اعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول أن محادثات بكين بين كوريا الشمالية والصين والولاياتالمتحدة حول البرنامج النووي الكوري الشمالي انتهت قبل يوم من الموعد المتوقع، منددا في الوقت نفسه بتهديدات اطلقتها بيونغ يانغ. وصرح باول في خطاب امام المجلس الاميركي لاسيا المحيط الهادئ تم عرض وجهات نظر قوية، فالكوريون الشماليون دافعوا بقوة عن آرائهم وكذلك الصينيون والاميركيون. واكد قبل الاعلان عن انتهاء الاجتماعات ان الاطراف سيعودون الى عواصمهم لتقييم ما سمعوا وتحليل الاقتراحات التي طرحت على الطاولة وتحديد الخطوات الضرورية اللاحقة. وبعدها اعلن باول ان المحادثات انتهت وانه في حال واصل المسؤولون الاميركيون والصينيون محادثاتهم اليوم الجمعة فسيكون ذلك من دون مشاركة كوريا الشمالية. وكان وزير الخارجية الامريكي كولن باول قد صرح بأن الولاياتالمتحدة لا تتقدم بأي مقترحات فى المفاوضات وانما توضح رأيها في المسألة الكوريا الشمالية النووية. وقد طلبت كوريا الشمالية من قائد القوات الامريكية في كوريا الجنوبية امس ان يحزم حقائب قواته التي تشبه السرطان ويرحل عائدا الى بلاده ، بعد ان قالت امريكا ان بيونجيانج تفرض العديد من المخاطر على الاستقرار العالمي. وذكر الجنرال ليون لابورت ان من بين هذه المخاطر الاقتصاد المتداعي لكوريا الشمالية وخطة اسلحة نووية نشطة وانتشار تكنولوجيات الصواريخ وقوات تقليدية ضخمة وقوات خاصة تستهدف كوريا الجنوبية. وقالت صحيفة ناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم في كوريا الشماليةان كلمة الجنرال لابورت الذي يتولى قيادة 37 الف جندي امريكي يتمركزون في كوريا الجنوبية تعكس منطقا يشبه منطق العصابات غير معقول ويمثل تحديا واستفزازا لا يمكن التسامح معه. واضافت في تعليق نقلته وكالة الانباء المركزية الكورية: ننصحه بأن يعود الى بلاده بقوات العدوان الموجودة في كوريا الجنوبية قبل ان يعاقب على قول مثل هذه الاكاذيب الفجة. واكدت ان القوات الامريكية في كوريا الجنوبية هي اكبر كيان يشبه السرطان يقف في طريق السلام واعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية، وهذه حقيقة راسخة . وقال لابورت انها حقيقة ان كوريا الشمالية تمثل شوكة في مسار السلام في المنطقة. ويقول محللون ان هذه العبارات الملتهبة من كوريا الشمالية موجهة للاستهلاك المحلي بصفة اساسية لكنها تعكس سياسات بيونجيانج. ورحيل القوات الامريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية بموجب معاهدة امن عمرها 50 عاما يمثل هدفا قديما لكوريا الشمالية التي تدعو الى فرض الحكم الشيوعي على الشطر الجنوبي. ولا يتوقع المحللون ان تؤدى المحادثات الى انفراج فى العلاقات المتوترة بين البلدين منذ نحو ستة اشهر وانما تعهد فقط باجراء مزيد من المحادثات. واثارت التصريحات المتشددة للجنرال لابورت عشية المحادثات بعض الدهشة بين الدبلوماسيين في سول لكنهم قالوا انها جزء من التصريحات التي تسبق المحادثات بين الجانبين.