لم اكن اعرف العراق عن قرب سوى عندما وصلتني تلك الدعوة لحضور احتفالات بغداد بمرور الف عام على تأسيسها على يد ابي جعفر المنصور كان ذلك في العام 1987م كنت وقتها على مقاعد الدراسة وللسن حكمه في حصيلة التجربة والمعارف الا ان تلك الزيارة جاءت كما هي عند كل العقلاء حصانة ضد انكار نظام بغداد الحاكم واطروحاته حسبما يقدم نفسه للاعلاميين آنذاك. ما يهمني هنا هو ان اعود الى تلك الكلمات التي سمعتها من احد حراس السفارة العراقية بالرياض حينما التقيت بالملحق الثقافي بالسفارة العراقية انذاك عبداللطيف السعدون للترتيب للسفر كان الحارس يقول بلهجة عراقية صرفه (احنا بالنشبة وانتو تشجعونا اهوايه واجد خدمات سعودية إلنا) كنت انتظر في بهو السفارة فكان هذا الحديث مع هذا العراقي البسيط رمز للعراق بكرامته واحساسه بشعور الجميل تجاه الاخرين لا اعرف ماذا كان يعني تحديدا بكلمة (النشبة) هل هي ويلات الحرب مع ايران آنذاك ام اطباق حاكم البعث على انفاس الجميع في بلاد الرافدين عموما تبقى بلادنا مع كل مواطن برىء في كل ارض عربية واسلامية فنحن مع كل خير لاخواننا العرب مشاعرنا مع العراق وقلوبنا مع ابناء العراق وشواهد الايام في تاريخها ومقبلها تثبت كيف اننا شعب واحد برؤية واحدة للخير والسلام واتمنى ان نزور بغداد لنرى وجها اخر للحرية والبناء بعيدا عن زيف الماضي واثقاله التي انهكت شعب بابل وسومر وعاصمة الرشيد.