عزيزي رئيس التحرير من المؤلم أن ترى مجتمعا لا يتفاعل مع قياداته في مختلف الاصعدة بالطرق الايجابية الفاعلة بل تجد تفاعله شكليا او نمطيا مغلفا بكثير من المجاملات الفارغة فالمسئول - أي مسئول - لايحتاج فقط للاحترام والسلام المبالغ فيه وتقبيل الجبين والمخاطبة بأرق الكلمات.. مع ان هذا شيء جيد ويشكر عليه ابناء المجتمع ولكن تبقى هذه شكليات انه بحاجة الى اكثر من ذلك.. بحاجة الى عقول متفهمة وواعية لحقيقة هذا الاحترام والتقدير، بحاجة لمجتمع يحمل روح العمل والمثابرة والتحدي وتحمل المسؤولية، بحاجة لمن يساهم بالتفكير والطرح والتصدي والمناقشة والانتقاد والمطالبة بحقوقه وحقوق مجتمعه ومحاسبة من يتجاوز صلاحياته او يقصر في تحمل مسؤوليته تجاه المجتمع والوطن من مسؤولين واداريين او علماء ومفكرين ومثقفين.. الخ مهما كان موقعه ومنصبه، وانه بحاجة الى التفاعل والتفعيل مع ابناء المجتمع وذلك من اجل بناء مجتمع ينبض بالحياة. فالمجتمع الحي الواعي (كالارض الخصبة التي تنتج ثمرا طيبا نافعا مفيدا) قادرا على بناء امة ناجحة راقية تحظى بالاحترام والتقدير من الجميع وذلك بفضل افراده الذين يتصفون بالوعي القيمة الحقيقية للتقدير والتفاعل. والمجتمع غير الواعي ولو كان متعلما ومثقفا وملتزما دينيا فهو مشكلة ومصيبة كبيرة لان هذا التدين وهذه الثقافة التي بدون وعي وادراك لماهيتهما ومعناهما الحقيقي يؤديان الى خطر كبير يسبب خسائر فادحة في الطاقات الوطنية على كل صعيد وينتج عن ذلك مجتمع ربما يكون متطرفا ومتشددا ومتعصبا، ومشكلة مجتمعاتنا ليس نقصا في الجانب الديني والثقافي، فالمتدينون في مجتمعاتنا كثيرون والحمد لله تعج بهم المساجد التي دائما تراها مزدحمة بالمصلين وكذلك الجامعات والمعاهد والمدارس التي تكتظ بالمثقفين والمتعلمين ولكن المشكلة ان هذا التدين وهذه الثقافة يفتقدان الى الوعي والادراك الحقيقي للتدين والثقافة والمعرفة وان حالة من تقديس الاسماء والتعصب للافكار الخاصة الضيقة والاستسلام للامور العاطفية والانسياق خلف الكلمات الرنانة الخاوية تنخر مجتمعاتنا .. وذلك محور ما نريد التنبيه اليه. علي سلمان الدمام