عقدت في الكويت أمس اعمال الدورة الاستثنائية ال 27 لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تلبية لدعوة من دولة الكويت بهدف التنسيق والتشاور بشأن الاوضاع التى تشهدها المنطقة. ورأس وفد المملكة الى الاجتماع صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية. وفي مستهل الاجتماع القى الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الخارجية في دولة قطر رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزارى كلمة اكد فيها ان الاجتماع يعقد في ظل ظروف صعبة وتطورات اقليمية ودولية حساسة ودقيقة تحتم البحث والتشاور والتنسيق حول تلك الامور وما يترتب من نتائج واثار على المنطقة وما ينبغى عمله وكيفية التعامل مع هذه النتائج في الحاضر والمستقبل. وعبر عن امله في الخروج من هذا الوضع الذى تواجهه المنطقة حاليا بما يكرس الامن والاستقرار فيها ويؤدى الى وقف العمليات العسكرية في اسرع وقت حقنا للدماء وتجنبا لوقوع المزيد من الخسائر والضحايا بين المدنيين الابرياء، مؤكدا في هذا الصدد موقف دول المجلس الثابت والداعى الى ضرورة المحافظة على استقلال العراق وسيادته ووحدة اراضيه وسلامته الاقليمية. كما اكد الشيخ حمد بن جاسم جبر آل ثاني مجددا موقف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المتضامن مع دولة الكويت ووقوفها معها ودعمها في كل ما تتخذه من اجراءات لتأمين امنها وحماية اراضيها وسلامتها الاقليمية. من جانبه قال الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتى في كلمة مماثلة امام الاجتماع ان ما تمر به المنطقة في الوقت الراهن من أحداث جسام سببها تعنت النظام العراقى وعدم استجابته لقرارات الشرعية الدولية ولا سيما ما يتعلق بنزع اسلحة الدمار أدى الى قيام تحالف دولى لنزع ما لديه من أسلحة بالقوة وتحرير الشعب العراقى من نظام دأب على اثارة الفتن والحروب في المنطقة. ونبه الوزير الكويتى الى استمرار النظام العراقى في سلوكه العدوانى تجاه بلاده منذ بدء حرب تحرير العراق بشنه هجمات صاروخية متكررة بلغت 19 صاروخا مستهدفا أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين فيها ومنشآتها الحيوية، معبرا عن تقدير الكويت لادانة دول مجلس التعاون لهذه الاعتداءات التى تعد انتهاكا صارخا لقرارات القمة العربية والاسلامية وقرارات مجلس الامن ذات الصلة. كما عبر الشيخ صباح الاحمد عن تقديره للاستجابة السريعة لدول مجلس التعاون في ارسال قوة درع الجزيرة للاسهام في الدفاع عن الكويت تفعيلا لاتفاقية الدفاع المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وحول المساعدات الانسانية المقدمة من قبل دول مجلس التعاون للشعب العراقي طالب الشيخ صباح الاحمد بمضاعفة هذه المساعدات الانسانية في هذا الوقت لشد أزر الشعب العراقى ومساعدته في تجاوز مآسيه. وفيما يتعلق بمستقبل العراق أكد الوزير الكويتى تطلع بلاده الى التعاون مع "عراق حر" يراعى حرمة الجوار والمواثيق والاعراف العربية والاسلامية الدولية ويلتزم بتنفيذ كافة قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ويسهم بشكل فعال في خدمة قضايا الامة العربية وتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة. عقب ذلك تحولت الجلسة الى جلسة مغلقة.