اختتمت في مركز وحدة الهلال الأحمر السعودي بالأحساء نشاطات دورة برنامج الأمير نايف للإسعافات الأولية التي نظمتها الوحدة للجمهور، بعنوان (دور مسعف العائلة)، والتحق بها عدد كبير من الباحثين عن العمل وغيرهم تعرضوا لمواقف صعبة، بسبب عدم معرفتهم بالإسعافات الأولية. الدورة التي استمرت يومين، بمعدل 3 ساعات يومياً، برسم التحاق بلغ 100 ريال، شارك في التدريب فيها 3 مدربين معتمدين من جمعية الهلال الأحمر، يمنح بعدها المشاركون شهادة تفيد بتخرجهم من الدورة، بالإضافة إلى كتيب يحوي جميع المعلومات الإسعافية، وهو معتمد من الفرع الرئيسي للجمعية بالمنطقة الشرقية. يقول مدير الوحدة محمد راشد الحمد: الدورات لها أهمية كبيرة في التعريف بمبادئ الإسعافات الاولية للحالات الطارئة، التي قد يتعرض لها الجميع، سواءً في المنزل أو العمل او الشارع، وهي تساهم في إكساب معلومات عن التطبيقات العملية في الأنعاش القلبي والرئوي والنزيف والكسور، كما يتم خلالها عرض أفلام تعليمية وشرائح بصرية. أما مدير الشئون الفنية سعد صالح الحربي، فتحدث عن إمكانيات الوحدة، خصوصا السيارات والأجهزة والأدوات الإسعافية والكوادر الإسعافية المتفرغة والمتطوعة، الذين يملكون خبرة كافية في التعامل مع الحالات الحرجة، واستعدادا تاما لتلقي البلاغات الطارئة والمباشرة الفورية لأي حادث يصل إلى غرفة العمليات على مدار 24 ساعة.. مضيفاً: هناك متابعة مستمرة لصيانة السيارات والأجهزة والمواد الإسعافية واستبدال التالف منها، وأيضاً متابعة المراكز التابعة للوحدة في كافة أرجاء المحافظة، بالإضافة إلى المشاركة في المعارض التي تقام من أجل توعية الجمهور بالمسائل الصحية والإسعافات الأولية، وتوزيع الكتيبات والنشرات التي تعرف بالإسعافات الأولية. وقال المدرب بالوحدة سعود سعد المسعد انه يتم تدريب الملتحقين بالدورات على أساسيات الإسعافات الأولية، وهي: الإنعاش القلبي الرئوي، إيقاف النزيف، تجبير الكسور، إنسداد مجرى الهواء، التضميد، الغرق. بالإضافة إلى تدريب الملتحق بالدورة على كيفية مسح الموقع، وكذلك التأكد من سلامة المصاب أثناء تحريكه بطريقة لا تؤدي إلى تهديد حياته، أو مضاعفة إصابته. كما يتعرفون على طريقة تبليغ الهلال الأحمر في الحوادث والحالات الطارئة. (اليوم) التقت أيضاً ببعض الملتحقين بالدورة، الذين تفاوتت أسباب التحاقهم بالدورة، بين اعتبارها وسيلة للحصول على وظيفة، أو الاستفادة منها في التعامل مع الحالات الحرجة والطارئة، التي قد تحدث داخل منازلهم أو أماكن عملهم وحتى في الشارع. مع ملاحظة ان أغلب من التقينا بهم، كانوا أما عاطلون عن العمل وأما طلبة يدرسون في الفترة المسائية في المدارس. راشد فهد النهيان (20 عاماً، حاصل على شهادة الكفاءة المتوسطة، ولا يعمل حالياً)، يقول: تقدمت إلى إحدى الشركات الامنية، ولكنهم اشترطوا عليّ الحصول على دورة في الإسعافات الأولية، لذا جئت إلى هنا، لكنني في الواقع استفدت كثيراً مما تدربنا عليه، فلقد كنت أجهل مبادئ الإسعاف، التي ستساعدني بإذن الله على إنقاذ حياة مصابين. النهيان يتذكر موقفاً تعرض له، يقول: في إحدى المرات كنت واقفاً في أحد شوارع الأحساء ورأيت سيارة تنقلب، وقد أصيب سائقها بجروح عميقة ونزيف، ورغم أنه كان يطلب النجدة من المتجمهرين حوله إلا أنني لم أتمكن من إسعافه، لأنني لم أكن أعرف كيف أفعل ذلك. فاتصلنا بالهلال الأحمر الذي حضر بأقصى سرعة ممكنة. يدرس المتدرب محمد سعد الفرحان (20 عاماً) في متوسطة سعد بن أبي وقاص في الفترة المسائية، يبرر التحاقه بالدورة بقوله: قبل فترة أصيب والدي بحالة غيبوبة، ولم نعرف كيف نسعفه.. كنا في حالة يرثى لها، فاتصلنا بالهلال الأحمر، الذي حضر بسرعة ونقله إلى المستشفى بعد ان قدم له الإسعافات الأولية، التي تعلمتها في دورة الأمير نايف للإسعافات الأولية، ولكنه فارق الحياة في المستشفى. سلمان محمد الحريب (21 عاماً) يدرس في نفس المدرسة، وقع له موقف مشابه لما وقع مع الفرحان، يقول: في إحدى المرات كان شاب يقود سيارته بسرعة عالية في أحد شوارع الأحساء، ففقد السيطرة على سيارته، التي اعتلت الرصيف، واصطدمت بعجوز كانت تسير عليه، كان أولادها واحفادها يصرخون، ولم يقم أحد المتجمهرين، وأنا منهم، بفعل أي شيء لإنقاذها، حتى استدعي الهلال الأحمر الذي نقلها لأحد المستشفيات، ولا أعلم هل تم إنقاذها أم فارقت الحياة هناك. فهد عبدالله الهندي (19 عاماً) لا يعمل حالياً، رغم أنه حاصل على شهادة الثانوية العامة، يقول: أي شخص يحتاج للالتحاق بمثل هذه الدورة، ليجيد التعامل مع الحالات الإسعافية الحرجة، وليتمكن من إنقاذ المصابين سواء في منزله أو في مقر عمله أو دراسته أو في الأماكن العامة، مثل ملاعب الأندية الرياضية.. لذا أنصح الجميع، رجالاً ونساءً، شباباً وكباراً بالالتحاق بهذه الدورة، التي رغم قصر مدتها، إلا أنها تزود الملتحق بها بالخبرة الكافية التي تمكنه من التعامل مع الحالات الحرجة، حتى تصل فرقة الهلال الأحمر، وتنقل المصاب إلى المستشفى، ويمكن للملتحق ان يطور خبرته عبر قراءة كتب الإسعافات الأولية، التي توفرها الجمعية، كما يمكنه ان يكون متطوعاً في الجمعية. ويتذكر الهندي موقفا حصل له، كان أحد الدوافع الرئيسية لالتحاقه بالدورة، حين غرق أحد السابحين في أحد العيون بالأحساء، ورغم وجود عدد من الحضور، الا أنه مات دون ان ينقذه أحد، فلم يكونوا يجيدون أصول التعامل مع حالات الغرق، التي تعلمناها والحمد لله في دورة الامير نايف للإسعافات الأولية. سعود المسعد - محمد الحمد