عصام البشير.. وزير الإرشاد الديني والأوقاف والدعوة بالسودان.. صاحب فكر إسلامي بعيد عن التشدد والمغالاة ولكنه متمسك بالثوابت الرئيسية في منهج الدعوة الإسلامية.. كان ل " اليوم" هذا الحوار الذي تحدث فيه عن أهم القضايا المطروحة على الساحة الإسلامية. @ خاضت السودان تجربة تطبيق الشريعة الإسلامية فما هي الصورة التي عليها الآن؟ * تطبيق الشريعة الإسلامية لا يعني فقط مجرد تطبيق الحدود وإنما هناك مبادئ أخرى كالزكاة والتكافل لتحقيق حياة متوازنة سياسياً واقتصادياً اعتماداً على أن الدين الإسلامي دين وسطية. @ ما أهمية الحوار مع الأخر؟ * لغة الحوار تقرب وجهات النظر وتزيل الحواجز الوهمية لخلق التناغم والألفة وتعديل الكثير من المفاهيم الخاطئة تجنباً للغلو والتطرف. @ ما دوركم في هذا الإطار؟ * انطلاقاً من ثقة وزارة الإرشاد والأوقاف والدعوة السودانية بأهمية الحوار.. فقد أنشأنا إدارة خاصة لذلك وتم تقسيمها إلى إدارة للحوار الإسلامي المسيحي على اعتبار أن الإسلام دعا إلى الحوار مع أهل الكتاب ثم هناك إدارة لحوار الحضارات.. ومثل هذا النوع من الحوار العالم أحوج ما يكون إليه الآن بسبب هيمنة الحضارة المادية.. @ إذا كانت هذه التوجهات نابعة من الروح الإسلامية فلماذا ينفر منا الغرب؟ * الغرب لا يريد التعايش مع الإسلام والمسلمين بل يريد تسخيرهم لتبعيته، ويمتص دماءهم من جديد كما فعله أجدادهم المستعمرون القدامى. @ ترى ما استراتيجية أعداء الإسلام؟ * دق طبول الحرب، وتهييج العالم الغربي ضد الإسلام والمسلمين، ومحاولة تشوية صورته في ذهن الغربي بالصاق تهمة الإرهاب بكل من يحمل لقب العروبة أو الإسلام بالإضافة إلى أساليب مواجهة غير مباشرة أخرى. @ ماذا تقصد بالأساليب غير المباشرة؟ * أعداء الإسلام لديهم دهاء ومكر فهم يقاتلوننا بالأسلحة المباشرة على جبهة ويتسللوا من خلفنا لاختراق ثغرة أخرى في حصننا الاجتماعي من جهة أخرى عن طريق دس الأفكار المسممة في عقول أبناء العرب والمسلمين ونشر الرذيلة والجنس بينهم بالإضافة إلى المخدرات حتى ينهار الجيل الجديد فيصبح العالم العربي والإسلامي كيانا هشا فيتمكنوا ان لم يكن من الاستعمار فعلى الأقل من السيطرة على العالم العربي والإسلامي وتسخيره لأهدافهم واستنزاف مزيد من ثرواته وخيراته. @ ما رأيكم في الصراع العربي الإسرائيلي؟ * هذا الصراع بين العرب والمسلمين وبين إسرائيل مستمر وسيستمر إلى ما يشاء الله.. لأن إسرائيل هي أحد مظاهر الفكر الغربي، والصهيونية الإسرائيلية الصورة الشاذة في الفكر المادي وان عقيدتهم تقوم على أنهم أبناء الله وأحباؤه رغم أنهم أول من اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً. @ أثر العولمة على الأمة الإسلامية؟ * العالم الإسلامي لا يمكنه أن يغلق على نفسه بابا زجاجيا ينظر منه إلى ما يدور حوله.. وإنما هو يعيش في مجتمع يموج بالعديد من التغيرات والمطلوب منه فقط أن يكون له وجود في هذا الكون وأن يكون له صوت مسموع.