يعتبر الذكاء الاجتماعي عند الوالدين مهارة هامة يمكن اكتسابها بكثرة الاطلاع والممارسة التربوية السليمة، ولعل من ابرز واهم علامات هذا الذكاء الاجتماعي توفير الجو الاسري المناسب الذي يمد الطفل بالحب الكافي لان حرمان الطفل من هذا الجو يدفع به للترابط مع الآخرين الذين يتشابهون معه في بعض الصفات بدلا من ان يتجه للتعبير عن مشاعره السلبية المدفونة بداخله. هذا الجو الانفعالي الذي يعيش فيه الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة هو الذي يحدد اتجاه سلوكه في الحياة مستقبلا. ان كثيرا من الآباء والامهات يغفلون عن دورهم الاساسي في التربية ويفوضون هذا الامر الى غيرهم كالمعلم او الخادمة او الاخ الاكبر ، مع المبالغة في اعطاء الحرية للابناء او استخدام أسلوب الكبت والحزم المستمر دون وجود حوار بناء بين الطرفين.. هذه الغفلة وهذا التفويض التربوي يؤدي الى وجود امراض نفسية مستعصية لدى الابناء نتيجة حتمية لسوء التربية. يجب ان يعي الوالدان تماما، ويتعلما جيدا كيف يجريان حوارا ذكيا مع ابنائها.. عليهما ان يسألوهما عما حدث لهم في المدرسة بأسلوب مفعم بالحنان لا باستجواب مفعم بالتحقيق وذلك حتى يعتاد الابناء ان يقولوا لآبائهم وامهاتهم كل ما يحدث لهم.. وليسأل كل منا نفسه هذه الاسئلة وليكن صريحا مع نفسه في الاجابة : هل تتفهم نفسية ابنائك عندما يمرون بمشكلة ما ؟ هل يخبرك ابنك (او ابنتك) بكل مشاكله، هل تقدر ان تجذب اليك ابناءك مستخدما حوارا مرنا دون تسلط او قوة مهما كان حجم المشكلة؟ هل تنبذ فكرة النقد المباشر خلال حوارك معهم؟ ان كانت اجاباتك كلها (نعم) فاعلم بأنك تتمتع بذكاء اجتماعي وتوفر لابنائك جوا اسريا صحيا ينشأ فيه الابناء نشأة نفسية سليمة.