يحتفل المثقفون والأدباء المصريون قريبا بإعادة افتتاح مقهى ريش بوسط القاهرة الذي يعد أشهر منتديات المثقفين منذ تأسيسه في العام 1908. وكان ريش قد أغلق أبوابه سنوات من أجل التجديد وترميم منذ نحو عشرة أجزاء مختلفة من المقهى الذي تم تصميمه على طراز أوروبي وصار جزءا مهما من الحياة الثقافية والسياسية والفنية في القاهرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وأبلغ المهندس الذي أشرف على عملية الترميم عباس محمود أن عملية الترميم حاولت الحفاظ على النموذج القديم للمقهى مع بعض الإضافات غير المؤثرة مثل تحويل السرداب الذي كان يستخدم كمخزن إلى مكان لاحتساء الشاي مع خلفية تاريخية مؤثرة وهي عبارة عن مطبعة صغيرة كانت مخصصة لطبع المنشورات السرية ابان ثورة 1919. وقال ان قاعة المطعم علقت على جدرانها صورا بالأبيض والأسود لأبرز رواد المقهى وأغلبيتهم من الراحلين مثل الشعراء صلاح عبد الصبور وكامل الشناوي وأمل دنقل والممثلين نجيب الريحاني ويوسف وهبي وسليمان نجيب والمطربة الراحلة أم كلثوم التي كانت أول أغنية لها في هذا المقهى لدى قدومها للقاهرة من قريتها عام 1923. ومن أشهر رواد المقهى أيضا الأديب نجيب محفوظ الذي كان يعقد ندوة أسبوعية فيه يحضرها أدباء ومثقفون من كافة الاتجاهات قبل أن يقرر المقهى أغلاق أبوابه من أجل التجديد. وقد بدأ النشاط يدب في المقهى قبل افتتاحه الرسمي إذ بدأت أعداد من الأدباء والمثقفين إلى الجلوس في المقهى بشكل يومي بل ان الجدال الأدبي والثقافي بدأ يعرف طريقه إليه بالشكل الذي يذكر بأجواء الستينيات والسبعينيات. وريش ليس فقط أشهر المقاهي الثقافية القديمة في مصر ولكنه أوفرهم حظا لأنه لم يتعرض للمصير الذي آل إليه معظمها وهو الهدم مثل مقهى متات يا بميدان العتبة بوسط القاهرة الذي تأسس أواخر القرن التاسع عشر ومن رواده أدباء ومثقفون وزعماء سياسيون.