تعاني منطقة حائل شحا في مياه الشرب وتزداد المعاناة مع قرب حلول فصل الصيف اذ يتم الآن توزيع حصص المياه بالتناوب بين الاحياء داخل مدينة حائل التي شملتها شبكة المياه التي تغذى من مشروع مياه حائل في الحميمة شمال حائل من خلال 15 بئرا... كانت مدينة حائل يصلها يوميا قبل فترة 50000م3 تقوم البلدية بتوزيعها على الاحياء.. ورغم هذه الكمية تعاني المدينة نقصا في المياه وهناك بعض الاحياء لم تصلها الشبكة أي مع ازدياد الحاجة للمياه تناقصت هذه الكمية الى 35000م3 مما حدا بالمواطنين الاستعانة بالشراء لسد النقص وقال الكثير ممن قابلتهم (اليوم) انهم يستعملون مياه المشروع للطبخ والغسيل فقط ويتم تأمين مياه الشرب من الآبار في المنطقة وتسعى البلدية جاهدة مع الوزارة لاستبدال شبكة نقل المياه الرئيسية والفرعية داخل الاحياء القديمة لانها تحتوي على الاسبستوس بمواسير اخرى بعد ان ثبت ان هذه المواسير تحتوي على مواد مسببة للامراض وصدرت قرارات بازالتها واستبدالها و(اليوم) حاورت العديد من المسئولين والمواطنين حول هذه المشكلة ومشكلة المياه بالمنطقة وخرجنا الى العديد من القرى التي يبعد بعضها اكثر من مائتي كم للاستطلاع عن حجم مشكلة المياه خاصة التي تقع في منطقة الدرع العربي، كما نشير هنا الى انه صدرت توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بسرعة دراسة ماتردد عن احتواء بعض هذه المياه جنوبحائل لمواد مشعة ومع قلة الامطار جف كثير من الآبار واصبح الحصول على مياه صالحة للشرب يجلب من اماكن بعيدة اما المدن والقرى في المنطقة الواقعة شمال مدينة حائل فهي اقل معاناة من القرى الجنوبية والجنوبية الغربية والجنوبيةالشرقية لوجود مياه عميقة تعوض هذا النقص رغم ان الزراعة تؤمن اكثر من ثلاثة آلاف رد شهريا واقامة مشاريع صغيرة الا انها لا تفي بالغرض حتى المياه التي يستهلكها الاهالي من الآبار العادية لا تخضع للتعقيم. كان لقاؤنا الاول برئيس بلدية منطقة حائل المهندس جديع بن نهار القحطاني فقال: من المهم ان ندرك ان مهمة البلدية هي توزيع المياه التي تصل الى خزانات المياه داخل المدينة من خلال الشبكة او بواسطة الصهاريج الناقلة للاحياء غير المشمولة بالشبكة واستعدادنا دائما في اوجه لاهمية هذه الخدمة الحيوية لكن لنا تنسيق دائم مع الزراعة بهذا الشأن خصوصا في فترات الذروة مثل فصل الصيف او غيره والاجراءات قائمة لنقل هذه الخدمة من البلدية الى وزارة المياه وهناك اجراءات وقائية من قبل صحة المياه لتعقيم المياه المعبأة بالصهاريج الناقلة المعدة للبيع والكشف على مصادرها المعروفة ثم تتبعها اجراءات رقابية من خلال متابعة الوايتات للتأكد من مطابقة الاشتراطات الصحية اما المصادر المجهولة اضافة الى مخالفي الانظمة فيتم تطبيق لوائح المخالفات عليهم علما بأن لدينا اربعة مراكز للتعقيم ومختبرا للكشف الكيميائي والعمل قائم وفق هذه التوجهات والنقص في المياه بالمنطقة لقلة الامطار وعدم القدرة على الحصول على الكميات المطلوبة للمواطنين هذا من جهة ويشاركه من جهة اخرى الاستهلاك الجائر من البعض وهذه مسألة سلوك والمدينة تتوسع والمهمة هذه في ذمة وزارة المياه حاليا التي نراها قادرة على التخطيط والتنفيذ وسد حاجة الناس ومشكلة المياه لها معالجات وحلول تضطلع بها الجهات الحكومية من خلال الدراسات والخطط والبرامج وتنفيذ المشاريع المتلاحقة ومن الضروري ملاحظة ان مصادر المياه الجوفية بالمنطقة اصيبت بالجفاف وهي مشكلة مستديمة لانها وسط بيئة صحراوية لكن حلولها قائمة لايجاد مصادر بديلة مثل تحلية المياه وترشيد الاستهلاك وتوجيه الناس لاستخدام وسائل حديثة. وحول وجود مادة الاسبستوس في المواسير الناقلة للمياه في حائل القديمة قال المهندس القحطاني عندما تلقينا الافادة الصحية حول اضرار هذا النوع من المواسير توقفنا عن الاستمرار باستعمالها وهي محصورة في الشبكة القديمة التي وضعنا لها برنامجا سنويا للاحلال بقصد استبدالها بأنواع جديدة ولم يتبق سوى نسبة بسيطة في الاحياء القديمة وهي عادة احياء مهجورة او شبه مهجورة والعمل قائم للانتهاء منها قريبا بحول الله وستعمل وزارة المياه على استكمال هذا الدور وفق تخصصها وحسب معلوماتي لم تظهر لنا اضرار واضحة من خلال اصابات مرضية او خلالها وحول معاناة مدن وقرى المنطقة قال ان المنطقة بموقعها الجغرافي ومساحتها تشكل جزءا من الدرع العربي الذي يمثل شح المياه فكانت القرى قديما تعتمد على المياه الصحية التي تغذيها الامطار لكن بوضعها الحضاري بدت عاجزة عن الايفاء بمتطلبات سكانها الذين تزداد هجراتهم مع مرور الايام بسبب نقص المياه لكن الحلول تتركز على توفير المياه باقامة السدود وجلب المياه من البحر وقصر استخدامه على الشرب لتوطين الناس في قراهم وعن هذا الموضوع تحدث المهندس سلمان الصوينع مدير عام الزراعة بحائل فقال: يعاني اهالي المنطقة نقصا حادا في المياه خاصة في فصل الصيف وتضخ الآبار الآن 40000م3 يوميا لمدينة حائل من مشروع مياه الحميمة وهذا غير كاف لتغطية المدينة واثر سلبا على حصيلة الفرد من المياه ولحل هذه المشكلة جار تنفيذ 9 آبار جديدة بحقل المشروع لتصل الانتاجية الى 70000م3 خلال الاشهر القادمة ومحطة التنقية بالحميمة طاقتها التصميمية 100000م3 يوميا فنأمل اعتماد المبالغ اللازمة لتكملة المشروع بحفر آبار جديدة وخط مياه ناقل لتصل المحطة للطاقة الانتاجية المصممة لها والنقص الحاصل لمياه الشرب في مدن ومحافظات المنطقة معظمها في منطقة الدرع العربي التي تعتمد على مياه السيول ولتلافي هذه المشكلة تم تحديد مواقع مياه شاملة على التكوينات الجوفية الحاملة للمياه لامداد مناطق الدرع العربي وهذه تمت الدراسة واعتماد المبالغ اللازمة لتنفيذها كما ان مدينة حائل تتوسع ولابد من تنفيذ خزانات مياه استراتيجية لتخزين المياه للمدينة والحل الأمثل حفر آبار جديدة وانشاء سدود بجبلي اجا وسلمى لحفظ مياه السيول وعدم تركها للجريان بالصحاري القاحلة لتغذية الطبقات الجوفية واستعاضة المياه وتم دراسة اكثر من 50 سدا بالمنطقة ليتم تنفيذها ولم يتم تنفيذها بسبب قلة الاعتمادات المالية وآمل ان يتم سريعا استبدال مواسير الاسبستوس في بعض احياء المدينة وكذلك انشاء مشاريع مياه مصغرة في مدن وقرى المنطقة للحد من الهجرة وتأمين المياه للسكان والتوسع في انشاء السدود وتحدث ل(اليوم) أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بحائل سابقا خدام صالح الفايز فقال: تحدث في كل صيف مشكلة نقص المياه في حائل كبقية انحاء المملكة ونحن نعيش في بلد صحراوي ذي مناخ قاري سقوط الأمطار فيه نادر وبما ان منطقة حائل تقع على الدرع العربي فمشكلتها مضاعفة حيث لا يتوافر بمحيط المنطقة الا المياه السطحية التي في اغلبها اصبحت في محيط التمدد العمراني مما سبب تلوثها والمياه الجوفية تبعد عن المدينة مسافة لا تقل عن 50كم ومع ذلك فقد كانت جهود تبذل للتغلب على هذه المشكلة من قبل الدولة وقبل عدة سنوات تمت ترسية مشروع تنقية المياه واقيمت محطة تنقية ضخمة ذات طاقة انتاجية عالية لم تتمكن انتاجية الآبار الحالية (حوالي 15 بئرا) وطاقة المحطة 100000م3 والانتاج الحالي للآبار 40000م3 لكن المطمئن انه يتم حفر بئرين ترفع الطاقة الانتاجية والأحياء التي تطالها الشبكة يصلها الماء بعد كل ثلاثة ايام ومع عدم كفاية الكمية الا انها افضل من الأحياء التي لم تصلها الشبكة والمتوافر حاليا من المياه الذي يصل الى وسط مدينة حائل عبر انابيب الاسبستوس التي سبق ان صدر بشأن استبدالها قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 26/ تاريخ 1422/1/22ه, في مادته الاولى ما يلي: استبدال انابيب الاسبستوس الاسمنتي المستخدم حاليا في نقل المياه من الآبار والمحطات وتوزيعها حسب عمرها الاقتصادي (وهو خمس وعشرون سنة) وعلى الجهات ذات العلاقة جدولة استبدال مالديها من انابيب حسب العمر الاقتصادي والتنسيق مع وزارة المالية والاقتصاد الوطني لتدبير الاعتمادات اللازمة في مادته الثانية ما يلي: عدم استخدام المتوافر من انابيب الاسبستوس الجديدة منها او المستعملة والتخلص منها بطريقة سليمة وفق برنامج معين, وفي المادة الخامسة منه مايلي: تقوم الجهة الحكومية بتضمين عقود مشاريعها نصا يتم بموجبه حظر استخدام اي مادة تحتوي على الاسبستوس, مما يدلل على ان الحكومة تدرك مدى خطورة استخدام هذه المادة على الصحة العامة واشيد في هذه المناسبة بخطوة وزارة المعارف قبل عشر سنوات تقريبا قامت بالغاء جميع المدارس الحكومية المؤقتة التي بنيت في الاساس من الواح مادة الاسبستوس وكانت البلدية توزع المياه بالصهاريج على الأحياء التي لم تصلها الشبكة الا انها تعاني نقصا في الصهاريج وزيادة التمدد العمراني ونأمل في ان تحل هذه المشكلة وان تراعي البلديات واي جهة اخرى تعنى بالموضوع صحة المواطن التي لا شك في انها اهم اهداف خطط التنمية لحكومة المملكة كون الانسان هو محور التنمية. وتحدث المهندس مبارك السلامة عضو مجلس منطقة حائل عضو الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل ان مشكلة المياه بالمنطقة تتمحور حول انعدام الدراسات الجادة لتحديد الأحواض المائية ودعم مصادرها مما ادى الى ضعف المصادر الحالية ووجود التلوث في المصادر المتوافرة ويعرف الجميع المشاكل الاجتماعية المترتبة على تأثير ذلك على الاستيطان في المناطق الجنوبية من حائل والتي هجرها اهلها بحثا عن خدمات المياه والخدمات الاخرى ولك ان تتصور انه لا يوجد في المنطقة اي جهاز لتحديد مواقع الآبار ويجري ذلك باجتهادات شخصية وبطرق غير علمية والمنطقة لم تشهد منذ الخمسة عشر عاما الماضية اكتمال اية سدود مع العلم بان هناك قائمة بحوالي 60 سدا لم يتم الانتهاء الا من 15 سدا فقط سعتها التخزينية جميعها لا تعادل احد السدود المتوسطة في اي مناطق المملكة واكثر هذه السدود للتحكم. ويتضح لك عدم وجود الخطط العلمية لايجاد تنمية مستدامة لهذا القطاع وفي رأينا ان اهم الخطوات هي الاسراع في اقامة مصلحة المياه والصرف الصحي او فرع لوزارة المياه ووضع خطة لدراسة الاحواض المائية الموجود وطرق استدامتها وتحدث المواطن محمد القطان فقال: يعلم الجميع ان كثيرا من الآبار السطحية ثبت عدم صلاحيتها لاحتوائها على مواد قد تكون ضارة تتطلب معالجتها ولابد من مجاراة التوسع العمراني وتوفير خزانات في اكثر من نقطة داخل المدينة والعمل على التركيز في الترشيد والتوزيع السليم للمياه لان نقص المياه اصبح مشكلة ليست على مستوى منطقة حائل فقط بل على مستوى الوطن بأكمله نأمل دراسة وضع هذه المشكلة وعمل الحلول اللازمة لها. خزان يشرب منه الأهالي أحياء كاملة لاتوجد بها شيكة مياه