تسمع لأحدهم حديثا منمقا وجميلا, وتكتشف انه في ثنايا حديثه يركز على نقطة واحدة معناها ان لا طاقة لنا على مواجهة تحديات الوضع الجديد الذي يريده الاعداء لهذه الأمة, وتقرأ لأحدهم مقالا فترى محور كتابته, ان القوى العظمى هي صاحبة الشأن في تقرير مصير الأمم, ومنها الأمة العربية, والتحكم في مقررات الشعوب, ومنها الشعوب الاسلامية, وبهذا المعنى تنتشر (النكت) ورسائل الجوال والرسوم الكاريكاتيرية, والاخبار وربما التحليلات السياسية التي تنضح بالانهزام وتكرس السقوط في بؤرة الضعف وهاوية السلبية المطلقة تجاه ما يجري على الساحة العربية من احداث تشيب لها الولدان. حيال كل ذلك ليس امامك سوى العجب كل العجب لان الانهزام والشعور بالضعف, وركوب موجة التخاذل كل ذلك لا يحقق نصرا, ولا ينجز تقدما, ولا يعلي شأنا, لكل من اراد الحياة الحرة الكريمة, اما العلاج فيكمن في الثقة بالنفس, والاصرار على تحدي العقبات, والوقوف بصلابة في وجه أي بادرة للضعف والتخاذل, فالايمان هو الصخرة الصلدة التي تفشل كل الأسلحة في النيل من قوتها, مهما كانت هذه الأسلحة فتاكة, ومهما توفر لها من اسباب القوة والتقنية, وقد علمنا ديننا الاسلامي الحنيف (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين). وما اشاعة الانهزام الا وجه من وجوه الهروب من معركة الحق (ومن يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة فقد باء بغضب من الله). والعلاج كل العلاج في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون واطيعوا الله ورسوله ولا تتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين). وهذا هو الرد الحاسم على من يحاول الفت في عضد المسلمين, والتقليل من شأنهم, والاساءة الى قوة ايمانهم وتكريس الهزيمة بين صفوفهم, ومن ينصره الله فلا غالب له, وهذا النصر لا يتحقق بالأماني, ولا بالهروب من المواجهة, بل الايمان القوى والأخذ بأسباب النصر. وعندما ترتفع الأصوات مطالبة بنبذ الانهزام واشاعة الثقة بالنفس, وعندما تزول من النفوس عقدة الشعور بالتخاذل وعندما ينتفي وهم تفوق الآخر في كل شيء عند ذلك كله نكون قد وضعنا اقدامنا على اول درجات سلم النصر المبين باذن الله. (يا أيها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم). صدق الله العظيم