يعقد وزراء نفط دول منظمة «أوبك» اجتماعهم في فيينا يوم الجمعة مع رئيس مستقيل للمنظمة هو وزير نفط الكويت هاني حسين. وفي أقل من ثلاث سنوات عرفت «أوبك» على الأقل خمسة أو ستة وزراء نفط كويتيين من الصعب تذكر أسمائهم. فعدم استقرار قيادة الساحة النفطية في الكويت يؤثر في صورة هذه الدولة الغنية التي يتم تعطيل الحياة السياسية فيها بسبب الخلافات بين الحكومة والبرلمان وهذا مسيء لمصالحها الحيوية. وعلى صعيد «أوبك» وإضافة إلى استقالة رئيس المنظمة لعام 2013 (الرئاسة دورية سنوياً) تم التمديد لأمينها العام الليبي عبدالله البدري استثنائياً لمدة سنة بعد أن أنهى مدته القانونية الأقصى وهي ست سنوات. لقد نجحت «أوبك» في الاتفاق على ضرورة حماية الأسعار من التدهور، وهو ما يحدث حالياً كونها مستقرة عند مستوى معقول هو حوالى مئة دولار لبرميل البرنت رغم التباطؤ الاقتصادي في أوروبا وبعض التراجع في آسيا على الطلب على النفط، لكنها أخفقت في التوافق على مبدأ اختيار الكفاءات لترشيحها للأمانة العامة بسبب السياسة. فإيران والعراق عطلتا اختيار المرشح السعودي الدكتور ماجد المنيف الذي أقرت لجنة «أوبك» للنظر في كفاءات المرشحين بأنه المرشح الأفضل. فالمرشح العراقي ثامر الغضبان هو من دون شك خبير في قطاع النفط العراقي ولكن تنقصه خبرات المشاركة في المؤتمرات في الخارج والتحاور مع باقي منظمات العالم. في حين أن الدكتور المنيف خبير في المشاركة في المؤتمرات العالمية والتحاور مع الغرب والشرق وإدارة الجلسات الوزارية التي حضرها لأكثر من عشر سنوات. أما المرشح الإيراني غلام رضا نوزاري وهو وزير نفط إيراني سابق فهو لا يملك الكفاءات لتمثيل المنظمة في المنظمات العالمية كونه لا يتكلم الإنكليزية وهو مرشح دولة تخضع لعقوبات عالمية صارمة اضافة إلى أن دورها الإقليمي دور تخريبي. فهي تقف إلى جانب نظام سوري يقتل شعبه وتدعم حزباً لبنانياً يعمل لحساب هذه السياسة الخطيرة في كل من لبنان وسورية. اضافة إلى أنها دولة داعمة لنظام نوري المالكي في العراق الذي يأخذ بلده إلى دكتاتورية جديدة. إن مهمة أمين عام منظمة «أوبك» أصبحت أساسية منذ أن بدأت المنظمة تعد الدراسات والتقارير حول السوق النفطية على طريقة وكالة الطاقة الدولية. وقد بدأ اعتماد هذا النموذج عندما تولى مدير الأبحاث السابق الكويتي عدنان شهاب الدين الذي كان أيضاً مرشح الخليج للأمانة العامة يوماً ولكن إيران عارضته رغم كفاءاته، علماً أن شهاب الدين ترك بصمات عمله في المنظمة. فالنظام الإيراني والآن حلفه المستجد مع عراق المالكي سيبقى المعطل لوصول الكفاءات الكبرى للأمانة العامة. إن منظمة «أوبك» مهمة لأعضائها لأنها تضمن لهم عائدات أساسية. ولكن لسوء حظ منطقة الشرق الأوسط والخليج هناك إيران التي تعمل على زعزعة الاستقرار الإقليمي على حساب مصالح شعبها الاقتصادية والتنموية.