أكد دونالد جونستون الامين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انه يتعين على دول الشرق الاوسط التركيز على جذب الاستثمارات طويلة الاجل وليس قصيرة الاجل، باعتبار ان الاستثمارات طويلة الاجل تعد حجر الاساس في برامج استقطاب التدفقات الاستثمارية الدولية. وقال جونستون في تصريح بمناسبة مشاركته في المنتدى الدولي للاستثمار الذي يعقد في دبي في شهر مايو القادم لا تقتصر اهمية الاستثمارات المباشرة على كونها توفر مصدرا لرأس المال فقط، وانما لانها تجلب معها التكنولوجيا المتطورة والتقنيات الادارية التي تساهم بفعالية في تطوير الاقتصاد مشيرا الى اهمية ادراك مفهوم الاستثمارات المباشرة من خلال تحديد نوع هذه الاستثمارات وعما اذا كانت استثمارات طويلة الاجل الى جانب التعرف الى الاساليب اللازمة لجذب هذه الاستثمارات. واشار جونستون الى ان على دول الشرق الاوسط التي تعتبر حديثة العهد في مجال جذب الاستثمارات المباشرة آن تستفيد من تجربة دول جنوب شرق آسيا التي عرفت نهضة كبيرة في استقطاب الاستثمارات ولكنها لم تقم باعداد دراسة موسعة لكيفية الاستفادة من هذه الاستثمارات على المدى الطويل مما ادى الى رحيل هذه الاستثمارات عن المنطقة الامر الذي يتعين معه على دول الشرق الاوسط ان تكون اكثر حذرا ودقة في عملية استقطاب الاستثمارات المباشرة. وستتم مناقشة هذه المسائل بالاضافة الى العديد من القضايا الاخرى ذات الصلة بموضوع الاستثمار في المنتدى الدولي للاستثمار الذي تقيمه هيئة دبي للاستثمار والتطوير في دبي خلال الفترة من 3 ولغاية 5 مايو 2003 ويشارك فيه نخبة من المسؤولين الحكوميين وكبار مسؤولي الشركات العالمية والاكاديميين وخبراء الاستثمار. كما يشارك في المنتدى الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ الفريق اول محمد راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع في دولة الامارات العربية المتحدة ورئيس هيئة دبي للاستثمار والتطوير متحدثون بارزون من بينهم مسؤولو منظمات دولية ورؤساء شركات عالمية كبرى والعديد من هيئات الاستثمار الاقليمية. وقارن جونستون الذي يعد من بين عدد من كبار المسؤولين الدوليين المشاركين في المنتدى، بين النمو والتطور الذي احرزته دبي وما احرزته سنغافورة في هذا المجال قائلا على الرغم من ان الابحاث التي اجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تدل على ان الاستثمارات المباشرة تشق طريقها عادة نحو الدول ذات الموارد الطبيعية الوافرة الا ان دبي تشهد تدفقات استثمارية كبيرة رغم انها لا تملك مثل هذه الموارد بشكل كبير. واستشهد جونستون بايرلندا كنموذج ناجح في تفعيل دور الاستثمارات المباشرة حيث قال لقد استطاعت ايرلندا جذب الاستثمارات المباشرة ليس لكونها دولة اوروبية وحسب وانما عن طريق العديد من المزايا التي توفرها حيث تمكنت من جذب قطاع استثماري مهم وهو قطاع الصناعات المتطورة وذلك لما تملكه من طاقات شابة على مستوى عال من التعليم والخبرة. مؤكدا ان تأسيس البنية السليمة القائمة على قاعدة تعليمية كبيرة ومتطورة وخبرات واسعة و متنوعة تمثل الاساس الذي يجب ان تعتمد عليه دبي في استقطاب الاستثمارات المباشرة في ظل بيئتها الاقتصادية المتنوعة والمتعددة المصادر. واقر جونستون ان الاستثمارات المباشرة في منطقة الشرق الاوسط تثير بعض المخاوف المرتبطة بتأثيرها على القطاع الخاص المحلي لكنه اكد ان هذه الاستثمارات سكيون لها تأثيرها الايجابي على تطوير قطاع الاستثمارات المحلية. واضاف: تمثل الاستثمارات المباشرة نسبة ضئيلة من استثمارات الدول الا انها يمكن ان تلعب دورا فعالا في تطوير الاستثمار المحلي عن طريق تحفيز الدورة المالية بالاعتماد على تحريك المخزون النقدي، واحداث تغييرات جذرية في البنية الاقتصادية وسن قوانين وتشريعات لتأسيس نظام استثماري آمن ونشط. وركز جونستون بشكل واضح على قضية ادارة وتوجيه عمل الشركات في دعم الاستثمارات المباشرة قائلا منذ اطلاق مبادىء ادارة وتوجيه عمل الشركات حدثت سلسلة من الزلازل في القطاع الاقتصادي خاصة في الولاياتالمتحدة وما جرى لشركات كبرى مثل وورد كوم وانرون وهكذا كان على المنظمة ان تعدل مبادىء ادارة وتوجيه عمل الشركات وسوف نقوم باعادة ارسالها في عام 2004م الى ممثلي المنظمة في الدول الاعضاء كما سنحرص على عرض هذه المبادىء على جميع الدول خارج نطاق المنظمة حيث يجب ان تحظى بقبول عالمي. واضاف قائلا لقد طورت المنظمة العديد من اساليب العمل بما يتناسب مع ظروف الاستثمار في كل منطقة واعتمدت المنظمة على مستويات عالية من الاداء تتماشى مع رغبة الدول في تأسيس استثمارات مباشرة خاصة تلك الدول التي لا تعمل تحت مظلة المنظمة ومن هنا فان الترويج لهذه الاساليب الاستثمارية وشرح اهميتها سيجعل الدول تقبل عليها وتزيد من استثماراتها في هذا المجال مشيرا الى ان هذه المبادىء ستشكل اهمية خاصة للبلدان خارج نطاق المنظمة مثل الصين. الجدير بالذكر ان المنتدى الدولي للاستثمار الذي يعقد تحت شعار (عالم جديد آفاق جديدة اسس جديدة)، وبالتعاون مع مجموعة من الهيئات والجمعيات العالمية منها منظمة الاممالمتحدة للتنمية الصناعية UNIDO ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD سيناقش قضايا عديدة تواكب المتغيرات الاقتصادية للنظام العالمي الجديد وآفاق ومزايا الاستثمار وانعكاساته على اقتصاد المنطقة والمبادرات الهادفة لتطوير فرص العمل وتحسين المناخ الاقتصادي لدول الخليج والمنطقة العربية.