الكرة مدورة.. وموندالي ألمانيا 2006 ليس قريبا كما أنه ليس بعيدا.. والوصول إليه لن يتحقق إلا بالتخطيط المدروس والدماء الشابة والجهد والاجتهاد واللعب والكفاح.. وعلى مدى الأيام العشرة الماضية استمتعنا بعروض ونتائج المنتخب السعودي الجديد في بطولة كأس العرب الثامنة لكرة القدم التي تختتم اليوم في الكويت.. (ورغم أنني أكتب هذه الزاوية قبل مباراة السعودية والمغرب في الدور قبل النهائي ولا أدري هوية الفريقين الواصلين إلى مباراة القمة الليلة) لكن مهما تكن الأحوال فلابد لنا إلا أن نشد على أيدي الاتحاد السعودي لكرة القدم وعلى الجهازين الاداري والفني اللذين استطاعا خلال فترة وجيزة (نفض) غبار الكبار.. وحقن المنتخب بالدماء الشابة بعد نجاحهم في إزالة رواسب هزائم مونديال اليابان وكوريا 2002. لقد كشفت مباريات الأخضر بكأس العرب أمام المدرب فاندرليم عدة مزايا وأخطاء خلال أول مباراتين أمام البحرين ولبنان فكانتا نقطتي انطلاق وجسر عبور دفعتاه لإعادة حساباته بعد أن عرف قدرات لاعبيه على نار ساخنة وليال كويتية باردة.. لكن لا أحد ينكر أن المنتخب السعودي قد تطور كثيرا قياسا بخبرة وأعمار لاعبيه خاصة بعد المزاوجة الناجحة بين نجوم الخبرة وهمة الشباب وبطل هذا القران الناجح هو المدير الفني الجديد الجريء الهولندي فاندرليم الذي أدخل فلسفات ومفاهيم جديدة بدءا من الناحية النفسية وانتهاء بالحالة الفنية.. فسعدنا بالعرض المبهر والفوز الصريح 3/صفر بلقائه الثالث مع المنتخب السوري.. وشاهدنا توليفة متجانسة بين خبرة الكبار وكفاءة الشباب.. وشاهدنا الكبار يلعبون بروح الشباب والشباب يلعبون بخبرة الكبار وتلك هي المزاوجة الناجحة والنقلة الإيجابية والتوليفة النموذجية التي يتطلع إليها كل محب لهذا المنتخب.. وخاض الأخضر مباراته الرابعة والأخيرة في مجموعته أمام المنتخب اليمني بالمنتخب الرديف بعد أن كان قد ضمن صدارة المجموعة في محاولة جريئة لإتاحة الفرصة أمام جميع اللاعبين للمشاركة من ناحية وإراحة اللاعبين الأساسيين وتحاشي تعرضهم لإصابات تحسبا لمباراة المغرب قبل النهائية من ناحية أخرى.. ومع ذلك خرج الأخضر الرديف بالتعادل 2/2 وبات هو المنتخب الوحيد الذي لم يذق طعم الخسارة. ولا شك في أن هذه الخطوة تدفعنا إلى التفاؤل بان الجهد الذي بذل والمال الذي صرف في إعداد هذا الفريق الجديد لم يذهب هدرا.. وجنينا ثماره بنسبة معقولة ومقبولة في الكويت.. وأنا على يقين بأن الأخضر الجديد قادر على رسم البسمة.. ووضع البصمة على مباراة القمة الليلة والعودة إلى الرياض بكأس العرب (هذا في حال تجاوزه المحطة المغربية قبل النهائية أمس الأول) بإذن الله. ورغم تفاؤلي الكبير بتحقيق ذلك أقول لكم إن عيون الملايين من السعوديين بصيحة المحبة تناديكم.. وفرح الوطن معلق بفوزكم.. وتبقى التحية والمحبة للجمهور السعودي الوفي.. فما خاب ظني أبدا وفي أي زمان ومكان بهذا الجمهور الرائع بل ازداد إعجابا به وبأخلاقه وسلوكه وانضباطه والتزامه يوما بعد يوم. الأزرق يحتضر..! يجب ان نقول وبصراحة ودون أدنى مجاملة أن المنتخب الكويتي في هذه البطولة كان غير المنتخب الكويتي الذي نعرفه.. فرأينا منتخبا يعاني الوهن والمرض والتخاذل والانكسار والانهيار وهذا المنتخب لا يستاهل الدفاع عنه وتبرير أخطائه وضعفه وقلة حيلته.. بالعكس يجب معالجة الأخطاء بهدوء وروية بعيدا عن الانفعال والعصبية والتوتر والتشجيع والاعتراف بأن هذا الأزرق كان سيئا في جميع مبارياته وفرط في كل الفرص (الشرعية وغير الشرعية) التي أتيحت له.. وهو يستحق الخروج المبكر من كأس العرب. والمطلوب من أهل الحل والربط التدخل السريع والتعاون لإنقاذ سمعة الكرة الكويتية التي نحبها جميعا قبل أن نقول (عليها رحمة الله)!