انه رأى على الطريق آثار القصف الامريكي. وفي روما، ذكرت وسائل الاعلام ان الصحافيين السبعة بخير وانهم موجودون في فندق فلسطين مع زملائهم الايطاليين. وقد اتصل فرانشسكو باتيستيني بصحيفة كورييري ديلا سييرا التي يعمل فيها ليبلغها ان كل شيء على ما يرام وانهم لم يتعرضوا لسوء معاملة. والصحافيون هم فرانشيسكو باتيسيني وايزيو باسيرو وتوني فونتانا من صحيفة لونيتا وليوناردو ميسانو من الصحيفة الاقتصادية ايل سولي 24 اوري ولوسيانو غولي من صحيفة جيورنالي ولورينزو بيانشي من صحيفة نازيوني وفيتوريو دليوفا من صحيفة ماتينو. ووجهت صحيفة نيوزداي الامريكية نداء الى الصليب الاحمر والفاتيكان للمساعدة في العثور على اثنين من صحفييها في العراق انقطع الاتصال معهما قبل اربعة ايام. والمرة السابقة التي اجرى فيها الصحفيان مات ماك الستر (33 عاما) وموسيس سامان (29 عاما) اتصالا بصحيفتها التي مقرها لونج ايلانج كانت يوم الاثنين قبل ان يقول شهود انهما اعتقلا مع حوالي ثمانية صحفيين اجانب لطردهم من العراق. وقال توني مارو رئيس تحرير الصحيفة: اننا نحاول العمل من خلال وزارة الاعلام العراقية ونحاول العمل من خلال الصليب الاحمر.الفاتيكان له مكتب في بغداد... ونحن نحاول الاتصال بمسؤولين في حكومات اخرى لها سفارات هناك. وقال ايضا ان مسؤولين عراقيين بالامم المتحدة وافقوا على المساعدة في معرفة مكان الرجلين من خلال القنوات الرسمية. وقال مارو ان ماك الستر وسامان معتمدان رسميا كصحفيين لدى وزارة الاعلام العراقية. وصحيفة نيوزداي لها نحو عشرة صحفيين يغطون الحرب من منطقة الخليج. ولماك الستر وسامان خبرة في العمل في مناطق العمليات العسكرية اذ سبق لهما العمل في افغانستان. وفي دبي قالت قناة العربية الاخبارية ومقرها دبي الاحد الماضي انها استعادت الاتصال بطاقم مكون من ثلاثة عاملين كانت قد فقدت الاتصال به في العراق وانه بخير في الكويت. وفقدت القناة الاتصال بالمراسل السوري وائل عواد والمصور اللبناني طلال المصري والفني اللبناني علي صفا في 22 مارس. وقال مسؤول في العربية طلب عدم ذكر اسمه في تصريحات لرويترز: وصلوا الى الكويت مساء الجمعة 28 مارس. انهم مرهقون ولكنهم في صحة طيبة. ولم يذكر مزيدا من التفاصيل. وفي لندن اعلنت صحيفة دايلي ميرور الشعبية البريطانية الوحيدة المناهضة للحرب على العراق، امس الثلاثاء على صدر صفحتها الاولى انها وظفت الصحافي الامريكي بيتر ارنيت الذي صرفته امس الاول القناة الامريكية ان.بي.سي لانتقاده استراتيجية الولاياتالمتحدة لحربها على العراق. وكتبت الصحيفة الشعبية بأحرف ضخمة: صرفته امريكا لقوله الحقيقة ووظفته دايلي ميرور لمواصلة قول هذه الحقيقة. وفي مقال له، اعلن بيتر ارنيت الذي اشتهر اثر تغطيته حرب الخليج عام 1991 لحساب شبكة سي.ان.ان، انه لا يجد اي داع ليعتذر كونه قال الحقيقة. وقال في الصحيفة التي خصصت له صفحتين داخلتين ايضا: انقل الحقيقة عما يحدث هنا في بغداد ولن اعتذر على ذلك. وبيتر ارنيت (68 عاما) مواطن امريكي من اصل نيوزيلندي، من الصحافيين الامريكيين القلائل الذين لا يزالون في بغداد. وطردت محطة (ان بي سي) التليفزيونية الامريكية الصحافي بيتر ارنيت بسبب تعليقات اخيرة له عبر التليفزيون العراقي اعتبر فيها ان خطط الحرب التي اعتمدتها الولاياتالمتحدة فشلت. وفي المقابلة التي عرضت الاحد الماضي قال الصحافي الامريكي ان خطة الحرب الاولى فشلت بسبب المقاومة العراقية، يبدو ان الخبراء الاستراتيجيين الامريكيين اساءوا تقدير قوة القوات العراقية.