تشهد محافظة الأحساء موسم تلقيح النخيل، حيث يتنافس الجميع على هذه العملية مع بداية دخول الأجواء الحارة، وذلك قبل ازدياد درجة الحرارة، لأنها تسبب فساداً لعملية التلقيح. ويتكاثر الباعة المتجولون في شوارع الأحساء لبيع اللقاح الخاص بالنخيل، وهو لقاح ناعم ذو لون أبيض. و«النبات» هو ثمرة نخلة الفحل أو الذكر، وهي نخلة تنبت من دون غرس بل تظهر في النخيل وتكون متوفرة بشكل معدود، ويتفاوت عدد عذوق النبات في نخلة» الفحّال» بين 25 إلى 30 عذقاً، ويعرف المزارع فترة نضج عذق النبات من خلال لونه ورائحته، فيكون متراصاً ومنظماً، حيث تكون النخلة جاهزة للتلقيح منذ انتهاء موسم الصرام في مدة 120 يومًا تقريباً ومن بعدها تبدأ عملية العمار للنخلة أو ما يعرف «بالندار والتحويض» وهي عبارة عن تنظيف أرضية النخلة وتزويدها بالأسمدة، ومن ثم تبدأ عملية الشحط هو نزع الخوص اليابس، بينما عملية البطاط أو البط يقطع فيه «الكرب» بعدها هناك مرحلة الجنامة وهي نزع الشوك من السعف ومن ثم تنبت جيداً وأول ما يبدأ تنبيته من النخيل هو الطيار، ثم الغر والمجناز، والشيشي والشبيبي والخنيزي، ومن ثم الخلاص، والشهل وأم رحيم والخصاب، والهلالي. يذكر بأنه تجرى هذه العملية بمجرد انشقاق الأغاريض وبروز الشماريخ، حيث يوضع من 5 إلى 10 شماريخ وهو العذق الذي يحمل الثمر في كل عذق مؤنث، ويوضع مقلوباً حيث يساعد ذلك على سهولة تساقط حبوب اللقاح ويربط العامل حوله رباطاً خفيفاً لعدة أيام، ويتجنب التلقيح في الأوقات الشديدة الحرارة وهطول الأمطار وارتفاع نسبة الرطوبة الجوية وهبوب الرياح الشديدة.