حضر العراق بقوة في مهرجان «خارج الحدود» الذي أقيم أخيراً في مدينة سيوانسي في مقاطعة ويلز البريطانية، والذي يعد من أهم المهرجانات الأوروبية للقص والروي. انه مهرجان الحكواتي والموسيقى الذي يقام مرة كل سنتين. وأعرب ديفيد بروف، مدير المهرجان، عن سعادته بأن يكون العراق مهد الحضارات ضيفاً على المهرجان من خلال موسيقار عراقي بارز هو احمد مختار الذي أثبتت موسيقاه في بريطانيا وأوروبا ان العراق لا يزال يحمل ارث سومر وبابل الموسيقي. وستقدم الحكواتية المصرية شيرين الأنصاري بعض حكايات «ألف ليلة وليلة» باللغة الإنكليزية ممزوجة ببعض الألفاظ العربية، وهي تصف بغداد بأزقتها وأسواقها العتيقة. كما سيستمع الجمهور إلى قصائد كلكامش وهي تُغني أول الحضارات. افتتح المهرجان بقراءات للشعراء العراقيين الكبار بدر شاكر السياب ومحمد مهدي الجواهري ونازك الملائكة وبلند الحيدري وعبد الوهاب البياتي، ثم قرأت الشاعرتان البريطانيتان نيومي سبنسر واكنس ميدو قصائد كلكامش. بدأت ميدو القراءات بجملة ارتجالية مفادها إن المرء ليقف إجلالاً حين يقرأ هذه الصور الشعرية الغنية بالجمال لزمن سبقنا بسبعة آلاف سنة. وقالت: «كان خيال الإنسان خصباً «آنذاك». ثم تحدثت الحكواتية الأنصاري على لسان شهرزاد. كان أداؤها باللغة الإنكليزية ممزوجاً باللغة العربية لبعض الألفاظ والأشعار، ما زادها رونقاً وحيوية على أدائها التمثيلي للأحداث. واختتم اليوم الأول بالموسيقار العراقي أحمد مختار الذي قدم على المسرح المغلق أمسية بعنوان «الطريق إلى بغداد» احتوت أعمالاً مثل «سماعي بغداد» و «على خطى زرياب» و «أصابع بابلية» و «إسبانيا» و «رقصة الغجري» و«سماعي غياب» و«تقاسيم على مقام النوى» و «ارتجال القلب»... وسواها من التراث العراقي. وهذه المرة الأولى التي يخصص فيها المهرجان الموسيقي الدولي الذي رعاه الأمير تشارلز، ولي العهد البريطاني، يوماً خاصاً للعراق خلال أيام المهرجان العشرة. في اليوم التالي، كانت هناك أمسية ثانية لمختار عزف في جزئها الأول منفرداً على العود، أما في الجزء الثاني فكان بمصاحبة فرقة «بغداد - لندن انسامبل» التي تتألف من مجموعة من عازفي الآلات الغربية من اوركسترا لندن قدم فيها مؤلفات موسيقية عربية موزعة لآلات غربية نالت استحسان المستمع الغربي. وكانت هناك مشاركات لفرق موسيقية من إرلندا وأرمينيا وتركيا واليونان وفرنسا وجنوب إفريقيا حيث قدمت قصص وحكايات من ثقافة هذه البلدان وقراءات شعرية لبعض شعرائهم. وأعلن مدير المهرجان أن الدورة المقبلة التي ستقام في العام 2012 ستخصص لحكايات وموسيقى بلدان طريق الحرير (سورية والعراق ولبنان وتركيا وفلسطين).