قبل عدة أيام شاهدت أحد أفضل مقاطع اليوتيوب، والتي كان بطلها الأستاذ هلال الطويرقي، وهو يتحدث عن الدور المفقود لشركة أرامكو السعودية في مجال الرياضة. والحق يقال فإنه ورغم معرفتي البسيطة بالأستاذ هلال، ولم أره إلا في الملاعب كأحد حراس المرمى منذ زمن طويل، إلا أنني أعتبره أحد أهم الشخصيات الرياضية، ذات التحليل الواقعي لحالة الرياضة في المملكة، ويتكلم عن الرياضة بغيرة نابعة من القلب تعكس وطنيته، وقد رأيناه دائما يمتعنا بأحاديثه في المجال الرياضي والاجتماعي والاقتصادي. لا اعتقد أن شركة أرامكو هي سبب تأخر الرياضة في المنطقة الشرقية. فبناء أرامكو قد لا يعني شيئا، لأن الأهم هو طريقة بناء الإنسان، وحثه على استغلال ما لديه من امكانياتوبعد سماعي لمحاضرته عن الرياضة وأرامكو، فقد أحببت أن أضيف بعض النقاط التي قد تكون غير حاضرة لديه. فقد كانت أرامكو في الوقت الذي كان فيه الأستاذ هلال حارس مرمى، هي المنشأة الوحيدة التي لديها ملاعب متطورة وبها إنارة، وأذكر بعض تمارين نادي هجر في بعض الليالي في ملاعب أرامكو بمدينة ابقيق، وكانت أرامكو حاضرة بكاميراتها؛ لتغطية الكثير من الأحداث الرياضية. وفي الماضي كانت مرافق أرامكو مفتوحة للجميع. فالكل استفاد من منشآت أرامكو، وكانت المدارس التي بنتها ارامكو بها أفضل الملاعب والمنشآت في ذلك الوقت، بل ما زلت أذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - ألقى كلمته في الأحساء من على منبر مسرح المدرسة الإبتدائية الثالثة الواقعة بحي الكوت في الأحساء، والتي بنتها ارامكو. وأثناء طفرة السبعينيات بنت الدولة مرافق رياضية وصالات خضراء تعتبر الأفضل على مستوى العالم، فهل تم استخدامها بالأسلوب الصحيح؟ وهل حولناها إلى خلية نشاط لشبابنا؟ أي أن ارامكو سواء أنشأت مقارا رياضية أم لا، فالأهم هو هل سيتم استغلالها بالصورة الصحيحة، أم ستكون كبقية المنشآت التي لم يتم استغلالها؟. فمثلا: نقوم ببناء أفضل الملاعب في الجامعات، ولكن كم مرة نسمع عن مسابقة رياضية في أي جامعة! وكذلك نبني أفضل المسارح في جامعاتنا، ولكن لا يوجد أي نشاط مسرحي في الجامعات!. يا استاذ هلال، أنت من أكثر المتحدثين الرياضيين صراحة، ولكن لا اعتقد أن شركة أرامكو هي سبب تأخر الرياضة في المنطقة الشرقية. فبناء أرامكو قد لا يعني شيئا، لأن الأهم هو طريقة بناء الإنسان، وحثه على استغلال ما لديه من امكانيات. فلدينا منشآت وملاعب ولكن تنقصنا أساليب تنويع الرياضة. ففي السابق كنا نرى منافسات في ألعاب القوى في المدارس وكل المنافسات تقام في مدارس ارامكو، ولكننا حولنا حصة الرياضة إلى أشياء غير رياضية، والكل يعرف أن ارامكو ليس لها دخل بذلك. تويتر @mulhim12