هل تعرفون حكاية القرد الملون الذي هربت منه كل القرود انه ابتكار جيد لاحد الفلاحين بعد ان سئم من سطو القرود على مزرعته فاصطاد قردا ضخما وقام بدهنه بعدة الوان ثم اطلق سراحه ليعود الى (ربعه) من القرود بألوانه المتعددة فلم تقبله وهربت منه واخذ يلاحقها الى مسافات بعيدة هذا القرد الملون الذي لم تقبله جماعته وهم قردة يبدو لي انهم اكثر فطنة وذكاء من الانسان في هذا الزمان الذي يقبل تعدد الالوان وتعدد الوجوه وتعدد المواقف.. فالناس لم تهرب حتى هذه اللحظة من المتلونين والذين يختارون لكل وقت وزمن لونا ووجها وهناك من يغير جلده ومواقفه وفقا للظروف والمصالح ولا يستنكر عليه احد هذا السلوك بل هو في تقدير البعض سلوك حضاري وصائب. المهم انه من كثرة الاقنعة الزائفة والمتعددة اصبحت هناك وجوه بلا لون ولا حياء وهي تفعل اليوم ما تناقضه غدا ولا تلبث ان تغير مواقفها بين نهار وليل ولا اود ان اذهب بعيدا الى بعض الساسة في العالم ولكني سأقترب اكثر عندما اتحدث عن بعض الكتاب والاعلاميين في الوطن العربي الذين تختلف مواقفهم والوان وجوههم كل يوم ويتشكلون ويتغيرون وفقا للمصالح والاحداث ويلبسون الوانا مناسبة للزمان والمكان كالحرباءات تماما التي يكتسب الوانها من لون الحجر اوالشجر اوالارض التي تقف عليها وكغيري من ابناء امة العرب اشهد كل يوم عبر الفضائيات العربية تلك الوجوه الملونة التي لا تكف عن الهذر والادعاء والكذب وقد اكون كغيري قد اصابني الضجر والكرب من فرط ما ارى واسمع وربما كان نصيبي اشد قسوة بحكم مهنتي وتعايشي مع هذه الفئات الملونة والمتلونة ولم اتمكن من الهرب منها الا لماما عندما اعتزل في منزلي ولكنهم يلاحقونني عبر شاشة التلفزيون واجد ان بعضهم يقتطع جزءا من لحمي ويتبرز بوقاحة امام عيني ويتطاول على تراب ارضي التي اعرفها اكثر مما يعرفها هو وبعض هذه الوجوه الناكرة الجاحدة مازال خير هذا البلد يغمرها من رأسها الى قدميها فكيف بالله عليكم نصمت امام هذا البهتان والتلفيق والادعاء والكذب.. لقد منعوني في غرب الوطن ان اخرج لساني لهؤلاء الذين ينالون من بلدي او اولئك القوارض من التجار الذين يرون ان ما اكتبه يهدد مصالحهم واطماعهم. ولا ازيد