دأبت قيادة المملكة في الملمات والأزمات التي تعصف بين حين وآخر بهذا القطر أوذاك من اقطار الامتين العربية والاسلامية على فتح حملة التبرعات المالية للتخفيف من وطأة تلك الازمات والعمل على رفعها عن كواهل المتضررين منها، ومواقفها في هذا الشأن معلنة ومشهودة وملموسة، يعرفها الأقربون والأبعدون، وهي عندما تقدم على ذلك فانما تترجم عمليا تعليمات مبادئ العقيدة الاسلامية السمحة التي دعت المسلمين الى التكاتف والتعاضد والتآزر في كل ملمة وأزمة، وهاهي القيادة الحكيمة تقدم على خطوة اخرى من تلك الخطوات المعروفة بفتحها ابواب التبرع لمساعدة الشعب العراقي من خلال الماراثون الخيري السعودي السادس من نوعه، وقد خصص هذه المرة لجمع التبرعات لمساعدة الشعب العراقي على تجاوز ازماته ومحنه الحالية، وقد تقدم المتبرعين في هذه الحملة الوطنية الكبرى لاغاثة شعب العراق قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني حفظهم الله لتتدفق بعد ذلك العطاءات من شعب المملكة الخير الذي تعود على فعل الخيرات في مثل هذه الملمات والازمات لرفع المعاناة عن شعب شقيق، وهو موقف انساني يجيء ضمن مواقف انسانية متعددة بذلتها ومازالت تبذلها المملكة قيادة وشعبا في اطار مسئولياتها الاسلامية والعربية لتضميد جراح المنكوبين ومساعدتهم على تجاوز أزماتهم والتخفيف منها استجابة لتعاليم عقيدة الاسلام وانفاذا لما تمليه واجبات الاخوة العربية التي تحتم على العرب والمسلمين التعاون فيما بينهم لتجاوز الشدائد والمحن بما تفرضه مسلمات التعاون ومعطياته بين الاشقاء والاخوان.