في مساء من مساءات الحزن والفراق فقدت منطقة مكةالمكرمة ابنا من ابنائها وعلما من اعلامها كان أبا لصغيرهم واخا لكبيرهم وقلبا حانيا عطوفا يفيض لابناء وطنه بكل حب وثغرا باسما يشع نضارة وبشرا لكل قاصد لم تنطفىء ابتسامته ولم تتغير رحابة صدره برغم ما قد يعترض الانسان من مصاعب ومشاق عملية وحياتية فجعت منطقة مكة بمدنها وقراها وهجرها بفقد اميرها الانسان واميرها المحبوب واميرها بكل ما تعنيه الكلمة صاحب السمو الملكي الامير ماجد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود هذا النجل الاغر من ابناء الموحد والمؤسس جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود والذي يعتبر سموه اكبر امير قضى فترة من الزمن قاربت العشرين عاما في امارة منطقة مكة بعد توليه مهام الإمارة في عام 1400ه عقب ان كان وزيرا للشؤون البلدية والقروية وسموه والد صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز نائب امير منطقة القصيم وصاحب السمو الملكي الامير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ محافظة جدة. وتعبيرا عن مشاعر الحزن العميق عبر عدد من رجالات منطقة مكةالمكرمة عن حزنهم لفقد قامة بحجم سموه و فقده يعد خسارة كبيرة حيث قال مدير شرطة محافظة جدة العميد صالح العليان ان امارة منطقة مكةالمكرمة فقدت رجلا من رجالها المخلصين وابنا بارا كان ابان فترة عمله مخلصا وامينا لم يتوان عن بذل كل غال ونفيس في سبيل الرقي بالمنطقة واهلها وان النفس لفراق سموه مصابة ولوداعه كلمت ولكن العزاء الوحيد لنا هو ان مآثره واياديه البيضاء غفر الله له ستبقى منارات بارزة لكل الناس تشع خيرا وفضلا وكلنا دعاء وتضرع للمولى سبحانه ان يتغمد سموه بواسع رحمته وان يعلي منزلته في الفردوس الاعلى ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. من جهته قال صاحب الفضيلة الشيخ عبدالمحسن بن عبدالله الخيال المشرف على المشروع الخيري لمساعدة الشباب على الزواج بمحافظة جدة وعضو هيئة التمييز بمنطقة مكةالمكرمة رئيس المحكمة الكبرى بجدة سابقا: لقد فجعنا بفقد سموه كما فجعت منطقة مكةالمكرمة وآلمنا رحيل امير كان ينبوعا لكل خير وفضيلة وبالنسبة لي عرفت سموه عن قرب وكان لنا العديد من الذكريات العطرة التي عطرتها اياديه الخيرة ومآثره المجيدة في سبيل الخير والصلاح حيث كان سموه باذر بذرة المشروع الخيري الاولى لمساعدة الشباب على الزواج وكان هو الرأي الاول لها حتى نمت وآتت اكلها ولم تظهر شمس يوم ابان فترة امارته الا وانهار فضله وخيره تدفق لخير المنطقة والمواطن كما كان لسموه اياد بيضاء وافعال جليلة كانت بلسما شافيا بعد الله لعدد من المحتاجين وخصوصا في مجال اصلاح ذات البين واعتاق الرقاب وامام هذا كله لا يسع الانسان منا امام قضاء الله وقدره الا الصبر والدعاء لسموه غفر الله له بان يرحمه الله رحمة الابرار ويعلي منزلته مع المصطفين الاخيار ويجعل كل ما قدم من خير وفضل في ميزان حسناته وشافعا له يوم لا ينفع مال ولا بنون ونسأله جلت قدرته ان يلهم اصحاب السمو الملكي انجاله الصبر والسلوان ويثيبهم على صبرهم (إنا لله وإنا إليه راجعون). من جانبه عبر معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز بجدة أ. د. غازي بن عبيد مدني عن حزنه وألمه قائلا: الكلمات تقف عاجزة والحروف ايضا من عظم مصابها فالمصاب بكل ما يعنيه الحرف جلل وعظيم فنحن لم نفقد رجلا عاديا نحن فقدنا ماجد بن عبدالعزيز امير القلوب قبل المنطقة والجميع بفقد هذا الانسان اصيب مصابا عظيما فكم سهر وكم بذل من وقته وجهده وصحته على بناء منطقة مكةالمكرمة بشتى النواحي وهو بحق مهندس ما نحن فيه كمنطقة من تطور ورقي وبصمات سموه اينما يتجه الناظر يجدها ماثلة في كل مكان في الجامعة والمستشفيات والمدارس ودور الرعاية الاجتماعية في كل مكان وبالاخص لدينا في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة التي تعتبر بثوبها الحديث وما هي فيه من تطوير احد جهود سموه وكفاحه وبذله المتدفق الذي قدمه لمنطقته ايمانا منه بالعمل المخلص والبناء. والمكلوم مثلنا ليس امامه سوى الصبر والدعاء فخسارتنا في سموه عظيمة جدا وكلنا امل ورجاء وكلنا افئدة ضارعة الى المولى الكريم ان يسبغ على سموه شآبيب رحمته وان يجعل جنات عدن مثواه ومستقره مع الصديقين والشهداء وان يلهم انجاله الصبر والسلوان و(إنا لله وإنا إليه راجعون). من جهته عبر سعادة الدكتور حسن بن محمد سفر استاذ نظم الحكم الاسلامي المشارك بجامعة الملك عبدالعزيز بقسم الدراسات الاسلامية بجدة عن خسارة المملكة بوفاة احد رجالات الدولة واحد الامراء البارزين ذي السمات المتواضعة حيث عرف عن سموه الاستقامة والخلق والتواضع وكان اهل المنطقة القريبة على اتصال دائم بأميرهم ومجلسه العامر مفتوح لشرائح المجتمع المختلفة يقربهم من مجلسه ويتقربون اليه في ود وتبادل حب مشترك، وسموه عرف عنه تنظيمه - رحمه الله - لاوقاته وايضا اجابته لدعوات من يدعوه وقد كسب بذلك حب اهل المنطقة الغربية لما يتحلى به من شيم واخلاق غرسها فيه جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز رحمه الله والعزاء له ولا بنائه ونسأل الله عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته وفضله (إنا لله وإنا إليه راجعون). من جهته عبر فضيلة الشيخ الدكتور ناصر الزهراني الاستاذ بجامعة ام القرى وامام وخطيب جامعة الشيخ ابن باز ورئيس لجنة العفو بامارة منطقة مكةالمكرمة عن ألمه ومصابه قائلا: لقد فقدت المملكة العربية السعودية بفقد سموه علما من اعلامها واميرا من الامراء الامير ماجد كان خير مؤتمن على اطهر بقعة، فسموه كان العين الساهرة والراعية التي شملت اهالي منطقة مكة صغيرهم وكبيرهم بالعطف والحنو وكم كان سموه ودودا وعطوفا ومحبا للجميع والكل يعرف سموه بتواضعه الجم ويلحظ ذلك من خلال مشاركته كافة اهالي منطقة مكة افراحهم واحزانهم وكأنه منهم. ولكم رزئنا بهذا الفقد ولكن العزاء الوحيد هو في انجاله من بعده سمو الامير عبدالعزيز وسمو الامير مشعل ولا استطيع ان اقول الا رحمك الله ياماجد رحمة الابرار واسكنك مع المصطفين الاخيار واعلى منزلتك في جنته مع الصفوة الاطهار. وعبر سعادة اللواء امين حسين زقزوق مدير عام مباحث منطقة مكةالمكرمة سابقا عن عظم المصاب قائلا: كيف اعبر عن فقد هذا الماجد العظيم وماذا اقول ومن اين ابدأ من ماجد الامير او ماجد الانسان او ماجد الاب او ماجد الاخ، سموه كان رحمة للضعيف ونجدة للملهوف وغوثا للمستغيث ورمزا لكل خير وفضيلة، وسموه كما عرفه الجميع اخلص المخلصين لمليكه ودينه ووطنه واوفى الافياء وصادق صدوق ورجل عظيم وبحق مفخرة وتاج عز لكل ابناء عبدالعزيز وبحكم عملي كنت على مقربة من سموه ولازمته ورأيت فيه مالم يره غيري بحكم هذا القرب حيث كان يبدأ يوم سموه العملي بعد صلاة الفجر وكنا عقب الصلاة نتمشى قليلا الى السابعة والنصف ثم نتشرف بالافطار مع سموه وعقب الافطار ينطلق سموه الى مقر العمل سواء في مكة العاصمة المقدسة او في امارة منطقة مكة في جدة وهذا ديدنه نشاط وتفان لم ار سموه قط الا بشوشا مبتسما في وجه الصغير والكبير والكل من مواطنين وقاصدين لسموه كانوا دائما يخرجون من عند سموه وعلامات البشر والسرور تلوح على محياهم فكم مسح دمعة مكلوم وكم داوى جروح مألوم وكم حنا وعطف على ضعيف ومنقطع بقلب رؤوم وبقلوب مليئة بالحزن والالم لا املك الا الدعاء بقلب خاشع وناظر دامع ان يرحم الله سموه رحمة واسعة وان يمن عليه بالدرجة العالية في الجنة وان يلهم الاسرة الكريمة الصبر والسلون في هذا المصاب و(إنا لله وإنا إليه راجعون).