ستكون قضية تعيين أمين عام جديد لمنظمة «أوبك» العقدة الأساسية بعد غد الأربعاء في فيينا حيث يعقد وزراء نفط المنظمة مؤتمراً استثنائياً للنظر أيضاً في وضع أسواق النفط وأسعاره. ووفق مصادر في المنظمة، ليس هناك أي إجراء جديد متوقع بالنسبة إلى الإنتاج النفطي للمنظمة التي تنتج حالياً أكثر من 31 مليون برميل يومياً، كما يعتبر معظم أعضائها أن مستوى أسعار النفط مرضٍ، فسعر برميل «برنت» المرجعي يراوح بين 106 و107 دولارات دولار منذ فترة، والأسواق العالمية مشبعة بالنفط، فيما الطلب على النفط ليس مرتفعاً كثيراً، والمصافي عادت إلى الإنتاج بعد فترة الصيانة الدورية. وضخت السعودية، أكبر منتج في المنظمة، الشهر الماضي نحو 9.9 مليون برميل يومياً. أما المسألة التي قد تشكل عقدة المؤتمر الوزاري فستكون إدارية وسياسية بامتياز لأن على وزراء «أوبك» أن يختاروا أميناً عاماً جديداً للمنظمة خلفاً لليبي عبدالله البدري الذي تنتهي ولايته نهاية هذا الشهر بعدما أمضى ولايتين من ست سنوات وهي المدة الأقصى وفق قانون المنظمة. والمرشحون للمنصب هم ماجد المنيف، المستشار الاقتصادي لوزارة النفط السعودية والممثل السابق للمملكة في مجلس إدارة محافظي «أوبك» في فيينا وعضو في مجلس الشورى السعودي، ووزير النفط الإيراني السابق غلام حسن نزاري، ووزير النفط العراقي السابق ثامر غضبان. وأعلن المرشح الرابع وزير النفط الإكوادوري ويليام باسدور انسحابه من السباق إلى المنصب. وينص قانون المنظمة على تعيين الأمين العام بالإجماع من المؤتمر. وفي المؤتمر الوزاري الأخير فشل الوزراء على التوصل إلى إجماع حول أمين عام جديد وشكلوا لجنة للبحث في أي من المرشحين أكثر خبرة وقدرة لتولي هذا المنصب. وكانت مصادر عربية في «أوبك» كشفت ل «الحياة» أن اجتماعاً وزارياً للجامعة العربية قرر قبل بضعة أشهر وقبل تقديم العراق مرشحه، أن الدول العربية لن تقدم مرشحاً آخر غير المنيف. إلا أن نائب الرئيس العراقي لشؤون النفط حسين الشهرستاني رشح غضبان قبل طرح المسألة أمام مجلس الوزراء العراقي. وعندما سئل وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عن الموضوع قال إن لا علم له بترشيح غضبان. وتوقعت مصادر في المنظمة ألا يحصل أي إجماع حول أي من المرشحين الثلاثة على أن يمدَّد للبدري بضعة أشهر أو أن يتَّفق في اللحظة الأخيرة على شخصية من بلد محايد في المنظمة. إلا أن السعودية تعتبر أن المنيف هو الأجدر لجهة الكفاءة والقدرة والخبرة، فهو اختبر مؤتمرات «أوبك» الوزارية إلى جانب وزراء النفط السعوديين لأكثر من عقد ونصف عقد كما عمل في الأمانة العامة في فيينا كمحافظ للسعودية لفترة طويلة.