قال سجناء سابقون في سجون نظام بشار الأسد: إنهم تعرضوا لأشكال بشعة من التعذيب والإهانة، وإن كثيرا من المعتقلين تم تصفيتهم جسديا، «اليوم» دخلت سجنا أسديا بريف ادلب بعد تحريره من قبل الجيش الحر، والتقت ببعض السجناء المحررين. تحدث المعتقل السابق والناشط الإعلامي حسين اللاذقاني عن ايام الاعتقال، وخاصة اللحظات الاخيرة قبل التحرير من قبضة النظام باستهزاء: «لقد سمعنا عن الحداثة التي يقودها بشار الاسد، والحقيقة انها فقط في وسائل القتل والتعذيب في السجون والمعتقلات». ويضيف الناشط الاعلامي : «اصبحنا اصناما بلا مشاعر، وبلا أحاسيس، النظام الساقط اخلاقيا المحشو بالطائفية والارهاب الطائفي، أذاقنا القهر بشتى السبل؛ لهز معنويات الثوار وكسر إرادتهم، في محاولة بائسة ويائسة لتخليهم عن الثورة واهدافها». وعن وسائل التعذيب قال اللاذقاني : «يمددونا على الارض، ويرفع السجان ايدينا بالهواء، ويضربنا بالسوط، ونحن مجردون من ملابسنا، ومن ثم يرفعنا ذلك السجان العريض الشاربين على الدولاب (الفلقة)، ومن يغمى عليه يسكب الماء البارد على جسده، ومن يستعصي عليه النهوض يغطسه (بالجاموقة)، وهي عبارة عن حفرة مليئة بالماء القذر تحتوي على الفضلات والاوساخ والجراثيم، وبعدها يصعقه بالكهرباء». ويضيف اللاذقاني : «ابتكر النظام وسائل ارهاب وقتل وتنكيل جديدة، حيث يضع (مسمارا حديديا) في الدم، ومن ثم يوصله بالتيار الكهربائي؛ ليكهرب الدم مشكلا ألما صاعقا تخال جسدك كله يتحرك ويرتجف، وتشعر بالموت، وهو الشيء الوحيد الذي تتمناه آنذاك، بعد أن يحترق جلدك». أبو مصطفى الكردي يصف التعذيب ب»الخازوق»: «وهو وسيلة تعذيب حتى الموت، اشتهر بها الجيش الانكشاري العثماني، يشكل «الخازوق» أداة إذلال للسجناء والمعتقليين السياسيين، ووسيلة ترفيه عن السجانين، وتكون عبر إيلاج عصى خشبية مدببة الرأس في جسد المعتقل حتى ينزف دما، ولا يترك حتى يسجد لبشار أو يبصم على تهم (تودي به لحبل المشنقة)». من جهة أخرى، يصف أبو جابر الأسباب التافهة لاعتقاله: «أثناء مسيري راجلا إلى قريتي، استوقفتني احدى الدوريات الأمنية عند مدخل القرية، وطلب مني احد الشبيحة مبلغ 5000 ليرة سورية كي ادخل قريتي، وعندما اقسمت له بأنني لا أملك هذا المبلغ، صرخ بأعلى صوته: «أتشتم النظام»، ثم ضربني، وأركبني سيارة الدفع الرباعي مع مجموعة من المعتقلين. لقد كان مبلغاً زهيدا من المال كانت عاقبته اعتقال 3 اشهر و9 ايام وأبشع وسائل التعذيب والذّل والاحتقار ». فيما يروي عبدالخالق دندشي احد المعتقلين الناجين تفاصيل المجزرة المروعة اثناء تحرير السجن قائلا: «دخل الجيش السوري الحر باحة السجن وسط معارك عنيفة، وعلى الفور اقتحمت مجموعة من العناصر الاسدية الزنازين، وفتحوا النار على السجناء، فتناثرت الدماء على الجدران، في مجزرة يندى لها جبين الإنسانية».