اكد صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد ظهر امس بمبنى وزارة الخارجية في الرياض ان التحرك الفاعل الذي تقوم به المملكة هذه الايام يأتي أستجابة طبيعية للتطورات والمتغيرات التي شهدتها المنطقة، مشيرا الى التحرك على كافة الصعد العربية والاقليمية والدولية خلال الاسبوع الماضي سواء على الصعيد الثنائي من خلال التنسيق والتشاور مع كل من مصر وسوريا والاردن وفرنسا وبريطانيا والتحرك الجماعي من خلال مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والاجتماع الاقليمي للدول المجاورة للعراق الذي دعت اليه المملكة. واشار سموه الى تمحور المحادثات التي تم اجراؤها حول الواقع الجديد الذي افرزته الحرب على العراق في كافة جوانبه وتداعياته، وعلى امن وسلامة واستقرار المنطقة. واوضح سموه ان المملكة انطلقت بتحركها من عدة ثوابت رئيسية اهمها التأكيد على الحفاظ على امن العراق ووحدة أراضيه واستقلاله وسيادته وسلامته الاقليمية. كما ارتكزت على حق الشعب العراقي في تقرير مصيره ومستقبله السياسي لارادته الحرة المستقلة مما يستلزم إنهاء الاحتلال العسكري في اسرع وقت والاسراع في تشكيل الحكومة الانتقالية تمهديا لانشاء حكومة عراقية دستورية ذات تنفيذ واسع لابناء الشعب العراقي، وتعزيز دور الاممالمتحدة في دعم خيرات الشعب العراقي. واكد سموه استعداد المملكة لتقديم الدعم والمساعدة ليس فقط فيما يتعلق بالجوانب الانسانية وانما في كافة الجوانب الصحية والغذائية. واعلن سموه انه سوف يفتح ان شاء الله يوم السبت القادم باب التبرع للمواطنين لدعم الاشقاء في العراق بما يجودون به. وقال سموه ان المملكة قد عبرت فيما يتعلق بمساهمة الجهود الدولية الرامية الى بناء العراق ما بعد الحرب هي والمجموعة التي اجتمعت في الرياض للوصول الى قيام عراق حديث يضطلع بدوره كعضو فعال في المجتمع الدولي ويعيش في سلام ووئام وعلاقات يسودها الود والاحترام والتعاون البناء مع جيرانه والمجتمع الدولي بكامله. وهذا بطبيعة الحال مع ما يتطلبه الوقت الراهن الذي يعيشه العراق يستوجب الحفاظ على الامن والاستقرار وضبط حالة الانفلات الامني السائدة في العراق والحفاظ على مؤسساته المدنية وصيانة تراثه الشعبي والحضاري. وافاد سموه بان هناك انتباها خاصا للوضع في الشرق الاوسط اذ انه هو الذي يشكل ويؤشر على معظم القضايا التي تحدث في الشرق الاوسط وبالتالي الظلم الذي يواجه الفلسطينيين ضروري ان يزول. وفي هذا الاطار عبرنا عن املنا في الاسراع في إظهار خريطة السلام ودمجها بمشروع السلام العربي والسير بالخطوة المطلوبة لتعزيز هذا الامن. وعن مشاريع الغاز بالمملكة ومدى صحة ما قيل إنها تأجلت بسبب الحرب على العراق وانسحاب شركة اكسن موبلز أكد سمو وزير الخارجية ان رئيس الشركة بعث بخطاب ينفي فيه انسحاب شركته من المشروع. موضحا أن الحرب لم يكن لها أثر على المفاوضات. وقال نحن نريد أن نصل مع مجموعات من الشركات الى اتفاق يحفظ مصالح المملكة بالكامل ويوفر الربح المطلوب للشركات. وحول الخلاف بين الرئيس ياسرعرفات ورئيس الوزارء المكلف محمود عباس (ابو مازن) قال سموه ان موضوع القيادة يجب ان يترك للفلسطينيين وانا متأكد انهم يرون ان مسألة تشكيل حكومة مسألة ملحة. وعن علاقة القوات السعودية التي دخلت العراق مع حملة المساعدات السعودية قال سموه ان تلك القوات هي خاصة لحماية المستشفى من الداخل، مبينا ان بقاءها او عدمه سيتوقف على الاوضاع الامنية في العراق. وبشأن تطورات الوضع بين سوريا وامريكا قال سموه: الدولتان تميلان للتفاوض وقد اعرب وزير خارجية الولاياتالمتحدةالامريكية عن رغبته في زيارة سوريا وعن مدى مناقشة موضوع التهجم على الجامعة العربية بين الرئيس المصري وسمو ولي العهد قال سمو وزير الخارجية: الجامعة العربية قلب العمل العربي المشترك وهي مرآة للاوضاع العربية.. وكل ما يعمل لاصلاح الجامعة وجعلها قادرة أن تقوم بالاداء المطلوب لتفعيل العمل العربي المشترك سيكون من مصلحة الدول العربية .. ومصر والمملكة حريصتان على أن تقوم الجامعة العربية بدورها. ومضى سموه يقول: هناك مقترح مقدم من سمو ولي العهد حول اصلاح الوضع العربي ويأتي في اطار هذا المنظومة وهو ينطلق من أن الجميع .. المواطن والحكومات تشعر بضرورة الجدية والمصداقية وان تتحول القرارت العربية من قرارات لاتنفذ الى قرارات تنفذ وان تبدأ تتغير النظرة .. اذا الجامعة العربية ليست منبرا للخطابة وللشعارات ولكن ورشة عمل لقيام التعاون العربى فى جميع مجالاته.