سعادة الدكتور/ ناصح الرشيد استجابة لطلبكم بان نتحرك ونكتب لكم عن المشاكل التي تواجهنا فانني اكتب اليوم عن مشكلة خطيرة, بل لعلها الاخطر والاهم.. فانا يادكتور ومن خلال عملي ولسنوات عديدة في مجال السلك التربوي, ارغب بعرض المشكلة عليكم لعلكم تستطيعون المساهمة معنا كتربويات من خلال دوركم الاعلامي لانه يكاد يكون الاقوى. باختصار يادكتور ناصح المشكلة تكمن في تلك المسافة البعيدة بين الاباء والابناء فالحوار مفقود والحنان موءود والاهمال موجود, لذلك فان الابناء ينشأون دون اساس تربوي سليم ودون قاعدة قوية.. وعندما يبدأ عودهم يشتد كان لزاما ان يكون العود طريا, قابلا للانحناء والانكسار مع اول ريح تقابله. د. ناصح: لقد وجدنا في المدارس حالات مأساوية ونماذج لمشاكل قد لاتخطر على البال وقد يكون من الافضل عدم الخوض فيها بشكل دقيق لكن الخلاصة يادكتور هي ان نسبة الانحراف الاخلاقي والسلوكي بين الابناء والبنات خاصة في المرحلتين المتوسطة والثانوية, ترتفع يوما بعد يوم وهي بالطبع مرتبطة ارتباطا وثيقا بنسبة الاهمال التربوي في البيت الذي يزداد يوما بعد يوم. انني اجدها فرصة ومن خلال صفحتكم الرائعة ان اوجه نداء حارا من قلب يحترق على شباب وفتيات المسلمين نداء الى كل ام واب انعم الله عليهما ورزقهما ابناء ان يتقوا الله فيهم ويحسنوا اداء الامانة التي سيسألون عنها يوم القيامة, فالمدارس وحدها لاتربي والاهمال والحرية والمال هي رؤوس مثلث الانحراف. والا ازيد. حقيقة.. ولكن!! الاخت/سحر نحن ايضا نوجه معك من خلال هذه الصفحة نداء الى كل ام واب ان يتقوا الله فيهم ويحسنوا اداء الامانة.. ولكن كيف؟ القضية هنا تتوجب العديد من الجهات والكثير من الوعي فللدعوة دورها, وللمدرسة والجامعة دورهما وللاعلام المرئي والمسموع دوره.. اضافة الى مساهمة جهات اخرى والدور هنا ليس مجرد النصيحة المؤقتة التي تذهب سدى بمرور الوقت ولكن بالوعي الديني, مايأمر به الدين الاسلامي وما ينهى عنه في تربية الاولاد والبنات.. ثم بالدراما المرئية (الافلام والمسلسلات) الهادفة التي تكشف مساوئ التربية الخاطئة والحرية المنفلتة دون ضوابط ثم بالمناهج التعليمية والاخصائيات الاجتماعيات.. الى غير ذلك. ولانريد هنا ان نعمم فثمة من هو حريص على تربية اولاده بنفسه التربية السليمة دون اللجوء الى المربيات والخادمات من الجنسيات المغايرة والعادات والتقاليد المضرة وغير المدربات اصلا لهذا الامر.. نتفق معك ان الامر خطير لانه يرتبط بمستقبل وطن اذ سيتبوأ هؤلاء في المستقبل مناصب ومسئوليات هذا اذا لم يكونوا عالة ومعوقين.. وهنا لابد ان نلتفت الى هذا الامر وان نكون رقباء على اولادنا الرقابة التي تحميهم لا تلك التي تشعرهم بانهم مذنبون والرقابة عقاب لهم. ويمكننا التدخل غير المباشر في التوجيه عن طريق الحوار والمشاركة والتفاهم والحكايات والامثلة.. وغيرها حتى نشعرهم بكينونتهم.. وطرائق التربية كثيرة ولو ان كل اب او كل ام فكرا قبل الانجاب بالمشاركة في دورة حول التربية او قراءة بعض الكتب التي تهتم بهذا الجانب لاستطعنا ان نقلل من نسبة انحراف هؤلاء الاولاد والبنات.. وهذه دعوة للجميع ولنبدأ من الان.. ......ناصح