قد يصرف النزاع بشأن توزيع الأدوار في إعادة اعمار العراق الانتباه عن الدول الفقيرة وخاصة في أفريقيا التي تحتاج إلى مساعدة الدول الغنية في تنفيذ خطط التنمية فيها. والقادة الأفارقة بحاجة إلى مساعدة اقتصادية وسياسية للقيام بمبادرات لتقليص الفقر المستشري في بلادهم وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان فيها. ولكن قادة الدول الغنية منشغلون بالعراق واعادة اعماره وبالانقسامات العميقة في مجلس الأمن الدولي. وقال مارك براون مدير برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة ، وهو نائب الرئيس السابق للبنك الدولي: "من اجل إزالة العقبات التجارية وجعل الأدوية متاحة لمعالجة الأمراض المعدية نحن بحاجة إلى مشاركة استراتيجية حقيقية من الدول النامية، ونعتقد ان ذلك يتراجع."وإن إعادة اعمار العراق بعد الحرب ستصرف انتباه القادة في العالم عن حاجات العالم النامي إلى الدواء وتحرير الزراعة من القيود بالإضافة إلى محاربة الفقر. وحذر البنك الدولي من أن الحرب على العراق قد تؤثر على النمو الاقتصادي في معظم دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكنه أكد على أن الأمر سيستغرق شهورا لتقييم الضرر الكلي. وقال البنك إن الأردن ستكون أكثر الدول تأثرا وذلك مع تعرض الاقتصاد هناك إلى حالة من الانكماش مقارنة بالنمو الذي سجله العام الماضي والذي وصل إلى 6 بالمائة. لكن فيما يخص الدول الأخرى التي لا تقوم بتصدير البترول في المنطقة مثل مصر والمغرب وتونس ولبنان وسوريا فإنها قد تتأثر هي الأخرى من حيث فقدان الثقة السائد في المنطقة. وقد حذر البنك من أن الحافز على الإصلاحات الاقتصادية والسياسية الضرورية قد يزيد من التكلفة مع ضعف النمو الاقتصادي.