عزيزي رئيس التحرير حارت العقول وتبددت الأفكار وتلاشت المحيلات وضاعت التصورات وأصبح المشاهد العربي يفكر ولا يستطيع الوصول الى نتيجة فعلية لذلك التفكير فمرة يخرج لك وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف ويدلي بتصريحاته ومن ثم يخرج لك وزير الدفاع الأمريكي ويدلي بتصريحات وأخيرا شاهد على مثل تلك التصاريح التي بات العقل محتارا من يصدق بها وهو الأخبار التي تناقلت يوم السبت بتاريخ 2003/3/5م الموافق 1424/2/4ه حول مطار صدام الدولي وان القوات العراقية قد تمت استعادة المطار من القوات الأمريكية الغازية ومن ثم نسمع تصريحا من وزير الدفاع ان القوات الامريكية ما زالت تسيطر على المطار ومدرجاته وهنا يبدأ العقل البشري يحتار يصدق من ويكذب من وبنفس اليوم صرح وزير الدفاع الأمريكي انه تم انزال قوات في وسط العاصمة بغداد ويخرج بعد وقت وزير الإعلام العراقي لينفي ذلك ومن ثم صرح التلفزيون العراقي بان الرئيس صدام حسين خرج يتجول في شوارع العاصمة العراقية بغداد الحرة ومن بعده يخرج تصريح أمريكي بانه ليس بصدام بل شبيهه وهنا تبدأ كهرباء العقل البشري في الاشتباك بعضها البعض لتكتشف بان كل ما دار لم تستخلص منه فائدة واحدة وكلامات من هذا الوزير وكلامات من هذا الوزير لتكتشف بان العقل أصبح يسب ويتحسر على تلك التفاهات طيب الى متى ومن نصدق ومن نكذب انصح جميع المتابعين للأحداث عدم تصديق إلا ما يرونه من المراسلين الذين يمارسون مهنتهم من على أرض الواقع وهم أجدر بذلك لعدم الانحيازية لأي شعب او فئة فلقد اكتشفنا بان عالم الدعاية الإعلامية له دور كبير على النفوس والسيطرة عليها واحباط من العزائم وتلحظون اذا امعنتوا النظر منذ بداية الحرب فلقد شاعت ان تتقدم القوات الأمريكية متجهة الى بغداد وانه لم يبق سوى 30 او 25 كيلو متر, هذا طبعا من اول الحرب كم هي المسافة الآن الواضح بان القوات الأمريكية تتقدم على البيض تخاف ان ينكسر بها وستنكسر باذن الله, هذا ما لفت انتباهي وشد تفكيري حتى اني لم أعد آبه بتلك التصاريح سوى أني شددت المراقبة على مراسلين القنوات الفضائية هذا ما أحببت ان أدله من دلوي لو بشيء بسيط. صباح بن سعد المشاري الدمام