اعلن اطباء جراحون من جمعية لا شين دو ليسبوار (سلسلة الامل) الفرنسية امس الخميس عقب مهمة استغرقت اسبوعا لتقييم الوضع في مستشفيات العاصمة العراقية ان اطفالا لا يزالون يصابون بجروح في العراق خصوصا في انفجار قنابل عنقودية. وقال الطبيب دانيال رو، الجراح الفرنسي في عمان وهو في طريق عودته من بغداد الى باريس: شاهدت منذ ثلاثة ايام طفلين بين الثالثة والسادسة. وكانت يد احدهما لا تزال معلقة بالجلد فقط وكان لا بد من بترها. والاخر كان مصابا بعينيه وسيبقى كفيفا مدى الحياة.وبحسب بعض المعلومات، ذهب هؤلاء الاطفال ضحية ذخائر صغيرة نثرتها قنابل عنقودية ولم تنفجر بعد. ونددت عدة شخصيات بينها عضو البيتلزل السابق بول ماكارتني باستخدام قوات الاحتلال القنبال العنقودية في مناطق مدنية في العراق. كما ندد المسؤول عن صندوق الاممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونييسف) في العراق كارل دو روي، في مطلع ابريل بالمخاطر التي يتعرض لها الاطفال العراقيون بسبب استخدام الولاياتالمتحدة وبريطانيا القنابل العنقودية. وردا على سؤال حول هذه المسألة في 21 ابريل اعلنت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) انها تنوي اجراء تحقيق بهذا الخصوص الا ان ما حدث قد حدث ولن يعيد التحقيق لاولئك الاطفال ايديهم واعينهم واطرافهم التي فقدوها وسيعيشون معاقين مدى حياتهم. منظمة اليونيسف اوضحت ان القنابل العنقودية لا تنفجر جميعها بعد القائها مما يعني انها ستظل تتربص بالعراقيين. وتحصد ارواحهم حتى بعد انتهاء الحرب خاصة ان ذخائر صغيرة تتناثر منها وتنفجر عندما يقوم بلمسها احد خصوصا الاطفال الذين يخلطون بينها وبين الحصص الغذائية التي تشبهها بلونها الاصفر. وكانت القيادة الامريكية الوسطى التي تدير الحرب من قطر قد اعلنت في الثاني من أبريل عزم قوات (التحالف) على اطلاق قنابل عنقودية لدقتها وعدم تأثرها بتقلبات الاحوال الجوية في العراق. وكان وزير الدفاع البريطاني جيف هون قد اعتبر ان القنابل العنقودية لها دور عسكري مشروع مبررا بذلك استخدامها عندما تكون قوات العدو متوزعة وان نسبة فشلها تراجعت الى نحو 5%. وبحسب منظمة هيومان رايتس الامريكية ان هذه الاسلحة قد قتلت او جرحت اكثر من اربعة الاف مدني بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 في العراق ولا يعرف احد كم سيكون عدد ضحاياها بعد انتهاء هذه الحرب.