لا غرابة في ان يقول الرئيس بوش جونيور الآن وبعد انتهاء حفلة الحرب على العراق الى ما انتهت اليه، ان الصحاف - الله يمسي مؤتمراته بالخير - كان يوسع صدر الرئيس ويخفف من قلقه وارتفاع ضغطه اليومي بعد تعثر عمليات الجنوب في الايام العشرة الاولى وارتفاع اعداد القتلى والاسرى وهم لم يصلوا لهدفهم الرئيسي في بغداد بعد.. ففي لقاء للرئيس بوش مع محطة ان بي سي الاخبارية الخميس الفارط، لم يخف الرجل اعجابه بالصحاف واشاد بادائه الذي وصفه بالرائع للدرجة التي لم يعد يقوى الرئيس على تفويت اي مؤتمر صحافي للصحاف مهما كانت الظروف والاحوال.. ويبدو فعلا ان الصحاف كان قمة في الاداء الاقناعي بالحركة والمعلومة والمفردة بالنسبة للعربان والمتعاطفين مع العراق كشعب وكنظام، ولكن صعبة شوي مسألة وناسة الرئيس بوش على ما كان يلقي به الرجل يوميا في ردع العالم من فبركات واقاصيص خدمتها ارقام قتلى واسرى وطائرات محطمة للقوات الامريكية.. وعلى اية حال، حتى ان كان ما يقوله الرئيس بوش لا يخرج عن سلوك مكابرة المنتصر المخول بتدوين رواية ما جرى للتاريخ وللمستقبل مثلما هو حال البشرية منذ الازل، الا ان واقع الحال في لندن وواشنطن الى ما قبل ليلة دخول بغداد كان اشبه ما يكون بالوجوم والتخبط الذي صاحبته اقالة بعض قيادات الجيش الامريكي مع تنامي صمود مدن كأم قصر والبصرة. الآن ولاحقا تتنامى اصوات مطالبة بالرحيل بعد ان ظهر ان الجنرال غارنر يمارس السياسة اكثر من ممارسة الادارة للبلاد كما جاء في قرار تعيينه. امريكا اليوم تتوقع بقاءها في العراق على الاقل عامين تستزرع فيها مناخات تجعل منها حجر زاوية في اي خارطة سياسية داخل العراق لضمان عدم وصول اي فئة للسلطة تستهدف الاطاحة بطموحات امريكا الاقتصادية والتجارية الاستراتيجية.. ولايبدو من محاولة تحييد الاممالمتحدة عن الحالة العراقية ومحاولات تخويف ايران وسوريا ومطاردة فلول النظام البعثي كلها تؤكد ان القادم لن يكون مثيرا ورائعا بل صعبا وشائكا وقد لا تحمد عقباه.