أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية في سوريا سيطرتها على التلة الجنوبية لمبنى المواصلات في مدينة حلب، ونفت المعارضة سيطرة قوات الأسد على مدينة قارة بريف دمشق، سياسيًا دعا وزير الخارجية الروسي رئيس الائتلاف السوري المعارض لزيارة موسكو. وقالت الحركة ذاتها:«إن قواتها استهدفت سواتر تلة الشيخ يوسف التي يستخدمها جيش بشار الأسد وأصابتها بشكل مباشر»، فيما ذكر ناشطون ان المعارك العنيفة بين قوات المعارضة المسلحة وجيش النظام دارت على ثلاث جبهات هي اللواء 80 ومبنى المواصلات وتلة الشيخ يوسف بحلب. من جهتها قالت الهيئة العامة للثورة السورية: «إن اشتباكات عنيفة وقعت بين الطرفين في حلب وريفها، وسقط عشرات الجرحى في قصف الطيران الحربي لمنازل سكنية في مارع بريف حلب، في حين قالت شبكة سوريا مباشر: «إن الطيران الحربي شن غارات جوية سقط فيها عدد من القتلى والجرحى في انهيار مبنى سكني بالكامل في حي المعادي بحلب». قال وزير الخارجية الروسي: «إننا نلاحظ علامات واقعية أكثر فأكثر في صفوف المعارضة السورية» إلا أنه لفت إلى أنها لم تشكل حتى الآن الوفد الذي يمثل مجمل المجتمع السوري المعارضة تنفي وفي منطقة القلمون، نفى المركز الاعلامي السوري في القلمون سيطرة قوات الأسد على مدينة قارة بريف دمشق، وأكد المركز أنه «لليوم الرابع ننفي وبشدة دخول الجيش الى مدينة قارة في القلمون بريف دمشق، ما زال الحصار مستمرًا ولكن لا تقدم ولا متر واحد داخل المدينة، والثوار مازالوا مرابطين على ثغورهم والحملة العسكرية من قبل قوات الأسد مستمرة على المدينة». وقال المركز:«إن المدينة تعرضت لقصف صاروخي»، وأنه «منذ الصباح الباكر لم يهدأ القصف الجنوني على المدينة، من جميع النقاط العسكرية بالمدفعية الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ، ويعتبر القصف هو الأعنف من نوعه، ثم قامت قوات النظام بضرب صواريخ حرارية على المدنيين الفارين من مدينة قارة باتجاه جبلها، ما أدى لحرق 4 سيارات واستشهاد شخصين وإصابة آخرين». وكانت قوات النظام قد أعلنت الثلاثاء سيطرتها على بلدة قارة، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا). ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري ان «جيشنا الباسل يحكم السيطرة الكاملة على بلدة قارة بريف دمشق بعد القضاء على آخر التجمعات الارهابية فيها وتدمير ادوات اجرامها». وذكرت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطة والصادرة أمس أن «الجيش بدأ عملية لإعادة فرض السيطرة على قارة في القلمون، ودخل المدينة من عدة محاور وسيطر على مساحات واسعة منها» بحسب مصدر عسكري. مدفعية ثقيلة من جهة أخرى، قالت شبكة شام أمس الثلاثاء: إن قصفًا بالمدفعية الثقيلة استهدف أحياء برزة والقابون وجوبر ومناطق دمشق الجنوبية، وسط اشتباكات على أطراف أحياء القابون وبرزة في العاصمة دمشق. وفي ريف دمشق، هز قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات بيت سحم وببيلا ويلدا وقارة وجراجير وجرد تلفيتا ومعضمية الشام وداريا ومسرابا، وعدة مناطق بالغوطة الشرقية. فيما دارت اشتباكات عنيفة في محيط بلدة بيت سحم بريف دمشق الجنوبي. فيما تحدثت وكالة «مسار برس»، عن تمكن الثوار من قتل أربعة من مقاتلي لواء أبو الفضل العباس بعد استهداف تجمع لهم في السيدة زينب بريف دمشق براجمة صواريخ، مشيرة إلى أن مقاتلي المعارضة استهدفوا تجمعات لقوات الأسد على أطراف حيي جوبر وبرزة ومنطقة عربين. وفي درعا، تركز قصف قوات النظام على أحياء طريق السد ومخيم درعا بمدينة درعا وسط اشتباكات عنيفة على أطراف أحياء طريق السد ومخيم درعا بدرعا المحطة بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحامها. وكانت كتائب المعارضة قد تمكنت من السيطرة على شركة الغاز المجاورة لسرية حفظ النظام في منطقة غرز بدرعا، ومن قتل ثمانية عناصر من قوات الأسد، وسبعة آخرين في حي المنشية وبلدة عتمان، بحسب «مسار برس». وفي دير الزور، هز قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة الأحياء «المحررة» بمدينة دير الزور، وسط اشتباكات عنيفة في حي الرشدية، وعدة محاور أخرى بالمدينة. وتمكن الجيش الحر من استهداف تجمعات قوات الأسد في حي الصناعة، وفي بلدة الجفرة قرب مطار دير الزور العسكري بالمدافع المحلية الصنع. دعوة الجربا سياسيًا، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا لزيارة موسكو، وأشاد بجهود الائتلاف في الانخراط في الحوار مع معارضة الداخل، بما فيها التنظيمات الكردية، معتبرًا أن «المثالي هو أن تتمثل المعارضة بوفد واحد وأن تتحدث بصوت واحد في المؤتمر». ومضى يقول: «وإذا كان ذلك غير ممكن بسبب أن المعارضين المتشددين يصرون على شروط غير مقبولة، يتعين على المعتدلين العمل على أن يتمثل مجمل القوى السورية بطريقة صحيحة في المؤتمر». وقال وزير الخارجية الروسي في مقابلة مع صحيفة «نيزافيسمايا غازيتا» الروسية: إن المعارضة السورية أصبحت تتحلى بمزيد من «الواقعية» لكن المطلوب هو إقامة أرضية مشتركة و»بناءة» لمؤتمر «جنيف2»، وذلك عقب توقع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عقد هذا المؤتمر الدولي منتصف ديسمبر المقبل. وقال لافروف: «إننا نلاحظ علامات واقعية أكثر فأكثر في صفوف المعارضة السورية» إلا أنه لفت إلى أنها لم تشكل حتى الآن الوفد الذي يمثل مجمل المجتمع السوري. وأوضح الوزير الروسي أنه حين توضع المطالب جميعها على الطاولة من هذا الجانب وذاك، يمكن التوصل إلى تسوية من خلال تنازلات متبادلة، مقرًا بأنه لم يتم الوصول بعد لهذه المرحلة. وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تشهد فيه موسكو حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا بشأن عقد مؤتمر «جنيف2» لحل الأزمة السورية. حيث يزورها وفد سوري رسمي، وآخر من المعارضة إضافة إلى وفد إيراني.