اكد وزراء دول مجلس التعاون رفضهم التهديدات وتصعيد اللهجة الامريكية ضد سوريا، كما اعربوا عن املهم في ان يتاح للشعب العراقي تقرير مصيره، وقال وزير خارجية قطر حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري بعد استكمال الوزراء جلستهم السابعة والعشرين في لقاء صحفي عقب انتهاء الجلسة التي استمرت اكثر من ساعتين ان المجلس ناقش الكثير من القضايا المصيرية والهامة التي تتعلق بالشعب العراقي بعد انفلات الامن وانتشار حالات السلب والنهب..وبين الوزير القطري في رد على سؤال ل(اليوم) ان الوزراء اتفقوا على افكار معينة لتسريع عملية انسحاب القوات الامريكية من العراق من خلال اتصالات مع بريطانياوامريكا ستقوم بها الدولة الرئيسة للدورة الحالية (قطر).. وحول موقف دول الخليج من الحكومة العسكرية التي سيتم تنصيبها على العراق قال المعروف ان العراق تعتبر محتلة ونأمل ان تكون هناك ادارة مدنية من الشعب العراقي باسرع وقت ممكن. مشيرا الى ان هذا قد يتعذر عمله خلال ايام ولكن نرجو ان يتم خلال الاسابيع القادمة ويكون هناك نوع من الاتفاق العراقي بحكومة عراقية وطنية تجمع كل الاطراف في العراق حتى لو تكون بشكل انتقالي الى الوصول لعمل دستور او نظام يرتضيه الشعب العراقي لادارة هذه البلاد.. واضاف ان موضوع الديون على العراق لم يتم البحث فيه بشكل جدي والتطورات التي تكون في العراق ستحدد موقف دول مجلس التعاون.. وبين الشيخ حمد آل ثاني أن دول الخليج مجتمعة ترفض تهديدات في امريكا باستهداف سوريا، مشيرا الى ان سوريا دولة شقيقة عضو في الجامعة العربية.. وقال: نعتقد ان هذا التهديد يجب ان يتوقف وسوريا دولة لانعتقد انها تسعى لحرب او لتصعيد موقف، ونحن نطلب من الجانب الأمريكي او البريطاني اذا كان هناك اي اتهامات ان تكون هناك مباحثات مباشرة مع سوريا لحل اي اشكاليات ولكننا نرفض تهديدها بشكل قاطع، واضاف: لقد ناقشنا هذا الامر اليوم ونرفض اي مساس بأمن سوريا، لكننا لانعتقد ان هناك عدوانا امريكيا يجري التحضير له ضد سوريا، واضاف حول كيفية تعامل دول الخليج مع الحكومة العراقية التي سيتم الاعلان عنها قال: انا لا اعتقد ان هذه ليست حكومة واضحة المعالم لنا الى الان وقد تدارسنا هذا الامر اليوم واتفقنا على اننا سنقوم بشيء ايجابي للعراق والشيء الايجابي لا يمنع ان يكون هناك برنامج لاخلاء هذه السلطة وتسليمها للعراقيين باسرع وقت ممكن والهدف هو الوصول لنتيجة ولكن نوع التعامل وكيف هذا لم يتم الاتفاق عليه. وعن الدور الذي من الممكن ان تقوم به دول مجلس التعاون حول مستقبل العراق قال: العراق قريب من دول مجلس التعاون والعائلات مختلطة وتوجد اواصر قرابة بين العراق ودول المجلس.. والعراق كان له في السابق علاقات بشكل او بآخر مع دول المجلس في برامج كثيرة.. والعراق دائما مرحب به في المظلة الخليجية بشكل ما. وعما اذا كان اجتماع الوزراء قد تطرق لقضية الاسرى الكويتيين قال: نعم تم التطرق لهذا الامر وهو يهم الجميع ونأمل ان يكون هناك بصيص امل لوجود شيء من هذا القبيل.. وردا على سؤال عن مؤتمر الناصرية ومقاطعة الطائفة الشيعية له مما يجعل الحكومة التي قد تنتخب لاتمثل جميع الاطراف في العراق قال: انا اعتقد ان مؤتمر الناصرية لن يكون آخر مؤتمر وستتبعه مؤتمرات عدة ستعقد في مناطق اخرى في العراق لاسيما بعد الحرب السريعة والفوضى القائمة لابد ان تكون هناك وجهات نطر.. وعن عمليات السلب للتراث والمعالم التاريخية نظير غياب الامن قال: ان كل انسان يتألم لما يحدث في العراق لحضارته القديمة واثاره ولبغداد عاصمة الخلافة، ونحن نتألم ونتأثر به ولكن هذا واقع حصل واتفاقية جنيف معروفة انه على البلد المحتل تنظيم الأمن وتوفير الاستقرار، وتشكيل حكومة عراقية مؤقته في ظل هذا الظرف ضروري لأنني اعتقد ان الشعب العراقي لن يرضى بوجود حكومة تديره من الخارج لفترة طويلة، من الممكن بشكل مؤقت ولكن ليس لفترة طويلة. وعن احتمال انعقاد قمة خليجية طارئة واشراك العراق في مجلس التعاون اذا تشكلت له حكومة ديمقراطية قال: هناك قمة تشاورية ستعقد في مايو وجار الترتيب لها، اما انضمام العراق لمجلس التعاون فله الكثير من الشروط الاقتصادية والسياسية وهذا يحتاج الى وقت حتى يتحقق.. وعن الامر الاميري الذي اصدره امير قطر امس باجراء استفتاء لتغيير الدستور وعما اذا كان يعني تحولا لمملكة قال: هو ليس دستورا جديدا، والتحول لمملكة لا اعتقد ان سمو امير قطر يفكر فيه. وكان اصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد اختتموا مساء امس اجتماعهم الذي عقد في مقر الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجى في الرياض استكمالا لاعمال الدورة الاستثنائية السابعة والعشرين للمجلس الوزارى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. وقد رأس وفد المملكة في الاجتماع صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية فيما عقد الاجتماع برئاسة معالي وزير خارجية دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري. وفي الجلسة الافتتاحية ألقى معالي الشيخ حمد آل ثاني كلمة اوضح فيها ان الفترة الماضية شهدت تطورات متسارعة ومتلاحقة في قضية حساسة ومهمة وسط مرحلة دقيقة وظروف اقليمية ودولية صعبة وهى الحرب في العراق وما ترتب على ذلك من نتائج وآثار اسهمت في زيادة معاناة الشعب العراقى الشقيق. واعرب عن أمله في ان تطوى هذه الصحفة المؤلمة من معاناة الشعب العراقي الشقيق في اقرب وقت ممكن مطالبا جميع الاطراف المعنية في العراق بالتدخل الفوري والحاسم لوقف حالة الفوضى واعمال السلب والنهب التي يشهدها العراق واعادة الامن والاستقرار كأولوية اساسية والعمل على توفير جميع المساعدات الانسانية التي يحتاجها الشعب العراقي الشقيق من مواد غذائية ومعيشية وخدمات صحية بشكل فوري وبما يمكنهم من استئناف حياتهم الطبيعية في وطنهم بأمن وسلام وعزة وكرامة والاسهام في اعادة اعماره. واشار الى ان ما حصل من تطورات سيكون لها نتائج على مجمل الوضع في منطقتنا والعالم مؤكدا انه بات من الواجب والضروري على الجميع السعي الى توحيد المواقف وصياغتها في اطار سياسة مشتركة تدعم الجهود المبذولة لتحقيق الامن والاستقرار في هذه المنطقة المهمة من العالم وبما يضمن المحافظة على استقلال العراق وسيادته ووحدة اراضيه وسلامته الاقليمية. وشدد معاليه على ان مستقبل العراق الجديد والموحد لا بد أن يتم من خلال توفير الظروف المناسبة والملائمة لتمكين الشعب العراقي من ممارسة حقوقه في ادارة بلاده ومقدراته واختيار قيادته وحكم نفسه بنفسه في اطار ديمقراطي تسوده روح التسامح والتآلف ويكفل تمثيل جميع الفئات والتيارات والاتجاهات السياسية ويضمن عودة العراق سندا لامته وابنائه ويسهم في مسيرة الحضارة الانسانية. واكد في ختام كلمته على اهمية دور الاممالمتحدة للاسهام في بناء العراق الجديد واعادة اعماره مفيدا انها تشكل الضمانة الاساسية لتعزيز السلم والامن الدوليين. بعد ذلك عقدت الجلسة المغلقة. وحضر الاجتماع معالي وزير الخارجية بدولة الامارات العربية المتحدة راشد بن عبدالله النعيمي ومعالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله ومعالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بمملكة البحرين الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة ومعالي الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بدولة الكويت. وكان صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل في استقبال ووداع أصحاب المعالي في مطار القاعدة الجوية بالرياض مساء أمس. جانب من اجتماع وزراء خارجية (التعاون)