ظاهرة التسول أصبح المجتمع السعودي يشمئز منها والتي أخذت أشكالا متعددة بعد أن كانت مقتصرة على الجلوس أمام المساجد لاستدرار عطف المصلين الذين يكونون للتو قد انتهوا من لقاء ربهم وهم بحاجة لزيادة الأجر، فقد لاحظنا تواجد المتسولين بكثافة عند إشارات المرور متحدين الأنظمة التي تمنع وتجرم التسول، ومعرضين أنفسهم وحياتهم وحياة الآخرين للخطر، هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا الذي لا تألو الدولة وفقها الله فيه جهدا من أجل الوصول إلى كل محتاج بشكل يحفظ له كرامته. اللافت للنظر أن احتراف التسول وانتشار الظاهرة يجعل المرء في حيرة من أمره فمن هو المحتاج الحقيقي ومن هو غير المحتاج ومن يتسول كمهنة وحرفة ونحن نستغرب ما الذي يدفع هؤلاء المتسولين لامتهان هذه المهنة التي تسيء إلى سمعة بلادنا، بالرغم من أن الدولة قد أنشأت العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية التي تساعد المحتاجين والمساكين، ولا ننسى الجهد الكبير الذي تقوم به مؤسسة الضمان الاجتماعي، وما صدر مؤخرا من أوامر ملكية بزيادة عدد المشمولين بالضمان الاجتماعي، ونحن نعتقد أن هؤلاء المتسولين هم من الوافدين ومتخلفي الإقامة الذين يشكلون عصابات للتسول المنظم بهدف ابتزازنا واستغلال الطيبة التي يتمتع بها الشعب السعودي. والظاهرة اللافتة أنك تجد امرأة تحمل طفلا رضيعا وتتسول به وكذلك أطفال في عمر الزهور، مما يوحي للمرء بأن هؤلاء مدفوعون من أشخاص آخرين يجبرونهم على هذا الفعل المشين. فأين دور مكافحة التسول من هذا الآفة الاجتماعية الخطيرة وكذلك أين الهيئات المعنية بمقاومة هذه الظاهرة والقضاء عليها، فربما يحاول البعض أن يوظف هذه الظاهرة الشاذة في الإساءة لصورتنا في الخارج، والشيء اللافت للنظر أن احتراف التسول وانتشار الظاهرة يجعل المرء في حيرة من أمره فمن هو المحتاج الحقيقي ومن هو غير المحتاج ومن يتسول كمهنة وحرفة دون وازع من دين أو خوف من مساءلة ومعاقبة من المسؤولين، أعتقد انه قد آن الأوان أن نكون حازمين في محاربة هذه الظاهرة. [email protected]