نظرا لما تتمتع به الرواية من حضور فاعل على الساحة الثقافية المحلية والعربية, وفي اطار التعدد والتنوع الثقافي الذي ينتهجه المنتدى الثقافي بنادي المنطقة الشرقية الأدبي استضافت المنتدى الثلاثاء الماضي الزميل احمد سماحة في قراءة لكتاب (الرواية السعودية نشأتها وتطورها) للدكتور سلطان القحطاني. اهتمام النادي في بداية الأمسية التي حضرها مجموعة من المثقفين والأدباء وأدارها الدكتور عبدالعزيز العبدالهادي الذي اشار الى دور المنتدى في الحركة الثقافية في المنطقة وما يقدمه من فعاليات متنوعة.. وأكد على اهتمام المنتدى بالسرد وخاصة الرواية التي تحظى بحضور فاعل على الساحة الثقافية وقال اننا في هذه الأمسية نقرأ في كتاب يقدم للرواية السعودية ويرصد لها تاريخيا لباحث وروائي هو د. سلطان القحطاني ويقرأ الكتاب الناقد احمد سماحة الذي عمل طويلا في مجال السرديات وتابع تاريخ القصة والرواية السعودية وكتب عنهما كثيرا. الكتاب الأوحد في بداية حديثه اشار احمد سماحه الى سبب اختيار هذا الكتاب قائلا: انه الكتاب الأول والأوحد حتى الآن الذي يقوم عليه باحث سعودي ويتناول تاريخ الرواية السعودية هذا من جانب ومن جانب آخر ان الكتاب تعرض الى ما طرح من كتابات مسابقة حول الرواية السعودية. عرض سريع وقدم عرضا سريعا لفصول الكتاب الستة متوقفا عند بعض النقاط التي رأى انها تستدعي الوقوف او ان الباحث لم يتوقف عندها طويلا كما اشار الى بعض الجوانب المنهجية في التناول. منهجية البحث وأخذ (سماحة) على الباحث بعض الأحكام القطعية التي تتعارض ومنهجية البحث مثل رأيه في دراسة د. الشنطي التي قال عنها انها غير علمية, وحكمه على اعمال غالب حمزة ابو الفرج حكما قاطعا وقاسيا. وكذلك وقوع الباحث في بعض ما أخذه على من كتبوا عن الرواية من دراسة أعمال لا تنتمي الى الرواية ضمن دراسة الرواية وقدم سماحة اسماء لبعض تلك الأعمال. وأيضا تحليل بعض الأعمال وربطها بمؤتمرات بعيدة عنها تماما مثل ربطه بين عمل لصفية عنبر (عفوا يا آدم) وبين أعمال الطيب صالح.. وغيرها. الجهد المبذول ورغم هذه الأمور التي توقف عندها ضيف المنتدى إلا انه اشاد بالجهد الذي بذله الباحث وعده عملا رياديا يؤسس للرواية السعودية وعوامل ظهورها ونشأتها ثم تطورها.. والدراسة تتناول الرواية منذ نشأتها عام (1930) وحتى عام (1989م) أي داخل اطار هذه الفترة الزمنية المحددة. بعد ان انتهى الضيف من قراءته للكتاب لخص د. عبدالعزيز العبدالهادي مدير الأمسية أهم ما جاء في ورقة العمل من نقاط مشيدا بالطرح الذي قدمه سماحة اذ انه أثار جملة من الأسئلة والتعليقات. مواكبة النشأة الشاعر مصطفى ابو الرز اشاد بالقراءة وقال ان نشأة الرواية السعودية واكبت النشأة في معظم البلاد العربية باستثناء مصر تقريبا وتساءل عن عدم تناول الباحث المذاهب الأدبية السائدة ومدى تأثر الرواية السعودية بها ودافع عن دراسة د. الشنطي مؤكدا منهجيتها, وأضاء ابو الرز لبعض الروايات التي تناولها الباحث مثل اعمال الحميدان والدمنهوري. التواصل الجغرافي القاص عبدالله الوصالي تساءل في مداخلته عن مدى تأثر الرواية بالتواصل الجغرافي والاجتماعي لمناطق المملكة وهل رصد الباحث ذلك؟ دراسات أخرى رئيس النادي عبدالرحمن العبيد في مداخلته أثنى على ما قدمه سماحة مشيرا الى انه ينم عن فهم ومتابعة لهذا الشكل الأدبي.. وطرح بعض الآراء حول تقسيم المراحل في البحث, والتأثر بالآداب العربية وأهمية اثراء الموضوع بدرسات ومراجع أخرى.. كما تساءل عن سبب عدم تناول الباحث أعمال سعد البواردي. وكانت هناك مداخلات أخرى عديدة شارك فيها بعض الحضور.. وفي النهاية اجاب الضيف عن الأسئلة التي طرحت مؤكدا على أهمية تتبع الرواية السعودية منذ التسعينيات وحتى الآن لما افرزته من كم كبير ومستوى ناضج يستحق الوقوف عنده.